كيف تعزز الإبداع لدى أطفالك؟

كيف تعزز الإبداع لدى أطفالك؟

29 يناير , 2022

ترجم بواسطة:

عائشة الضبيعي

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

قد يلجأ الآباء الراغبين بتنمية إبداع أطفالهم إلى تسجيلهم في دروس الفنون أو التباهي بتنافس أطفالهم حول العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، ولا ننكر هذه الأمور قد تزيد الإبداع، ولكن بصفتي أستاذًا في علم النفس التربوي له مؤلفات كثيرة حول الإبداع فإنه يمكنني بناء على أكثر من 70 عامًا من البحث الإبداعي تقديم مقتراحات إضافية قد تكون فعالة ولن تؤثر على ميزانية الأبوين .

أولاً: كن حذرًا عند الثناء والمكافأة

قد يحاول بعض الآباء مكافأة أطفالهم نظير إبداعهم، والابداع يعرف عادة بكونه: إنتاج شيء أو أمر جديد ونافع، ولكن قد تؤدي المكافآت والثناء في الواقع إلى ثني طفلك عن الاهتمام الجوهري بأن يكون مبدعًا؛ لأن النشاط قد يرتبط بالمكافأة وليس بالمتعة الطبيعية التي يمارسها الطفل ويعيشها.

وبالطبع ذلك لا يعني أن لا تعلق رسمة طفلك على باب الثلاجة، ولكن ذلك يعني أن تتجنب الثناء العام، كأن تقول: “أحب كل تفاصيل رسمتك!”، وأن تتجنب التركيز على صفاتهم الفطرية، كأن تقول: “أنت مبدع للغاية!”، وبدلاً من ذلك يمكنك أن تثني على جوانب محددة أحببتها في رسمة طفلك، كأن تقول: “أعجبتني طريقتك في رسم ذيل لطيف لهذا الكلب في الرسمة” أو أن تقول: “طريقتك في دمج الألوان هنا جميلة!”

قد تكون بعض المكافآت مثمرة في تحفيز الإبداع لدى الأطفال والمحافظة عليه، فمثلاً يمكننا مكافأة طفل يحب الرسم بأدوات رسم يستخدمها في رسوماته، مع ملاحظة أن بعض الأطفال قد لا يهتمون بكثير من الأنشطة الإبداعية وغيرها بشكل خاص، ولا مشكلة في ذلك، بل على العكس، هناك فائدة كبيرة محتملة كبيرة في استخدام المكافآت في هذه الحالات، فمثلاً، إذا كان لدى الطفل واجب لنشاط مدرسي إبداعي وهو يكره القيام بذلك، فلن يكون هناك أي شغف داخلي أصيل لدى الطفل نخشى من أن تثبطه هذه المكافآت.

ثانياً: عزز الفضول والتجارب الجديدة

أظهرت نتائج دراسة أن الأشخاص المنفتحين للتجارب والأفكار الجديدة هم عادة أكثر إبداعاً من غيرهم، وكثير من الأطفال يبحثون بفطرتهم عن كل ما هو جديد من أطعمة، وأنشطة وألعاب، وأصدقاء لعب، فعلى الآباء في هذه الحالة الاستمرار بمنح الفرص والتعزيز. 

أما بالنسبة للأطفال الأكثر تحفظاً، فهناك خيارات بديلة، فعلى الرغم من أن الشخصية ونمطها هو أمر مستقر بناء على العلوم النظرية إلا أن تغييرها ممكن، فقد وجدت دراسة أجريت على البالغين بأن لعبة  الكلمات المتقاطعة أو ألغاز سودوكو يمكن أن تساعد في تعزيز الانفتاح على التجارب الجديدة، ومن المتفق عليه أن مرحلة الطفولة والمراهقة هي الفترة الطبيعية لنمو الانفتاح، كما أن تشجيع الفضول والمشاركة الفكرية هما وسائل أخرى لتحقيق لذلك، بالإضافة إلى الاهتمام بالثقافات الأخرى، وتشجيع المخاطرة المعقولة، مثل تجربة رياضة جديدة لطفل أقل لياقة، أو آلة موسيقية جديدة لذي ميول موسيقي بسيط، وحتى الاختلافات البسيطة في الروتين المسائي قد تحدث فرقاً وتساعد في الاعتياد على الابتكار مثل تجربة حرفة جديدة أو لعبة طاولة أو المساعدة في طهي العشاء.

ثالثاً: ساعدهم على تقييم أفكارهم واختيار الأفضل

إذا كان الأطفال مبدعين فعلاً، فمعظم الآباء يعيون أهمية أنشطة تحفيز إنتاج الأفكار الجديدة ويطبقونها مثل العصف الذهني، ولكنهم يهملون مهارة تقييم واختيار أفضل الأفكار رغم أن لها ذات الأهمية، فقد يفكر الطفل في 30 حلًا ممكنًا لمشكلة تواجهه، ولكننا لن نطلق عليه لفظ مبدع لو اختار حلاً غير قابلاً للتنفيذ أو غير مؤثراً، وإن كان الثناء صعبًا فالتعليقات قد تكون أكثر صعوبة، فإن كنت قاسيًا جدًا في تعليقاتك فأنت تخاطر بسحق شغف طفلك للإبداع، وفي المقابل، إن كنت في غاية النعومة والمجاملة في تعليقاتك، فقد لا يتطور إبداع طفلك.

أما إذا طلب طفلك رأيك وملاحظاتك –وهو مؤشر جيد عند البالغين للإبداع- فتأكد أن تذكر ملاحظاتك بعد قيامه بالعصف الذهني لأكبر قدر من الأفكار، كما يمكنك التأكد من أن طفلك لا يزال يشعر بالكفاءة وذلك عن طريق التركيز على التعليقات التي ترتبط بجهوده السابقة، كأن تقول: “تعجبني التشبيهات التي استخدمتها في قصيدتك، رائع أنت تتحسن! ما الاستعارات الأخرى التي يمكن أن تستخدمها البيت الأخير من القصيدة؟”

رابعاً: علمهم أن لا يكونوا مبدعين دائماً

أخيراً، ضع في عين الاعتبار أن الإبداع ليس الخيار الأفضل دائماًّ، فقد تكون الحلول المباشرة والبسيطة أفضل أحياناً، فمثلاً، لو كان المرحاض مسدودًا ولديك مكبس أو غطاس، فلن تحتاج إلى صنعه بنفسك من عصا علاّقة المعاطف ونصف كوب مطاطي.

والجدير بالذكر، أن بعض الأشخاص -بما فيهم المعلمين- يقولون أنهم يحبون المبدعين ولكن في الواقع لديهم وجهة نظر وآراء سلبية عن الأطفال المبدعين دون أن يدركوا ذلك.

إذا كان إبداع طفلك يسبب نتائج سلبية في مادة ما، مثل مشكلات الانضباط أو الدرجات المتدنية، فيمكنك مساعدة طفلك على فهم أفضل طريقة لتوجيه إبداعه، مثلاً، إذا كان طفلك معتاداً على التعبير عن أفكاره بصرف النظر عن ارتباطها بموضوع النقاش أو الدرس، فوجه إلى مشاركة الأفكار المتصلة مباشرة بموضوع النقاش أو الدرس.

أما إذا شعرت أن المعلم ببساطة لا يقدر إبداع طفلك أو لا يعجبه، فبإمكانك أن توجه طفلك إلى تطبيق فكرة “ساحة انتظار الأفكار”، حيث يكتب أفكاره الإبداعية ويشاركها معك أو معلم مختلف في وقت لاحق من اليوم.

وأخيراً، فإن للإبداع مجموعة من الفوائد الأكاديمية والمهنية والشخصية، ويمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تنمية إبداعهم واستخدام مخيلتهم كما يحلو لهم مع بعض التوجيهات الأبوية اللطيفة.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: عائشة بنت ناصر الضبيعي

تويتر: @AishaN19_

مراجعة وتدقيق: ريم عبدالله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!