هل يمكن لضغط دمك أن ينخفض بشدة؟

11 نوفمبر , 2017

 

التلخيص:

يذكر د. كولين الأخطار الناتجة عن انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي والفروق بينهما.

كذلك يتطرق المقال لذكر مدى احتمالية حدوث أعراضاً جانبية  لكليهما وما هو الرقم المناسب لضغط الدم الذي يجب على الإنسان أن يهدف له.

 

 

حذرت دراسات حديثة عن انخفاض ضغط الدم الانبساطي بشكل شديد (الرقم الثاني في قراءة ضغط الدم)

 

أصبح الكثير منا يتناول الأدوية لخفض ضغط الدم؛ ولمدة طويلة لا تزال العديد من الإرشادات توجه بأنه يجب على غالبية الناس أن يسعوا إلى ضغط دم انقباضي (وهو الرقم الأول في قراءة الضغط) لا يتعدى الـ١٤٠ مليمتر من الزئبق (ملم زئبق)،  ولكن في عام ٢٠١٥م أظهرت نتائج تجربة التدخل للتحكم في ضغط الدم الانقباضي “The Systolic Blood Pressure Intervention Trial (SPRINT)” بأن الوصول إلى هدف ١٢٠ ملم زئبقي بإمكانه تقليل نسبة الأخطار المرتبطة بضغط الدم المرتفع، والتي تشمل النوبة القلبية، والسكتة الدماغية، والفشل القلبي، والوفاة.

 

وبالرغم من ذلك فإن هدف الوصول إلى ضغط دم منخفض يتطلب عادة ثلاثة أدوية لذلك، ويمكن لهذا أن يزيد من احتمالية التعرض لآثار جانبية، وأكدت دراستان وصفيتان ودراسة سريرية حول الاهتمام بشدة بانخفاض ضغط الدم، خاصة الضغط الانبساطي؛ ويمثل ضغط الدم الانبساطي (وهو الرقم الثاني في قراءة الضغط) الضغط بين النبضات عند انبساط القلب، وذكر د. بول كونلين، أستاذ الطب في مدرسة هارفارد الطبية، ورئيس الطب في نظام الرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى في بوسطن، “عندما ينخفض ضغط الدم الانقباضي بشدة فيمكنه أن يظهر كدوخة، وإغماء، وضعف في الجسم ولكن الضغط الانبساطي المنخفض على حده ليس له أية أعراض”.

 

ما وجدته الدراسات، وما تظهره:

في إحدى الدراستين الوصفيتين، التي نشرت في العاشر من أكتوبر ٢٠١٦، في مجلة كلية طب القلب الأمريكية، حلل الباحثون السجلات الطبية لأكثر من ١١,٠٠٠ بالغ جمعت خلال فترة ثلاثة عقود كجزء من دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات المحلية (ARIC)، ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم الانبساطي (٦٠ إلى ٦٩ ملم زئبقي) كانوا أكثر عرضة  بمرتين من أن يعانوا من ضرر القلب الخفي مقارنة بالأشخاص الذين كان معدل ضغط دمهم الانبساطي ٨٠ إلى ٨٩ ملم زئبقي،  وكانت قيم ضغط الدم الانبساطي المنخفض مرتبطة أيضا بنسبة خطر أعلى للتعرض لمرض قلبي أو الوفاة من أي سبب على مدى  ٢١ عاماً.

 

وفي الدراسة الأخرى التي نشرت في التاسع من أكتوبر٢٠١٦، في مجلة لانست، حلل الباحثون بيانات من كلاريفاي، وهو سجل لأكثر من ٢٢,٦٠٠ شخص يعانون من أمراض القلب من ٤٥ دولة،  وقرروا أنه مقارنة بالأشخاص الذين عادل ضغط دمهم الانقباضي ١٢٠ إلى ١٣٩ ملم زئبقي، وضغط دمهم الانبساطي ٧٠ إلى ٧٩ ملم زئبقي، وبين الذين عادل ضغط دمهم الانقباضي ١٤٠ ملم زئبقي أو أكثر معرضين بشكل أكبر بأن يصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو التنويم في المشفى لضرر القلب أو الوفاة في غضون ٥ سنوات، وكما هو الحال نفسه في الإصابة بالنوبة القلبية والفشل القلبي والوفاة بين الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم (ضغط دم انقباضي تحت ١٢٠ ملم زئبقي وضغط دم انبساطي تحت ٧٠ ملم زئبقي).

 

وفي تحليل نشر على الإنترنت في الخامس من أبريل ٢٠١٧ في مجلة لانست، جمع باحثون ألمانيون بيانات من تجربتين سريريتين شملت 31,000 رجالا ونساءً تتراوح أعمارهم بين 55 أو أعلى وسبق أن عانوا من مرض قلبي وعائي أو مرض سكري متقدم؛ وتم  الطلب من  المشاركين أن يتناولوا سواء  دواء راميبريل (ألتاس)  أو تيلميسارتان (ميكارديس، أكتيفين) أو كليهما أو عدم أخذ أي منهما لمدة خمسة سنوات؛ وقرر الباحثون بأن الضغط الانقباضي تحت 120 ملم زئبقي والضغط الانبساطي تحت 70 ملم زئبقي كانا مرتبطين بنسبة خطر أعلى للتعرض لحالة وفاة من مرض قلبي، أو من أي سبب مقارنة بضغط انقباضي ما بين 120 و140 ملم زئبقي، وضغط انبساطي ما بين 70 و80 ملم زئبقي، وكان انخفاض الضغط الانبساطي الأقل من 70 ملم زئبقي مرتبطا أيضا بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية والتنويم بسبب فشل قلبي.

 

لماذا ضغط الدم الانبساطي مهم أيضا؟

يذكر د. كونلين بأن النتائج  عن ضغط الدم الانبساطي المنخفض كانت مثيرة للاهتمام، وبدت بديهية.

ويتم  قياس الضغط الانبساطي أثناء تلك اللحظة في الدورة القلبية عندما يتدفق الدم في الشرايين التاجية التي تغذي القلب، وعندما تنسد تلك الشرايين برواسب دهنية، سينخفض ضغط الدم خلف تلك المناطق الضيقة حينما يعبر الدم طريقه عبر القنوات الضيقة؛ ونتيجة لذلك، قد لا يتلقى جزء من عضلة القلب الدم الكافي، وعندما يحتاج القلب للأكسجين والغذاء، قد يصبح ضعيفاً ومعرضاً للضرر.

 

 

ماذا تفعل عندما يرتفع ضغط دمك؟

إذا كنت تعاني من مرض قلبي، فعليك أن تحرص على أن ضغط دمك الانبساطي لا ينخفض كثيراً  من 70 ملم زئبقي، وقد يحدث هذا عندما تحاول الوصول إلى رقم منخفض للضغط الانقباضي. ويقول د. كونلين: “لهدف ضغط دم انقباضي، أميل أن أكون مرتاحا على قيمة 130 تقريبا”. والانخفاض عن هذه القيمة يؤدي إلى خطر أكبر للتعرض لآثار جانبية وعكسية أخرى.

 

كل شخص فريد من نوعه، فتاريخك الطبي ووضعك الصحي الحالي ونمط حياتك واستعدادك لتناول أدوية إضافية وتقبل بعض الأخطار كلها تلعب دوراً في تحديد هدف ضغط دمك وكيفية الوصول إليه.

تحدث مع طبيبك عن أكثر استراتيجية تناسبك.

 

 

 

 

 

ترجمة: مضاوي نواف الأزمع

Twitter: @madawi_n2

تدقيق: مهرة السلطان

Twitter: @m0hra

 

المصدر:

?Harvard Health Publishing: Can your blood pressure be too low

وسوم
شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!