الأولويات المهنية خلال الجائحة أظهرت أن الشغف يأتي قبل الأمان المالي

الأولويات المهنية خلال الجائحة أظهرت أن الشغف يأتي قبل الأمان المالي

23 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

علياء العصيمي

أدى عدم الاستقرار الوظيفي خلال جائحة كوفيد 19 إلى إعادة ترتيب أولويات ملايين العمال، الذين أولوا أهمية أكبر للشغف في العمل بدلاً من الأمان المالي، وفقًا لدراسة نشرت حديثًا في جامعة ميشيغان.

وسعى الباحثون لمعرفة المزيد حول ما يحدث للأولويات المهنية للعاملين الحاصلين على تعليم جامعي والذين فقدوا وظائفهم أو تمت إجازتهم أثناء الجائحة.

وعلى عكس الافتراضات القائلة بأن الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الاقتصادي سيعطون الأولوية للأمان المالي قبل أي شيء آخر، أظهرت نتائج الأبحاث أن العمال الذين عانوا من عدم الاستقرار الوظيفي نتيجة للجائحة كانوا أكثر ميلًا إلى إعطاء الأولوية لإيجاد الشغف في العمل أكثر من الأشخاص الذين كانت وظائفهم مستقرة أثناء الجائحة.

الشغف أم المال؟

قالت إيرين تشيك الأستاذة المشاركة في علم الاجتماع والمؤلفة الرئيسية للدراسة: إن هذا التركيز على الشغف يشير إلى أن عدم الاستقرار الوظيفي يمكن أن يثير قلقًا وجوديًا يقود الناس إلى أحاسيس أوسع في صنع المعنى بما يتجاوز الاستقرار المالي”.

وقارنت الأستاذة تشيك وطالبة الدكتوراه صوفيا هيلتنر، أولويات 1628 عاملاً من الحاصلين على مؤهل جامعي في الولايات المتحدة، والذين تم تسريحهم أو إجازتهم لمدة ثمانية أشهر أثناء الجائحة مع أولئك العمال الذين ظلت وظائفهم مستقرة. وقالت تشيك إنه خلال هذه الفترة لم تكن اللقاحات متاحة ولم تتضح بعد العواقب الاقتصادية الكاملة للوباء.

وأشار الباحثون أن الدراسة ركزت على العاملين من خريجي الجامعات، لأن لديهم إمكانية الوصول إلى شبكات الأمان التي قد تسمح بمزيد من الحرية المالية للنظر في الخيارات الأخرى. وبشكل عام قالوا إن القيود المالية الناجمة عن عدم الاستقرار الوظيفي أثناء الأزمات قد تدفع العديد من العاطلين عن العمل إلى التدافع لتأمين أي عمل يمكنهم العثور عليه.

ومع ذلك ووفقًا للنتائج البحثية، وجدنا أن العاملين خريجي الجامعات الذين عانوا من عدم استقرار وظيفي مرتبط بالجائحة، يضعون أهمية أكبر للعثور على عمل كانوا شغوفين به، أكثر من البحث عن الوظائف التي تتمتع بالاستقرار أو براتب مرتفع، بعبارةٍ أخرى لقد أعطوا الأولوية للشعور بالإنجاز والمعنى في حياتهم المهنية كما قالت تشيك.  وفي الواقع صّنف 46٪ من هؤلاء المشاركين الشغف كأولوية قصوى في صنع القرار الوظيفي مقارنة بمعدل 20٪ الذين صنفوا الراتب، و13٪ صنفوا الأمان الوظيفي على أنه العامل الحاسم الأكبر لديهم.  وأضافت أن هذا النمط في تحديد الأولويات في البحث عن عمل، موجود في المشاركين  مهما اختلف الجنس، أو الحالة الأبوية أو العرق أو الخلفية الطبقية.

هل تأثرت معتقدات الأفراد بشأن الاستقرار الوظيفي بجائحة كورونا؟

قالت تشيك: “تشير هذه النتائج إلى أن التداعيات الاقتصادية المصاحبة للجائحة لم تقلل من شعبية المعنى وشعور الإنجاز كمبادئ توجيهية لاتخاذ القرارات المهنية على الأقل بالنسبة للطلاب الجامعيين. وربما أدت تجارب عدم الاستقرار الوظيفي المرتبط بالجائحة إلى تضخيمه”.

“توفر النتائج سياقًا مهمًا لفهم سبب رؤيتنا للعديد من لوحات «يوجد شواغر وظيفية» في الوقت الحالي.  وتشير إلى أن الاستقالات المهنية قد تستمر جزئيًا من قبل العمال الذين يسعون إلى علاقة مختلفة بالعمل المأجور، حيث يبحثون عن علاقة توفر شعور بالإنجاز ومعنى أكبر لحياتهم”.

ومع ذلك حذرت تشيك من أن “اتباع شغفك” يأتي مع مخاطره الخاصة كما أوضحت في كتابها الأخير”مشكلة الشغف: كيف يؤدي البحث عن شعور الإنجاز في العمل إلى عدم المساواة”، حيث إن إعطاء الأولوية للشغف في البحث عن عمل، يمكن أن يجعل العمال عُرضة للاستغلال من قبل أصحاب العمل ويربط شعورهم الأساسي بهويتهم بالاضطراب المستمر في الاقتصاد العالمي.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: علياء العصيمي

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!