دور الرياضة في إبطاء عجلة الشيخوخة

9 يوليو , 2016

ترجم بواسطة:

رهام العبيدان

دور-الرياضة-في-إبطاء-عجلة-الشيخوخة

تعد الأنشطة البدنية بكافة أنواعها من الوسائل التي قد تبطئ عجلة الشيخوخة على المستوى الخلوي وفقا لدراساتٍ عديدة.
لطالما كان تحديد عمر الخلية عملية شاقة للعلماء نظرا لاختلاف عمر الخلية الفعلي عن عمرها الوظيفي، فقد تجد خلية لطفل في سنواته الأولى تشبه في أدائها الوظيفي خلية رجل قارب الستين من عمره، وقد تم تسهيل تحديد عمر الخلية الوظيفي مؤخرا عن طريق قياس أطوال نهايات الأصباغ الموجودة في نوى الخلايا.

ما هي نهايات الأصباغ ؟
هي أطراف الحمض النووي الذي يحمل الصفات الوراثية للفرد ويُخزن في نوى الخلايا.
وظيفتها: تقوم بحماية المادة الوراثية خلال عملية التكاثر والانقسام.
يمكن تشبيه نهايات الأصباغ وظيفيا بالبطاقات مسبقة الدفع، فكلما ازداد استخدامها نقص رصيدها الجاري، وكذلك نهايات الأصباغ فخلال عملية التقدم في السن تضمحل ويقصر طولها تدريجياً كأي عملية حيوية أخرى داخل الجسم، وهناك عدة عوامل قد تعجل هذه العملية، كالتدخين والسمنة ومرض السكري وكذلك قلة النوم وغيرها التي تؤدي إلى هرم الخلايا المبكر.

هل بإمكاننا تأجيل عملية هرم الخلايا؟
نعم، فقد أثبت العلم الحديث أن ممارسة الرياضة بإمكانها إبطاء وتيرة اضمحلال نهايات الأصباغ بعد أن وجدت الدراسات أن خلايا الأشخاص الرياضيين تحوي نهايات أصباغ أطول مقارنةً بأقرانهم الذين تتسم حياتهم بالخمول.
ورغم صحة نتائج هذه الدراسات إلا أنها تعد محصورة نوعاً ما بأعمار معينة ولم تشمل مختلف الفئات العمرية.
ولكن في دراسة نشرت في أواخر العام الماضي قام بها باحثون من جامعتي ميسيسبي وكاليفورنيا، وقامت بدراسة العلاقة بين أطوال نهايات الأصباغ وممارسة الرياضة بشكل أوسع، فقد انضم إلى هذه الدراسة قرابة الستة آلاف شخص من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار بين 20 – 84، وتم استبيانهم بشأن أنماط حياتهم وأنواع التمارين التي يقومون بممارستها بالإضافة إلى أخذ عينات دم منهم سنويا واستخلاص نوى الخلايا البيضاء منها.
توصلت النتائج إلى أن هنالك علاقة وثيقة بين قصر نهايات الأصباغ الموجودة في خلايا الدم البيضاء ونمط الحياة الخامل. وكلما كان الشخص أنشط كلما كان أقل عرضة لقصر نهايات الأصباغ. فالأشخاص الذين أجابوا بأنهم يمارسون نوعا واحدا من التمارين كانت احتمالية قصر نهايات الأصباغ لديهم أقل بنسبة 3% من الذين أجابوا بأنهم لا يمارسون أي نوع، أما الذين يمارسون نوعين من التمارين على الأقل، انخفضت لديهم الاحتمالية بنسبة 24% ولدى الذين يمارسون ثلاثة أنواع انخفضت بنسبة 29%، أما بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون أربعة أنواع مختلفة فانخفضت لديهم بنسبة 59%.
ومن الجدير بالذكر أن ذلك تمت ملاحظته بشكل أقوى في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 -65 سنة، مما يرجح أن منتصف العمر قد يعد الوقت الأمثل لبدء ممارسة التمارين والانتظام عليها إذا كنت ترغب في الحفاظ على نهايات أصباغك من الاضمحلال.
يؤكد د. لابرزيني أحد القائمين على الدراسة، أن دراستهم توضح العلاقة بين متغيرين وحسب، وليس بإمكانهم الجزم بأن الرياضة بحد ذاتها تسبب تغيرات في أطوال نهايات الأصباغ.
ومن عيوب هذه الدراسة أيضا أنها لم تحدد القدر الأمثل من النشاط البدني للإبقاء على عمر الخلايا. ولكنها ببساطة توضح أن التمارين الرياضية عامل مهم في الحفاظ عليها من الهرم، وكلما تعددت أنواع التمارين التي تُمارس كلما كان أفضل على المدى البعيد.
http://mobile.nytimes.com/blogs/well/2015/10/28/does-exercise-slow-the-aging-process/?referer=http://m.facebook.com/

رهام العبيدان

مراجعة: أحمد الطلحي

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!