النوم ونمو الدماغ والصحة النفسية عند الأطفال

النوم ونمو الدماغ والصحة النفسية عند الأطفال

29 يوليو , 2020

ترجم بواسطة:

نور الجشي

دقق بواسطة:

زينب محمد

تأثير النوم الجيد على نمو الدماغ

تأثير النوم الجيد على الصحة النفسية للأطفال و نمو الدماغ.

بقلم: جوزيف بكهالت Joseph A. Buckhalt Ph.D.

لقد وثقت العديد من الدراسات علاقات بين النوم والأداء الإدراكي والصحة النفسية عند الأطفال، وعلى الرغم من أن الآليات العصبية لهذه العلاقات غير معروفة عموماً، إلا أن دراسات التصوير الطبي للدماغ تقدم طرقًا جديدة لمعرفة أجزاء الدماغ التي تشملها.

كتَبتْ مقالةٌ حديثة ، تقريرًا عن دراسةِ صورِ رنين مغناطيسي (MRI) لأكثر من ١١ ألف طفل، أعمارهم بين التاسعة والحادية عشر، من القرن الواحد والعشرين في الولايات المتحدة الأمريكية، متعددي السمات الجغرافية والاجتماعية الاقتصادية والعرقية والصحية. أنهى الآباء استبيانًا يسأل عن مدة نوم طفلهم وعن عشر مجالات مختلفة من مشاكل الصحة النفسية. استُخدِمتْ مجموعة موحدة من القياسات الإدراكية لتقييم الأطفال، وأجري الفحص نفسه على ما يقارب نصف العينة بعد سنة.

كان الاكتئاب، من بين جميع مجالات الصحة النفسية، أكثر ما ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالنوم، فنتائج الاكتئاب كانت أقل عند الأطفال الذين ناموا مدة أطول، أما القدرة الإدراكية فكانت أعلى. أمضى الأطفال الذين ناموا مدة أطول وقتًا أقل على الشاشات كالجوال والحاسب وغيرها، كما أنهم أبدوا شعوراً أكبر بالأمن والأمان في بيوتهم ومناطق سكنهم.

أما الأطفال الذين ناموا ساعات أقل فقد كانت لديهم مناطق عدة في الدماغ أصغر مساحة وحجمًا، منها منطقة القشرة الجبهية الحجاجية (oitofrontal cortex)، وقشرة الفص الجبهي (prefrontal cortex)، والقشرة الصدغية (temporal cortex)، ومنطقة الطلل (precuneus)، والتلفيف فوق الهامشي (supramarginal gyrus). ارتبطت النتائج الإدراكية المنخفضة بصغر مساحة وحجم القشرة الحزامية الأمامية (anterior cingulate cortex)، وقشرة الفص الجبهي (prefrontal cortex)، والقشرة الجبهية الحجاجية الوسطى (medial orbitofrontal cortex) والقشرة الصدغية (temporal cortex) والفص الجزيري (insula) والتلفيف الجداري السفلي (inferior parietal gyrus) والمهاد (thalamus) والمذنبة (caudate) والبطام (putamen).

في الدراسة الطولية، كانت مدة نوم الأطفال الذين كانوا يعانون من مشاكل نفسية أكثر في أول تقييم لهم أقل في السنة التي تلتها، وهذه النتيجة توضح طبيعة العلاقة ثنائية الاتجاه بين النوم ومشاكل الصحة النفسية. تشكل قلة النوم خطراً على الصحة النفسية وهذا يؤدي بدوره إلى قلة النوم. إن إيجاد علاقة خلال سنة واحدة يعني أن آثارها قوية وطويلة الأمد.

من الجدير بالذكر أن هذه هي الدراسة الأولى من نوعها التي تجرى على عينة كبيرة ومتنوعة لتوضيح الفروقات في البنية الدماغية عند الأطفال الذين ينالون قسطاً أوفر أو أقل من النوم ليلاً. لقد أظهرت دراسات أجريت على الأطفال والكبار أهمية النوم في تعزيز التعلم والذاكرة وتنظيم المشاعر. وهذا البرهان الجديد يحسن فهمنا للأسس الحيوية لهذه العلاقات. النوم الكافي مهم لجميع الأعمار، إلا أن النوم الجيد في مرحلة الطفولة، أي وقت نمو الدماغ، أمر لابد منه لتحقيق أفضل النتائج.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: نور الجشي

مراجعة:زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!