هل تبييض الأسنان آمن؟ لقد طلبنا من مجموعة من أطباء الأسنان الرائدين في الصناعة إخبارنا بما يفكرون به.

بغض النظر عن كم عدد المرات التي تقوم فيها بغسل أسنانك، هناك بعض درجات اللون الأصفر المزعجة التي لن تزول، إذا كانت أسنانك تبدو مُلطخة ربما تسألت: هل تبييض الأسنان آمن؟

لطالما كانت الأسنان البيضاء اللؤلؤية والمستقيمة من الأصول المادية المرغوب فيها. وجدت ورقة نُشرت في علم اجتماع الصحة والمرض، أن امتلاك ابتسامة مشرقة يمكن أن يُؤثر على وضعنا الاجتماعي، وكم نجني من أجر، ومدى نجاحنا في الحب، وإجمالاً هناك العديد من الأسباب الوجيهة لتفكر في تبييض أسنانك.

ولكن ماذا عن المخاطر؟ هناك الكثير من الخيارات المُتاحة عندما يتعلق الأمر بعلاج الأسنان الصفراء. تبدو الأدوات المنزلية والعلاجات داخل المكتب والخيارات التي يصفها أطباء الأسنان مغرية لأسباب مختلفة، واكتشاف أي منها آمن يمكن أن يكون مُربكاً؛ لذلك قمنا بسؤال أطباء تجميل الأسنان الرائدين، نصيحتهم حول تبييض الأسنان بأمان.

يمكنك القيام بالكثير لتُحسن حالة أسنانك قبل التفكير في تبييض الأسنان. ومع ذلك، يمكنك قراءة إرشاداتنا عن كيفية استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية وكيفية استخدام خيط الأسنان بالإضافة إلى استعراض بعض أفضل فرش الأسنان الكهربائية المُتاحة.

هل تبييض الأسنان آمن وكيف يمكن عمله؟

تقول طبيبة الأسنان ألينا ليلان، الحاصلة على دكتوراة في جراحة الأسنان: “تبدو منتجات تبييض الأسنان آمنة بشكل عام”. وعلى الرغم من ذلك، فإنها تضيف أن منتجات التبييض يجب أن تُستخدم بعناية. لا تُستخدم منتجات تبيض الأسنان بإفراط، أو تتركها على أسنانك لوقت أطول من الوقت المُوصى به. 

البيروكسيدات هي أكثر عوامل التبييض المُستخدمة في منتجات تبييض الأسنان. من المحتمل أن يُدرج بيروكسيد الهيدروجين، أو بيروكسيد الكارباميد في قائمة المكونات لأدوات التبييض الخاصة بك، سواء كان العلاج في المنزل أو في المكتب، وطريقة عملهم معقدة بعض الشيء. باختصار تتكسر هذه البيروكسيدات وتُزيل البقع من مينا أسنانك، يتحلل بيروكسيد الكارباميد إلى بيروكسيد الهيدروجين واليوريا؛ لاختراق سطح المينا. وفقاً لبحث نُشر في مجلة طب الأسنان بسبب خواصه الحمضية، يمكن لبيروكسيد الهيدروجين إزالة الإلكترونات، وبالتالي تحطيم الذرات داخل جزيئات التلوين. في المقابل يُزيل هذا الإجراء البقع من أسنانك، وعند إزالة هذه البقع ستبدو أسنانك أكثر إشراقاً.

ما هي مخاطر تبييض الأسنان؟ 

نُشرت دراسة في مجلة ممارسة طب الأسنان القائمة على الأدلة، وجدت العديد من المخاطر المرتبطة بمنتجات تبييض الأسنان في المنزل، بما في ذلك خشونة وليونة سطح الأسنان، زيادة إمكانية هشاشتها، وتدهور ترميم الأسنان. أخبرت دكتور لين دورية live science: “إن الخطر الأكثر شيوعاً عند تبيض أسنانك هو، تطوير حساسية مؤقتة أو ‘الزنجير”.

يأتي الإفراط في استخدام البيروكسيدات بمجموعة من المخاطر الخاصة به أيضاً. تقول دكتور لين ودكتور أمو سوهال، الحاصل على بكالوريوس في جراحة الأسنان، وماجستير في طب الأسنان: “سيؤدي استخدام تركيز عالي من منتجات التبييض بشكل مفرط إلى جفاف أسنانك، مما قد يجعلها أكثر قتامة مع مرور الوقت”. يردد صدى هذه التحذيرات، موضحاً:” المنتجات المُقدمة من خلال أطباء الأسنان آمنة. ومع ذلك، يمكن أن تحتوي بعض المنتجات المتاحة على الإنترنت أو في المتاجر على مواد كاشطة، أو أحماض والتي يمكن أن يكون لها بعض الآثار الضارة على الأسنان. 

تبييض البيروكسيدات الأسطح التي تتلامس معها، مما قد يسبب مضاعفات طويلة الأجل. كما أثارت ورقة بحثية نُشرت في 2006 في المجلة البريطانية لطب الأسنان هواجس، بشأن سلامة تبييض الأسنان واللثة. تُسلط دكتور لين الضوء على هذه المخاطر محذرةً من أنه “عند استخدام الكثير من المنتجات، أو تركها على الأسنان واللثة لفترة طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهيج ” حروق ” اللثة أو إلى حساسية الأسنان. ولكن النصيحة تظل ثابتة في مجملها: “إذا التزمت بالتعليمات التي أُعطيت لك، فلا بد وأن تكون منتجات تبييض الأسنان آمنة للاستخدام”.

هل أدوات تبييض الأسنان المنزلية آمنة؟

تنحصر سلامة أدوات تبييض الأسنان المنزلية غالباً في عاملين: جودة المنتج نفسه، مدى التزامك بالتعليمات التي يقدمونها لك. لكن طالما أنك لا تستخدمها بشكل مفرط أو تتركها على أسنانك لفترة أطول من الأوقات الموصى بها، فهي عموماً آمنة للاستخدام.

في بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة تُنظم أدوات تبييض الأسنان بإحكام في المنزل. هذا يعني أنه يجب عليك الذهاب إلى طبيب أسنانك؛ للحصول على وصفة طبية قوية لعلاج التبييض في المنزل، أو تلقي العلاج في العيادة. يوضح دكتور سوهال: “فقط خبراء الأسنان يمكنهم قانوناً أن يصفوا أنظمة تبييض مناسبة في المملكة المتحدة. التبييض في المنزل جيد طالما وصفه لك طبيب أسنانك. ويضيف أنه لا يُنصح باستخدام معجون تبييض الأسنان؛ لأنه يمكن أن يكون كاشط للأسنان، ويمكن أن يؤدي إلى تآكل المينا”.

هل يمكن لأي شخص تبييض أسنانه؟

كما رأيتم، هناك بعض المخاطر المرتبطة بتبييض الأسنان. وعلى هذا النحو، ينبغي لبعض الأشخاص تجنُب تبييض أسنانهم كلياً. يقول دكتور ديفيد رايس، مؤسس شعلة دي دي إس، ورئيس تحرير طب الأسنان الذكي: “أوصي بشدة بمراجعة طبيب أسنانك وأخصائي الصحة، للتأكد من أن لديك فماً صحياً”. 

تشمل الحالات التي قد تمنعك من تبييض الأسنان انحسار اللثة، أو المعالجة التجميلية القائمة (مثل تقويم الأسنان)، أو تسوس الأسنان، أو عدم ترميمها، أو جفاف الفم، أو سوء النظافة الصحية للفم. ومع ذلك تُشخص معظم الحالات خلال زيارة طبيب الأسنان، وبالتالي فإن إجراء فحص روتيني قبل التبييض سيكون أمراً معقولاً. 

كما اقترحت مراجعة في مجلة عيادات طب الأسنان في أمريكا الشمالية عام 2017 أنه ينبغي تجنب تبييض الأسنان أثناء الحمل. وقد أوصى البحث بتأجيل علاج الأسنان الاختياري، بما في ذلك تبييض الأسنان، إلى ما بعد الولادة. 

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: إسراء عبد الغني

مراجعة وتدقيق: زينب محمد