الانسداد الرئوي المزمن

23 يوليو , 2016

الانسداد-الرئوي-المزمن

 

الانسداد الرئوي المزمن هو داء يتفاقم تدريجياً بشكل بطيء على مدار أعوام عديدة، أعراضه تشمل الصفير في الرئة، وكحة مزمنة مع البلغم، وقصور في التنفس، وهو مرض خطير جداً ويعتبر المرض الثالث المسبب للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويندرج تحت هذا المرض حالتين هما:
الالتهاب الشعبي المزمن (chronic bronchitis)
والنفاخ الرئوي emphysema

الالتهاب الشعبي المزمن (chronic bronchitis)
وهي حالة متكررة، تعرف بإصابة الشخص بالكحة المصاحبة للبلغم بشكل يومي تقريباً لمدة ثلاث شهور على مدار سنتين متتابعتين أو أكثر. وهذه الحالة تسبب في تقليل قطر الشعب الهوائية عن طريق الدمج بين إلتهاب الشعب الهوائية وإفراز المخاط بشكل مفرط.
وفي السنوات الماضية، تم تشخيص حوالي ٩ ملايين مريض بالإلتهاب الرئوي المزمن في الولايات المتحدة، نتج عنها ٦٠٠ حالة وفاة. ووفقاً لجميعة الرئة الأمريكية، النساء أكثر تشخيصاً لالتهاب الشعب الهوائية المزمن.

النفاخ الرئوي emphysema
حالة مريضية يتم التعرف عليها بطريقة تشريحية وهي تلف أنسجة الرئة المرنة والحويصلات الهوائية، ينتج عنها تقليل مرونة الرئة والحد من تدفق الهواء في الحويصلات الهوائية.
وهناك حوالي ٤ مليون شخص مصاب بالنفاخ الرئوي في أمريكا، يصاب به البالغين في عمر ٦٥، وهو يقضي على حياة ما يقارب ٩٠٠٠ شخص سنوياً.

مسببات مرض الانسداد الرئوي المزمن:
١- التدخين يعتبر المسبب الأكثر شيوعاً، وذلك لأن التبغ يساعد على إفراز إنزيمات تسبب تلف الخلايا المهمة لمرونة الرئة، بالإضافة إلى أن التبغ يساعد على تعطيل وظيفة إنزيم alpha-1 antitrypsin وهو بروتين تنتجه الكبد لحماية الأنسجة المرنة من التلف.

٢- تعبتر الوراثة عامل مهم في تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن، فهناك شخص واحد بين ٢٥٠٠ شخص عالمياً مصاب بخلل جيني يمنع إفراز الإنزيم alpha-1 antitrypsin من الكبد.
أيضاً عند إصابة أحد الأبوين بمرض الانسداد الرئوي المزمن يكون الشخص معرض للإصابة بهذا المرض نتيجة للوراثة.

وهناك عوامل أخرى أقل شيوعاً مثل التعرض للهواء الملوث، ولهب الطبخ في الأماكن النامية قد يكون سبباً للإصابة بالمرض.

أعراض الإصابة بالمرض:
غالباً، الأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي هم أشخاص بدؤوا التدخين منذ سن مبكرة، ولهم تاريخ طويل مع الكحة المصاحبة للبلغم.
ومن الطبيعي أن وظائف الرئة تبدأ بالضعف بعد سن الخمسين، لكن في حالة الانسداد الرئوي المزمن يشعر المريض بصعوبة شديدة في التنفس ينتج عنها صعوبة في آداء الوظائف اليومية. ولهذا السبب دائماَ يتم تشخيص المرض في مرحلة متأخرة بعدما يتفاقم ويصعب علاجه.
ولتشخيص المرض مبكراً يجب على كل من هو عرضه للإصابة بأن يجري اختبار وظائف الرئة قبل تفاقم الحالة
وكما ذكرنا أن وظائف الرئة تضعف تدريجياً مع التقدم في العمر، فإن تعرض الشخص المصاب لعدوى بكتيرية أو فيروسية تنتج أعراض حادة وشديدة قد تهدد حياة المريض مثل صعوبة في التنفس وصفير في الرئة وكحة شديدة مع كمية كبيرة من البلغم والمخاط، وهذا مؤشر قوي على الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأيضاً المريض معرض لانخفاض نسبة الأوكسجين في الدم مؤدية إلي ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية داخل الرئة، التي ينتج عنها زيادة في العبء على البطين الأيمن للقلب ينتج عنها تضخم القلب.
وفي المراحل المتقدمة للمرض، يفقد المريض الكثير من وزنه ويضعف، وذلك لبذله مجهود أكبر في النفس وحرق سعرات حرارية أكثر مقارنة بالشخص الطبيعي.
وفي المراحل المتقدمة من المرض، المريض معرض للإصابة بالاكتئاب والقلق، وفي هذه الحالة يجب عليه التصريح بذلك لطبيبه، ليقوم بتحويله لقسم إعادة تأهل الرئة، التي تركز على التأهيل الوظيفي والنفسي.

تشخيص مرض الانسداد الرئوي المزمن:
عند الاشتباه بمرض الانسداد الرئوي المزمن، يتم إجراء فحص بدني للمريض والاستماع لصوت التنفس والرئة، وأيضاً سيتم إجراء اختبار فحص وظائف الرئة، وقياس التنفس، وحجم الرئة.
ومن الممكن إجراء اختبارات تصويرية للرئة مثل الأشعة السينية للصدر الذي يظهر فيها زيادة في حجم الهواء داخل الرئتين، وتوسع في الشريان الرئوي الذي يمتد من البطين الأيمن للقلب إلى الرئتين.
وأحياناً يتم تشخيص المرض عن طريق إجراء رسم للقلب (إي سي جي) الذي يظهر تغيرات مختلة في النشاط الكهربائي للقلب.
ويتم تشخيص المرض بقياس مستويات الإنزيم alpha-1 antitrypsin للتحديد وجود العامل الوراثي للمريض خاصة عندما يكون المريض شاب أو غير مدخن.

طرق الوقاية:
الابتعاد عن التدخين هي الطريقة المثلى لتجنب الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وهناك أساليب عدة للإقلاع عن التدخين مناسبة لمختلف الفئات.
ولكن عندنا يكون العامل وراثي للمرض يمكن استخدام حقن إسبوعية أو شهرية للحماية من نقص البروتين alpha-1 antitrypsin ، ولكن للأسف هذه الحقن مكلفة وليست ذات فعالية عالية.

المترجم: أروى الرويلي
حساب تويتر:
22arwa

المراجع: فيصل آل حسين
المصدر:
https://www.healthafter50.com/respiratory-health/article/what-is-copd

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!