التأمل للأطفال: الأساسيات والفوائد

التأمل للأطفال: الأساسيات والفوائد

11 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

أفنان عايد

تعلم كيف يمكن لقليل من الهدوء أن يحدث فرقًا كبيرًا

الأطفال دائمًا في حالة حركة. ومع كل هذا الصخب والضجيج، من الممكن الاستفادة من بعض الوقت للانفصال عن هذا الضجيج والاسترخاء. لابد أنك تتساءل عن طريقة مساعدة طفلك على الاسترخاء، قد يكون التأمل هو ضالتك، ربما يكون الطريقة المثلى للبدء في حال لم يكن لديك طفل هادئ ومسالم أو مدرب شخصي متخصص. يوضّح طبيب الأطفال د. ماثيو بادجيت، فوائد التأمل ويشارك نصائح حول كيفية مساعدة طفلك على البدء.

هل التأمل شيء جيد للأطفال؟

في الوقت الذي تم فيه إجراء الكثير من الأبحاث لمعرفة تأثير التأمل، إلا أن معظمها أجريت على البالغين. يقول الدكتور بادجيت إن الدراسات في هذه الحالات أظهرت أن التأمل يمكن أن يساعد في تخفيف القلق والاكتئاب والأرق. ويمكنه أيضًا تحسين الحالة المزاجية والتركيز.

وعلى الرغم من عدم إجراء الكثير من الأبحاث حول كيفية تأثير التأمل على الأطفال، إلا أن ما تم إنجازه يُعد إيجابيًا للغاية. ففي إحدى التجارب المدرسية، أدى تعليم اليقظة إلى تحسين الأداء النفسي وانخفاض مستويات أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) لمجموعة من 300 طالب في المرحلة الإعدادية. وأظهرت تجربة أخرى أن جلسات التأمل المنتظمة يمكن أن تساعد في خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى الطفل.

يقول الدكتور بادجيت: “عندما يكون لدينا أجهزة إلكترونية مصممة خصيصًا لجذب الانتباه ثم تحويله بطريقة سريعة لعدة أشياء، فقد يكون من الصعب حقًا أن نحافظ على الهدوء والراحة. وقد يكون هذا أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال. حيث يمكن أن يكون التأمل مفيدًا، لأنه يسمح لنا بتعليم الأطفال نظامًا يسمح لهم بالتحرك بطريقة أكثر منهجية وبحذر أكبر من خلال أفكارهم – وعبر العالم”.

 وأضاف قائلاً: “إن التأمل يساعد الأطفال على أن يكونوا أقل انفعالاً مع عواطفهم والأشياء التي تدور حولهم”.

“سيكون الأطفال قادرين على إبداء ردود فعل أقل وإظهار المزيد من الإدراك، والذي يعد مهمًا. لأنه عندما يتحكم الأطفال بشكل أفضل في عواطفهم، يمكنهم التركيز بشكل أكبر في المدرسة والانتباه أثناء المحادثات بدلاً من تشتيت انتباههم بسبب كل ما يحدث بداخلهم”.

في أي مرحلة عمرية يجب أن يبدأ الأطفال التأمل؟

يمكن للأطفال الاستفادة من التأمل في أي عُمر. ومع ذلك، من المهم تعديل الطريقة المستخدمة بناءً على المرحلة العمرية للطفل. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تكافح من أجل اجتياز جلسة تأمل مدتها خمس دقائق، فكيف تتوقع  من طفلك أن يبحر فيها.  صرّح الدكتور بادجيت قائلاً: “في الوقت الحاضر، يوجد في الكثير من دور الحضانة أطفالًا وحديثو الولادة يمارسون اليوجا، أو يقضون وقتًا في الاستماع إلى الموسيقى، حيث يشاهدون شخصًا ما يعزف على آلة موسيقية. إن التركيز على مثل هذه الأنشطة يمكن أن يوفر فوائد تأملية”.

كيف تعلم طفلك التأمل (إذا كنت لا تمارس التأمل)؟

هل يجب عليك أن تجلس القرفصاء في غرفة مضاءة بالشموع وعينيك مغمضتين مع عزف موسيقى هادئة في الخلفية، وتكرار عبارات توكيدية تحث على الهدوء؟ وإن لم تفعل، هل هذا يعني أنه لا يمكنك التأمل أو تعليم أطفالك كيفية التأمل؟ مُطْلَقًا.

إليك شيء واحد يجب تذكّره عند البدء: لا توجد طريقة محددة للتأمل، وقد يكون التأمل مجرد نشاط يجذب انتباه طفلك. فالهدف هو التأكد من أنه يحثهم على الهدوء ويسمح لهم بالتركيز.

يقول الدكتور بادجيت: “التأمل مثل الجملة اللانهائية – هناك الكثير من الأشكال المختلفة للتأمل”.

 “ومع الأطفال، نحتاج حقًا إلى أن نكون بلا حدود. هذا لا يعني بضرورة الانخراط في أكثر أشكال التأمل صرامةً، مثل الجلوس بهدوء أو التركيز على التنفس. في البداية، قد يكون القليل من الوقت الهادئ بعيدًا عن المحفزات، أو الذهاب في نزهة كل يوم. من الطرق المثلى لإيصال المفاهيم الأساسية للتأمل للأطفال أثناء تطورهم”.

 ويقترح الدكتور بادجيت مفيدًا أنه إذا كنت بحاجة إلى بعض الإلهام، فمراجعة بعض تطبيقات التأمل على الهاتف أو حتى عبر منصة اليوتيوب. حيث تحتوي العديد من هذه المنافذ على تأملات أو قصص للأطفال ستكون فعالة عندما تريد لطفلك الاسترخاء والراحة.

وفي حين أن طول مدة التأمل يعتمد على مدى تفاعل واهتمام طفلك، فإليك بعض أوقات التأمل المقترحة من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال:

  • أطفال ما قبل المدرسة: بضع دقائق في اليوم.
  • أطفال المدارس الابتدائية: ثلاث إلى 10 دقائق مرتين في اليوم.
  • المراهقون: من خمس إلى 45 دقيقة يوميًا أو أكثر حسب التفضيل.

متى يحين الوقت للانسحاب؟

إن اكتساب عادة جديدة ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس بالمستحيل على طفلك. ولكن إذا لاحظت أنها لا تدوم إلا لفترة قصيرة جدًا، أو تصبح هذه العادة مزعجة له أو تجعله مستاءًا، أو عند الملاحظة أن الطلب من الطفل أن يركز على أنفاسه يصيبه بالذعر، ستعرف أن طفلك يشعر بضغط كبير من التأمل.

 إذا كانت محاولة التأمل مزعجة لطفلك باستمرار، تحدّث إلى مقدم الرعاية الصحية لطفلك حول البدائل المناسبة.

أنواع التأمل للأطفال

يمكن أن يتخذ التأمل للأطفال أشكالًا عديدة. يقول الدكتور بادجيت أنه يمكنك تجربة الأنشطة القائمة على الحركة، مثل اليوجا أو السباحة أو المشي.

 يتطلب “التأمل” القائم على الحركة الكثير من التفكير والتركيز لأن الأطفال يجب أن ينتبهوا لما يقوموا به. ومع ذلك، لا تندرج الرياضات الجماعية ضمن هذه الفئة لأنها يمكن أن تكون فوضوية بعض الشيء.

إذا كنت تريد أن تفعل شيئًا يتضمن قدرًا أقل من الحركة والمزيد من التركيز، فيمكنك قراءة كتاب مع طفلك. مع الانتباه لعدم قراءة القصة على عجل (حتى لو كانت هذه هي المرة المليون التي تقرأ فيها هذه القصة). خذ وقتك واطرح أسئلة حول الكتاب ودع طفلك يصف الصور. أبطئ التجربة واسمح لطفلك باستيعابها كاملةً.

تشمل الأشكال الأخرى للتأمل ما يلي:

  • علم طفلك كيفية العزف على آلة موسيقية أو لعبة لوحية.
  • اذهب في نزهة على الأقدام واجعل طفلك يصف ما يراه (أشجار، أزهار، حيوانات، إلخ).
  • اذهب لمتجر الحيوانات الأليفة أو حديقة الحيوانات وتحدّث معه عما تفعله الحيوانات.
  • اطلب من طفلك أخذ أنفاسًا عميقة قبل النوم لمساعدته على الاسترخاء.
  • خصص وقتًا للهدوء عندما تبدأ الأمور في التعقيد.

يقول الدكتور بادجيت: “اجعل طفلك يركز على شيء نشط وليس مبهرجًا. اطلب منه العزف على آلة أساسية مثل الطبل. يمكن أن يكون النشاط متكررًا نسبيًا ولكنه جذاب. أي شيء يمكن أن يبعد عقولهم عن المشتتات والإلكترونيات لفترة طويلة سيكون له فوائد تأملية”.

مشاركة العائلة في ممارسة التأمل، لتوطيد الترابط العائلي

قد تكون تقنيات التأمل لدى الأطفال أقل تعقيدًا من تلك الخاصة بالبالغين، لكن الدكتور بادجيت يقول إنه لا يزال بإمكان الأسرة بأكملها الاستفادة منها. ومن خلال التأمل معًا، يمكن أن تصبح عائلتك أقرب ومترابطة أكثر.

“إن تقنيات التأمل البسيطة للأطفال ستفيد الآباء أيضًا. إذا وجدت نشاطًا مشتركًا بينك وبين طفلك، فستكسبون جميعًا الكثير من وقت الترابط العائلي. على الرغم من أنك قد تكون قادرًا على التعامل مع مهارات أكثر تعقيدًا وتنظيمًا، لكن لا يزال بإمكانك الاستفادة من هذه الأنشطة البسيطة التي يقوم بها طفلك. اجعل التأمل نشاطًا عائليًا يوميًا، سيكون له تأثيرًا قويًا جدًا لجميع الأفراد في العائلة”.

ترجمة: أفنان عايد

المصدر : https://health.clevelandclinic.org

لينكد إن: afnan-ayed-232b1622b

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!