أتريد أن تصبح ناجحًا ومرتاح البال؟ تجنب استعمال هذه الكلمة عند مخاطبة نفسك

أتريد أن تصبح ناجحًا ومرتاح البال؟ تجنب استعمال هذه الكلمة عند مخاطبة نفسك

2 يونيو , 2021

ترجم بواسطة:

طيف قاسم

دقق بواسطة:

زينب محمد

أظهرت الدراسات القوة الكامنة في مخاطبتك نفسك

كيف تخاطبون أنفسكم عند مواجهة قرار صعب أو موقف عصيب أو حدث مؤسف؟ أتفكرون بأمور مثل “أنا لست سعيدًا؟” أو “لا أعلم كيف أتصرف؟” إذا كانت الاجابة نعم؛ فيمكن تخطي هذا بتغييرات بسيطة ولكن ذات تأثير كبير على مفرداتكم الذهنية. لذا توقفوا عن استعمال كلمة “أنا” عند التفكير بمشكلة ما، فإن التفكير في كلمة مختلفة يساعد على التوقف والرجوع للوراء لرؤية الصورة الأكبر للموقف والتعاطف مع غيركم وبذلك الاستفادة من الذكاء العاطفي عمومًا، فتخلقون لأنفسكم باستبدال هذه الكلمة منظورًا جديدًا تجدون فيه حلولًا لمشاكل أعظم تواجهكم أو تواجه أعمالكم.

وقد تروا أنها فكرة سخيفة، ولكن وضّح الاخصائي النفسي والبروفيسور في جامعة أوهايو نوام شبانسر أن لهذا التغيير البسيط منافع ملموسة مدعومًا بأبحاث علمية، فقد استعرض البروفيسور بحثًا عن مخاطبة النفس بصيغة الغائب (Distanced self-talk) في مقالة لمجلة سايكولوجي توداي على أنه عملية إبعاد نفسك عن استجاباتك العاطفية السلبية بتحدثك إلى نفسك بضمير المخاطب أو الغائب.

ولفعل ذلك، فعليكم عند مواجهة معضلة أو حدث مؤسف سؤال أنفسكم “كيف ستحلها؟” عوضًا عن التفكير بـ “كيف سأحل هذا الوضع؟” أو بإمكانكم السؤال بضمير الغائب؛ فمثلًا يسأل البروفيسور شبانسر نفسه أحيانًا “كيف سيحل نوام هذه المشكلة؟”. وتوجد طريقة أخرى وهى التساؤل كيف سينظر شخص آخر في هذه المشكلة؟

وقد تروا أن تبديل ضمير الحوار الداخلي مع أنفسكم من “أنا” إلى “أنت” أو استعمال أسماءكم أمرًا تافهًا أو حتى سخيفًا، ولكن المدهش أن عددًا كبيرًا من التجارب أثبتت فعالية هذا التغيير مرارًا. ففي إحدى الدراسات مثلًا سُئل المشاركون أن يصفوا مشاعرهم تجاه المشاكل الستعصية مخاطبين أنفسهم بـ “أنا” أو أسماءهم عند تدبرهم المشكلة؛ فظهر تغير ملحوظ في الذين استعملوا أسمائهم حيث بدت مشاعرهم أقل سلبية وكانوا أكثر اطمئنانًا من الذين استعملوا كلمة “أنا”.

خاطب الناس ببراعة

مخاطبة النفس بصيغة الغائب تقوّم الأداء زيادة على تلطيفها المشاعر. ففي تجربة أخرى، دعا الباحثون بعض الأشخاص إلى التفكير بمشاعرهم إما بضمير المتكلم أو مخاطبتهم أنفسهم بصيغة الغائب وذلك قبل أي أمر يتطلب التعامل مع المجتمع مثل مخاطبة الجمهور، ووجد الباحثون الذين يراقبون التغيرات بموضوعية أن أداء من تخاطبوا مع أنفسهم بضمير المخاطب أو الغائب كان أفضل ممن استعملوا كلمة “أنا”.

فإن مخاطبة النفس بصيغة الغائب لا تخفف عن روح الإنسان أو تزيد من ثقته وحسب، إنما تساعد في اتخاذ القرارات الأنسب، وهذا ينطبق خصوصًا على الغضب؛ حيث سُئل أشخاص في إحدى الدراسات أن يفكروا بأمر استفزّهم مخاطبين أنفسهم بصيغة الغائب عندها تمكنوا من التنفيس عن غضبهم بسرعة وأظهروا سلوكًا أقل عدوانية، بل أظهرت دراسة أخرى أن الذين يخاطبون أنفسهم بهذه الصيغة قادرون على التعاون مع غيرهم عند المواقف الموتّرة.

وبعد معرفتكم بهذا كله، أتظنون أن مخاطبة النفس بصيغة الغائب قد تساعدكم على تخطي المواقف العصيبة أو اتخاذ القرارات الصعبة؟ أما أنا فنعم، لأن بديهيًا عند تحدثي إلى نفسي غالبًا ما استعمل “أنت”، فأنا أعدّه صوت والدتي الراحلة الذي استقر في عقلي مذ كنت صغيرًا حتى هذا الحين وذلك لأننا متشابهان كثيرًا. ولكن أدركت عند قراءتي لمقالة شبانسر أنه تأتيني أوقات أتحدث فيها مع نفسي بـ “أنا” وليس “أنت”، وهى الأوقات التي أكون فيها إما حزينًا، أو غاضبًا، أو غارقًا في اليأس، وتستعصى فيها مشاكلي وأجد نفسي متمنيًا أن أكون شخصًا آخر أو في مكان آخر.

فلم يخطر على بالي أسلوب الحديث هذا حتى قرأت ما قاله شبانسر عن محاولة تبديل الحوار في ذهني من “أنا” إلى “أنت”، لذا سأطبق ما قاله عندما يغلبني الحزن أو الإحباط؛ فهذا التبديل يعني الرجوع والنظر في الأمر كاملًا واتخاذ عقلي التحليلي وسيلة لحل ما يهيأ لي بأنها مشكلة مستعصية.

وأنتم؟ هل ستجربون هذه الطريقة؟

ملحوظة: مخاطبة النفس بصيغة الغائب (Distanced Self-talk): تعني مخاطبة المرء لنفسه مستخدمًا اسمه أو أي من الضمائر، مثل ضمير الغائب أو المخاطب باستثناء ضمير المتكلم.

المصدر: https://www.inc.com

ترجمة: طيف قاسم

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!