الرِئَتان

2 أبريل , 2016

الرئتان

 حقائق ، والوظيفة والأمراض .

الرئتان عبارة عن نسيج خاص مكونٍ لمجموعة من الأكياس الصغيرة جدا والتي تقع تحت القفص الصدري وفوق الحجاب الحاجز.  وتعتبر من أهم أعضاء الجهاز التنفسي والمسؤولة عن التخلص من السموم المتراكمة.

الحجم:

الرئتان ليستا بنفس الحجم فالرئة اليمنى أعرض بقليل من اليسرى ولكنها أقصر في الطول. على حسب ما نشرته جامعة يورك أن الرئة اليمنى أقصر لتترك مساحة مناسبة للكبد الذي يقع مباشرة تحت الرئة اليمنى. والرئة اليسرى أضيق من اليمنى حتى تترك مساحة مناسبة للقلب.

في العادة باستطاعة رئة الرجل أن تحمل هواءً أكثر من رئة المرأة.  في حالة الراحة تستطيع رئة الرجل أن تحمل ما يقارب ٧٥٠ سنتيمترا مكعبا من الهواء بحيث أن رئة المرأة تحمل ما يقارب ٢٨٥ – ٣٩٣ سنتيمترا مكعبا من الهواء حسب ما نشرته جامعة يورك.

  الرئتين مهندسة أكثر بكثير من أن تقوم بعملها فحسب فلها القدرة بأن تقوم بأكثر من ذلك ) ” قال الدكتور جوناثان بارسون ، بروفيسور الطب الباطني والمدير المساعد للخدمات السريرية ومدير قسم الرئة، الحساسية، والعناية المركزة وطب النوم في مركز الربو التابع لجامعة ولاية أوهايو: ” إن الأصحاء الذين لا يعانوا من أي أمراض رئوية مزمنة وحتى في حالات الرياضات القاسية يستخدمون ما لا يزيد عن ٧٠ ٪ من سعة وقدرة الرئتين”.

الوظيفة:

نقلًا عن الجمعية الأمريكية للرئة، فإن البالغين يأخذون من ١٥ إلى ٢٠ نفسا في الدقيقة  أي ما يقارب ٢٠٠٠٠ نفسا في اليوم. وبالرغم من أن التنفس يبدو بسيطا إلا أنها عملية معقدة جدا.

الرئة اليمنى تنقسم إلى ثلاثة أقسام مختلفة تُدعى بالفصوص.  أما الرئة اليسرى فتتكون من فصين فقط. الفصوص مكونة من أنسجة شبيهة بالإسفنج محاطة بغشاء يسمى بغشاء الجنب وهذا الغشاء يفصل الرئتين عن الجدار الصدري. كل رئة لها غشاء جنب خاص بها ولهذا عندما تُثقب إحدى الرئتين الرئة الأخرى تعمل بشكل طبيعي.

الرئتان تشبهان المنفاخ، فحينما تتسعان فانهما يسحبان الهواء الى داخل الجسم. وعندما تنضغطان فهما يخرجان ثاني أكسيد الكربون وهو غاز يخلفه الجسم. الرئتان لا تمتلكان عضلات حتى تضخان الهواء من وإلى الجسم لذلك فإن الحجاب الحاجز والقفص الصدري هما اللذان يقومان بهذه المهمة.

حينما يتنفس الشخص ينتقل الهواء أسفل الحلق ثم القصبة الهوائية.  أما القصبة الهوائية فتتفرع إلى ممرات صغيرة تسمى بالشعب الهوائية التي تمتد إلى الرئتين. الشعب الهوائية تتفرع إلى تقسيمات أصغر في كل جهة في الرئتين.  أصغر هذه التفرعات تسمى بالشعيبات الهوائية وكل شعيبة هوائية تمتلك كيسا هوائيا تسمى الحويصلات الهوائية. هناك ما يقارب ٤٨٠ مليون حويصلة هوائية في رئتي الإنسان تبعا لقسم التشريح التابع لجامعة غوتنغن .

الحويصلات الهوائية هذه تمتلك العديد من الشعيرات والأوردة الدموية في جدرانها.  لذلك فإن غاز الأكسجين يعبر من خلال  الحويصلة الهوائية الى الشعيرات الدموية ومنها إلى الدم. حيث يحمل إلى القلب ومنه يضخ إلى جميع أجزاء الجسم من الأنسجة والأعضاء.

في حين انتقال الأكسجين إلى مجرى الدم فإن  ثاني أكسيد الكربون ينتقل من مجرى الدم الى الحويصلات الهوائية ومن ثم تستكمل رحلته  إلى خارج الجسم. وهذه العملية تسمى بتبادل الغازات، حينما يتنفس الشخص ببطءٍ  يتراكم ثاني أكسيد الكربون داخل الجسم وهذا التراكم يسبب التثاؤب حسب ما نشرته جامعة يورك.

الرئتين لهما طريقة خاصة لحماية نفسها. الأهداب التي تشبه غطاء من الشعيرات الصغيرة تغطي الشعب الهوائية. هذه الأهداب تتموج للأمام والخلف ناشرة المخاط إلى الحلق حتى يتم التخلص منها بواسطة الجسم. المخاط ينظف الرئتين ويعلق به الغبار والجراثيم وأي شيء غير مرحب به يتواجد في الرئتين ليتم التخلص منه.

الأمراض والحالات الغير صحية للرئتين:

يمكن للرئتين أن تعانيا من الكثير من المشاكل التي تأتي من الجينات، العادات السيئة، الغذاء الغير الصحي والفيروسات

. يقول الدكتور جاك جايكوب طبيب علم الأورام ومدير قسم الأورام الصدرية في معهد ميموريال الطبي في كاليفورنيا: “  أكثر الحالات المتعلقة بالرئتين هي الربو والمشاكل المتعلقة بالتدخين”.

الربو:

يطلق عليه كذلك مرض المدخل الهوائي النشط وهو مرض رئوي حيث تتعرض الممرات الهوائية في الرئتين بالتضخم وتضيق مما يُصعب عملية التنفس.  أكثر من ٢٥ مليون شخص في أمريكا يعانون من الربو على حسب ما ذكره معهد القلب، الرئتين والدم الوطني الأمريكي.

سرطان الرئة:

هو سرطان يبدأ من نسيج الرئة وهو السبب الأول للوفيات السرطانية في الولايات المتحدة لكلا الجنسين حسب عيادات مايو. أعراض هذا السرطان يتضمن سعال مصحوب بدم، سعال لا ينتهي، قصر في النفس، صوت صفير مع التنفس، آلام في الصدر، صداع، خشونة الصوت، فقدان الوزن وآلام في العظام.

مرض الاختناق الرئوي المزمن:

وهو مرض مزمن يمنع الشخص المصاب به من التنفس بشكل طبيعي بسبب وجود كميات كبيرة من المخاط أو بسبب تآكل في الرئتين.

التهاب الشعب الرئوية المزمن وتضخمها يعتبر من أنواع هذا المرض.  ما يقارب الاثني عشر مليون شخص مصاب به في أمريكا مع ما يقارب ٨٠٪ – ٩٠٪ من حالات الوفاة بسبب هذا المرض مرتبط بالتدخين نقلا عن منظمة السرطان الأمريكية. أحيانا بعض المصابين بهذا المرض تُزرع لهم رئتين من متبرعين بالأعضاء لإنقاذ حياتهم.

عدوى الرئتين:

مثل التهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة البكتيري تسببها الفيروسات ولكن يمكن أيضا أن تكون بسبب الفطريات أو البكتيريا نقلا عن جامعة ولاية أوهايو.  بعض الحالات الشديدة يمكن أن تسبب تجمع سوائل في الرئتين وأعراض أخرى مثل تضخم العقد الليمفاوية، وخروج دم مع السعال وحمى دائمة.

زيادة الوزن المفرط كذلك بإمكانها أن تؤثر على الرئتين كما يقول الدكتور جايكوب:” نعم زيادة الوزن تؤثر على الرئتين لأنها تزيد من الجهد والطاقة المطلوبتان للتنفس، في أغلب الحالات المتقدمة تعمل زيادة الوزن على إعاقة عملية التنفس عن طريق تكوين ما يشابه السترة من الدهون حول منطقة الصدر كما هو الحال في متلازمة بيكويكيان”.

لتحفيز صحة الرئتين:

من أفضل الطرق للوصول إلى صحة ممتازة للرئتين تجنب التدخين وذلك لأن ٧٠ مادة كيميائية من أصل ٧٠٠٠ مادة في السجائر تقتل خلايا الرئتين. على حسب تقرير عيادات مايو:  فإن الأشخاص المدخنين ترتفع نسبة خطورة إصابتهم بسرطان الرئة. فكلما دخن الشخص أكثر زادت الخطورة أكثر. فالمدخنين عرضة للإصابة بسرطان الرئة ١٥- ٣٠ مرة أكثر من غير المدخنين نقلا عن مراكز التحكم بالأمراض ومنعها.

كذلك يقترح مركز جامعة رش الطبي أن تمارين التنفس بعمق وشرب الكميات الكافية من الماء وممارسة التمارين بانتظام تحافظ على صحة الرئتين.

كذلك يُنصح بعمل اختبار وجود الرادون في المنازل وهو غاز مشع يُنتج في الطبيعة بسبب تحطم عنصر اليورانيوم تحت الأرض.  وهو في العادة يتسرب إلى المنازل بواسطة التشققات الصغيرة الموجودة على الجدران.  الرادون هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة بالنسبة لغير المدخنين والمسبب الرئيسي الثاني للإصابة بسرطان الرئة بعد التدخين، نقلا عن بارسونز. 

المصدر/    http://www.livescience.com/52250-lung.html

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!