crossorigin="anonymous">
2 أبريل , 2022
تشير دراسة جديدة لكلية الطب في نورث ويسترن إلي أهمية إسدال الستائر وإطفاء الأنوار قبل النوم؛ فحتي التعرض لإضاءة محيطة معتدلة أثناء النوم ليلاً -مقارنةً بالنوم في إضاءة محيطة خافتة- يؤدي إلي إتلاف وظائف القلب والأوعية الدموية، كما يزيد من مقاومة الإنسولين في صباح اليوم التالي.
وتوضح نتائج هذه الدراسة أنه يمكن لليلة واحدة فقط من التعرض لإضاءة محيطة معتدلة خلال النوم أن تخل بتنظيم الجلوكوز والقلب والأوعية الدموية، مما يشكل عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري والمتلازمة الأيضية. وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة فيليس زي، رئيسة طب النوم بكلية فاينبيرج للطب، جامعة نورث ويسترن: “من المهم تجنب الأشخاص كمية التعرض للضوء أثناء النوم أو التقليل منها”.
ويوجد بالفعل دليل على أن التعرض للضوء نهارًا يزيد من معدل سرعة ضربات القلب عن طريق تنشيط الجهاز العصبي الودي ليجعل القلب في حالة تأهب قصوى لمواجهة تحديات اليوم.
وتقول دكتور زي: “تشير نتائجنا إلي وجود تأثير مشابه أيضًا عند التعرض للضوء خلال النوم ليلاً”.
قالت دكتورة دانييلا جريمالد، المؤلفة الأولي المشاركة وأستاذة مساعدة لأبحاث علم الأعصاب في نورث ويسترن: “لقد أوضحنا أن معدل ضربات قلبك يزداد خلال نومك في إضاءة معتدلة”. وأضافت، “بالرغم من كونك في حالة سبات، فإن جهازك العصبي اللاإرادي يبقى في حالة نشطة -وهذا سيء- فعادةً ما يكون معدل ضربات قلبك مع مؤشرات الأوعية الدموية الأخرى أقل في الليل وأعلي أثناء النهار”.
وهناك أجهزة عصبية ودية ولاودية لتنظيم فسيولوجية جسمنا أثناء الليل والنهار، فالجهاز العصبي الودي يتولى المسئولية أثناء النهار، والجهاز العصبي اللاودي من المفترض أن يتولاها أثناء الليل عندما ينقل الترميم إلي الجسم بأكمله.
لقد وجد المحققون أن مقاومة الجسم للإنسولين سار في الصباح الذي عاقب ليلة نام فيها الأشخاص في غرفة مضيئة. تحدث مقاومة الإنسولين عندما لا تستجيب الخلايا الموجودة في العضلات والدهون والكبد للإنسولين جيداً ولا يمكنها امتصاص الجلوكوز من الدم للحصول على الطاقة، فيقوم البنكرياس بصنع المزيد من الإنسولين ليعوض ذلك، فترتفع نسبة السكر في الدم مع مرور الوقت.
ونشرت دراسة سابقة في مجلة جاما للطب الباطني، هذه الدراسة بحثت في عدد كبير من الناس الذين يتمتعون بصحة جيدة ولكنهم يتعرضون لإضاءة أثناء نومهم، كانوا هم أكثر من يعانون من زيادة في الوزن والسمنة. وتقول دكتور فيليس زي: “الآن نوضح الآلية التي يمكن أن تعتبر الأساسية في شرح لماذا يحدث هذا؟ ” وتضيف: “ونوضح تأثيرها على قدرتك لتنظيم الجلوكوز”.
والمشاركون في هذه الدراسة لم يكونوا على علم بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في جسمهم أثناء الليل، بينما تقول جريمالدي: “ولكن المخ يستشعر ذلك”، وتضيف: “ويتظاهر كأنه مخ لشخص نومه خفيف ومجزأ، فتصبح فسيولوجية النوم غير مريحة كما من المفترض أن تكون”.
أصبح التعرض للضوء الاصطناعي شائعاً أثناء النوم في الليل، سواء من الضوء داخل المنزل المنبعث من الأجهزة أومن مصادر خارج المنزل، ولاسيما المناطق الحضرية الكبيرة، ونسبة من الأفراد لا يستهان بها تصل لأعلي من 40٪ ينامون وبجانبهم مصباح مضيء في غرفة النوم أو مع إبقاء التلفزيون شغالاً.
وتخبرنا دكتورة فيليس زي أنه بالإضافة إلى النوم فإن التغذية والتمارين والتعرض للضوء أثناء النهار عوامل لا تقل أهمية من أجل الصحة، بينما نوضح أن كثافة الضوء الطفيفة كذلك تستطيع عرقلة مقاييس صحة القلب والغدد الصماء.
واختبر الباحثون في الدراسة على المشاركين تأثير النوم لأكثر من ليلة في إضاءة معتدلة، يعرف ب 100 لوكس، مقارنةً بالنوم في إضاءة خافتة، يعرف ب3 لوكس، فاكتشفوا أن التعرض للضوء المعتدل جعل الجسم في حالة تأهب قصوى مما زاد من معدل ضربات القلب والقوة التي ينقبض بها بالإضافة إلى معدل سرعة الدم في مجري الأوعية الدموية لتدفق الدم المؤكسد.
وهذه الاستنتاجات هامة، ولاسيما من أجل من يعيشون في مجتمعات حديثة حيث التعرض لضوء الليل داخل وخارج المنزل يزداد انتشاراً.
١- لا تشغل الأضواء، وإذا لزمك هذا (وهو ما يحبذه كبار السن للشعور بالأمان) فاجعله ضوءاً خافتاً أقرب للأرضية.
٢- الألوان مهمة، فإضاءة اللون الكهرماني أو البرتقالي المحمر أقل تحفيزاً للمخ، ولا تستخدم ضوء اللون الأبيض أو الأزرق وأبقيهما بعيداً عن الشخص النائم.
٣- ستائر التعتيم أو أقنعة العين جيدة في حالة عدم قدرتك علي التحكم في سطوع الضوء الخارجي علي وجهك.
قالت الدكتورة فيليس زي: “إذا تمكنت من رؤية الأشياء بوضوح، من المرجح أنها مضيئة جداً”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: شيماء عادل عبدالفتاح محمد
مراجعة وتدقيق: عبد الله الجهوري
تويتر: @2ljahwari
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً