استراتيجية الإبعاد والإبدال والإنهاك

استراتيجية الإبعاد والإبدال والإنهاك

29 نوفمبر , 2021

ترجم بواسطة:

ليان الحامد

كیفیة التغلب على المغريات في أشد أوقات الحاجة إلیھا.

الاستراتيجية المتبعة مع المغريات تتلخص في التالي:

  1. التباعد الاستراتيجي: إبقاء الإغراء بعيدًا عن متناول اليد.
  2. التنشيط الاستراتيجي: استبدال الأمور المغرية بأخرى أقوى.
  3. الإنهاك الاستراتيجي: القيام بالكثير من الأشياء المغرية بحيث تتوقف عن كونها مغرية للغاية.
  4. خداع الذات الإستراتيجي: تخدع نفسك بطرق تساعدك في التخلص من الادمان ولا تؤذيك.

قد نستمر بالتفكير بالمغريات للحد الذي یجعلنا نفعل المستحيل لممارستها حتى لو علمنا أن ھذا ھو آخر شي قد نفعله.  فقد يعلم أحدهم، أنه حان الوقت للإقلاع عن أي مغریات لا تجدي نفعًا فعلى سبیل المثال، ترید أن تنھي ارتباطك بشخص أو أي ادمان آخر یسیطر علیك لكنك عاجز، غیر قادر على ذلك.

یقولون لك: اضبط نفسك وتحكم بھا وبرغباتك حتى تقلع عن أي إدمان، و قد یجدي ذلك نفعًا في بعض الأحيان، لكن لا ينفع في أحيان أخرى.

یصبح التحكم بالنفس ورغباتها أمرًا غیر كافي. ففي البدایة قد یتخلل الأمر الكثير من “لا” أمام المغريات ثم تنهزم أمام رغباتك ويتخلل الأمر الكثير من “نعم” بل حتى قد تنصاع للمغريات وتكافئ نفسك بانضباطها ورفضك للعديد من المغريات في بدایة الأمر وفي نھایة المطاف تعیدك ھذه “نعم” إلى نقطة البدایة بعدما أحرزت تقدمًا.  فما ھي إذاً الطرق الأخرى للتغلب على رغباتنا!

من السھل تمجيد قوة الإرادة ولكن من الصعب اعتناقها.  و یقول الكاتب: “قد لا أستطيع تغيير نفسي ولكن يمكنني  تغيير بيئتي، لتساهم في  تغييري”.

توجد ثلاث استراتیجیات أساسیة تحقق ھذا التغییر كل واحدة منھا تعتمد على طبیعة تصرفات الأشخاص في الحیاة الیومیة. فمثلاً، خداع النفس استراتيجياً، قد یكون أمرًا نافعًا وذلك بغرض ضبط وإصلاح النفس.  حيث یحث الكاتب الناس على خداع النفس باستراتيجيات وطرق تساعدهم، دون أن تضرھم.

وھنا نجد ثلاث أسالیب استراتیجية طبقھا الكاتب معتمدًا على تصرفاتنا الیومیة:

أولاً: الإبعاد الاستراتيجي

قد نفعل المستحيل لإشباع رغباتنا. فقد ندمن الكحول لدرجة تجعلنا نخرق القواعد أو نخلف الوعود لنحصل عليه. وقد نتمسك بعلاقات لا نستطیع تركھا بالرغم من خطرها علینا.

و ھناك نوع من الإدمان المعتدل، حيث ينشط الإدمان في حالة وجود المغريات أمام نظرك فقط ولیس في حالة غیابه.  لذا فأن استراتيجية الإبعاد، ھي استراتيجية يتم اتباعها، ليتم إبعاد مصدر الإدمان ويصعب الوصول إليه.  وعلى سبیل المثال، إذا كنت مدمن وجبات سریعة وتأكلھا في كل مكان في المنزل والمكتب والسیارة،  فالاستراتيجية تكمن في أن لا تحضر الوجبات السريعة في ھذه الأماكن. وتقترح استراتيجية الإبعاد أنه بإمكانك الذهاب إلى السوبر ماركت وأنت تشعر بالشبع. حيث أنه عند الشعور بالشبع، ستشتري احتیاجك الیومي من الغذاء فقط ولیس ماتحب أن تأكل. فإذا أبعدت عن ناظریك ما تدمنه فمن السھل الإقلاع عنه والتغلب علیه. فإذا غیرت البیئة المحیطة وأبعدت مصادر الإدمان عن نظرك، حتمًا ستغیرك البيئة ويسهل عليك الإقلاع عن الإدمان.

ثانياً: الاستبدال الاستراتيجي

یقول الكاتب: في فترة طلاقي كنت مھوس بمضایقة شریكتي السابقة مما أدى إلى نتائج عكسية. لكنني تجاوزت ذلك جزئیًا وذلك من خلال عزفي على الجیتار الذي كنت اعزف علیه في  فترة دراسة المرحلة الثانویة. كنت بحاجة إلى إفراغ الحب الذي بداخلي فوضعت جله على آلة موسیقیة،  شيء جامد واثقٌ إنه لن یخذلني. ولأني كنت قد بدأت سابقًا التعلم على العزف بالآلة، فقد كانت العودة  للعزف على الجیتار بمثابة المكافأة، ومنعني العزف من مضایقة شریكتي السابقة.

وفي  بعض الحالات، تقوم السيدات اللاتي لم يرزقن بأطفال، بممارسة غريزة الأمومة على أزواجهن أو في بعض الأحیان على كلب ألیف تبنوه. فذلك نوع من أنواع التسامي أن توجه طاقتك من شيء إلى شيء آخر.

وباتباعك استراتيجية الاستبدال ستتغلب على المغريات باستبدالها بأشياء أخرى أقوى منھا. أو قد تستبدلها بشيء كنت تعتبره مضیعة للوقت في الأیام العادیة. فقد لا تكون من الأشخاص الذین یشاھدون التلفاز لساعات طویلة، لكن إن كان ذلك یساعدك على نسیان شریكك السابق فافعل ذلك.

أو تخرج في موعد عشاء مع آخرين،  وستجد أن الكثیر ممن ستقابلھم يشبهون حالك، في محاولة لنسیان شركائھم السابقین. فإذا لم یسري موعد العشاء على ما یرام ستذھب مسرعًا إلى المنزل لمعاودة الاتصال بشریكك السابق لكن إن سار الموعد بشكل جید فلن تعاود الاتصال بشریكك السابق وسیبقى في الماضي من حیاتك. وستدرك بأن العالم مليء بالفرص لبناء العلاقات الصحیحة وأن الحیاة لا تتوقف بعد فشل أي علاقة.

ثالثاً: الإنهاك الاستراتيجي

یقول تاو تي شینج: “لا بد من الاعوجاج للاستقامة”. و یفسر الكاتب ذلك بقوله: إذا أردت التخلي عن شيء وتركه افرط في فعله حتى تعتاد علیه وتمل منه فإن اعتدت علیه تركته. لكن في بعض الأحیان قد لا تمل منه وھذا شيء بالغ الخطورة.  فالكثیر من مدمني المخدرات یفرطون في تناولھا، لكن لا یملوا منھا ولا یقلعوا عنھا. ومع ذلك توجد حالات یفید فیھا تطبیق الانهاك الاستراتيجي.  ولا یحبذ الكثیر اتباع ھذه الاستراتيجية لكن قد تكون مثبطًا فعالًا عندما ترید التوقف أو الإقلاع عن شيء ما.

رابعاً: خداع الذات الاستراتيجي

یؤمن الكاتب فیما یدعى ” الوھم المثالي” حيث نخدع  أنفسنا الخداع النافع لا الضار. فالكاتب یرى أن التقید أو التسلیم بالواقعیة أمرًا واقعیًا.  فالأمر بالنسبة للكاتب یكمن في ليس فيما ما إذا كان بالإمكان خداع أنفسنا بل أین یمكننا ذلك.

 إن البدء في التعلم التصاعدي لأمرٌ صعب. تبذل مجھودًا كبیرًا لكن العوائد قلیلة. ھذه العوائد كانت نتاج المثل الشهير “أوهم نفسك بالمهارة حتى تتقنها”. و بدأت إحساسي العالي بمكانتي، فقد بدأت بعزف جیتار بیس خادعًا نفسي وكأني موسیقي محترف. أو كتبت في مدونتي واھمًا نفسي  بأن لدي جمھور یتطلع شوقًا لقراءة ما اكتبه.  وقد تكون استراتيجية “أوهم نفسك بالمهارة حتى تتقنها” استراتيجية عبقرية وعلى عكس ذلك “واجه الأمر حتى تتمكن من تحقيقه”، أي واجه واصنع ما أنت صانع بطبيعتك وعلى طبيعتك، محاولاً تطبیق المثل الشهير  في المواقف الصحیحة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: لیان الحامد

مراجعة : د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!