الأنف: الحقائق، الوظيفة والأمراض

14 مارس , 2016

nose

الأنف البشري هو أكثر من مجرد قطعة من اللحم والغضاريف موجودة في الجزء الأمامي من الوجه. علاوةً على كونه جزءاً من الجهاز التنفسي الذي يستنشق الأكسجين ويطلق ثاني أكسيد الكربون، فهو يساهم أيضاً بوظائف أخرى مهمة، مثل السمع والتذوق وبالطبع الشمّ.

الحجم والشكل:

يمكن أن يكون لأنوف البشر مجموعة واسعة من الأشكال والأحجام يساهم في ذلك الوراثة والإصابات. الرجال عموماً لديهم أنوف أكبر من النساء، كما يقول الباحثون. وفقاً لكتاب غينس للأرقام القياسية العالمية، فإن أكبر أنف بشري لإنسان حي ينتمي إلى محمد اوزيوريك من تركيا، طول أنفه 3.46 بوصة (8.8 سم) من الجسر الأنفي إلى حافة الأنف.

الوظيفة:

يطلق على (فتحتي الأنف) فتحتي الأنف الخارجيتين أو المنخر، تؤدي إلى اثنين من الجيوب الأنفية التي تكون مفصولة بحاجز، وهو جدار غضروفي. داخل الوجه يوجد نظام معقد من القنوات وجيوب الهواء تسمى تجاويف الجيوب الأنفية. تجاويف الجيوب الأنفية تمتد إلى الجزء الخلفي من الجمجمة، تماماً فوق تجويف الفم، داخل عظام الوجنتين وبين العينين والحواجب. كل هذه المناطق مسؤولة، جزئياً على الأقل، عن التنفس، الشم، التذوق بالإضافة إلى الجهاز المناعي.

الأنف البشري يمكنه أن يشم أكثر من ترليون رائحة، وفقاً للباحثين.

يشم الأنف عن طريق (الشق أو الصدع الشمي) في سقف تجويف الأنف ويوجد بجوار منطقة الشم في الدماغ، المتكونه من البصيلة والتقعر الشمي. هذا الجزء من الأنف لديه العديد من النهايات العصبية التي تحمل إحساس الروائح إلى الدماغ، وفقاً للجمعية الامريكية لطب الأنف.

الممرات الأنفية على جانبي الأنف تفتح في قمع (أو مايسمى المنعر) ومن ثم إلى حجرة تسمى البلعوم الأنفي وهو الجزء العلوي من الحلق. تفتح هذه الحجرة في البلعوم، وهو منطقة الحلق وراء الفم.

عندما يتم استنشاق الهواء من خلال فتحات الأنف، فإنه ينتقل عن طريق الممرات الأنفية، القمع (المنعر)، البلعوم الأنفي، البلعوم والحنجرة وينتهي في الرئتين. أساسياً، في الجهاز التنفسي الأنف هو ممر للهواء.

المادة المخاطية في الأنف:

الأنف هو خط الدفاع الأول ضد المرض. و الأنف مبطن بزوائد تشبه الشعر الدقيق معروفة باِسم الأهداب.

الجيوب الأنفية مبطنة بخلايا تصنع المادة المخاطية. المادة المخاطية أو(المخاط) يمنع جفاف الأنف. معاً، الشعيرات الأنفية والمخاط يقومان بجمع الغبار والبكتيريا وغيرها من الجزيئات قبل أن يتمكنوا من الدخول لباقي الجسم، وفقا لموسوعة بريتانيكا.

عادةً، المادة المخاطية في الأنف تكون شفافة وتتكون من (الماء والبروتينات والأجسام المضادة والأملاح). ولكن خلال وجود عدوى، يتغير لونها إلى الأصفر أو الأخضر، مما يدل على أن الجسم يكافح عدوى بكتيرية أو فيروسية.

اللون الأخضر ينبع من مادة كيميائية تفرز من قبل خلايا الدم البيضاء على وجه التحديد، من مجموعة الهيم في أنزيم المايلوبيروكسيديز الذي يحتوي على الحديد لقتل مسببات الأمراض.

الكتل الجافة من الماده المخاطيه والأوساخ والجزيئات تسمى مخاط جاف، وعلى الرغم من الحظر، إلا أن أحد العلماء الكنديين يظن أن نخر الأنف بالأصبع” – وتناول مخاطك الجاف قد يكون جيدا بالنسبة لك.

سكوت نابر، أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ساسكاتشوانكندا، افترض أن المادة المخاطية طعمها حلو لسبب وجيه (خذ بكلمته أو حاول بنفسك). قد يكون ذلك إشارة إلى الجسم لتناوله والحصول على فوائد تعزيز المناعة.

عن طريق استهلاك تلك العوامل الممرضة اللتي تجمعت في المخاط، يمكن أن تكون هذه وسيلة لتعليم الجهاز المناعي عن ما يحيط به؟نقلاً عن نابر; لهيئة الإذاعة الكندية.

حيث قال: أن فرضيته تتناسب مع نظريات أخرى حول العلاقة بين تحسين النظافة وزيادة الحساسية واضطرابات المناعة الذاتية. “ومن منظور تطوري، نحن تطورنا في ظل ظروف قذرة جداً، ربما هذه الرغبة للحفاظ على سلوكنا وبيئتنا عقيمة، لا يعمل في الواقع لصالحنا“.

الحواس الأخرى:

بدون الأنف، فإن الجسم لا يكون قادراً على تذوق الطعام بنفس الجودة. ما يدعوه الإنسان التذوقهو في الواقع خليط من الأحاسيس المختلفة. وأحد هذه الأحاسيس هو الشم. عندما يؤكل الطعام، يشم الأنف رائحة الطعام ويرسل معلومات إلى الفم في عملية تسمى إحالة حاسة الشم. هذا هو سبب أن أولئك الذين يعانون من أي حالة في الأنف مثل الزكام أو غيره  يرون أن الطعام يفتقر إلى النكهة.

الأنف أيضاً يلعب دوراً في السمع.  البلعوم الأنفي محاط من الجانبين بقنوات يوستاكيوس.

هذه الأنابيب تصل البلعوم الأنفي بالأذن الوسطى. البلعوم الأنفي يملأ الأذن الوسطى  بالهواء، معادلاً ضغط الهواء في الأذن مع الجو المحيط به، والذي هو جزء مهم لكي نسمع بشكل صحيح، وفقاً للجمعية الامريكية لطب الأنف.

الأمراض والحالات:

بما أن تركيب الأنف معقد، فهناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تحدث بشكل خاطئ.

الأمراض الأكثر شيوعاً التي يأتي الناس إلى العيادات وهم يعانون منها هي صعوبة في التنفس عن طريق الأنف، انسداد الأنف، الحساسية الأنفية، التهابات الجيوب الأنفية المزمنة والزوائد الأنفية. شيء آخر أصبحنا نراه أكثر هو الناس اللذين يأتون بسبب ضعف في حاسة الشمنقلاً عن: د. سيث ج كانويتز، الطبيب المعالج في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة في مركز موريستاون الطبي في موريستاون، نيو جيرسي، والمدير المشارك لبرنامج جراحة قاع الجمجمة في المستشفى.

وقال كانويتز لـ لايف ساينس، السبب الأكثر شيوعاً لفقدان حاسة الشم هو عدوى فيروسية مثل الزكام أو التهابات الجيوب الأنفية، أو الزوائد الأنفية، أو استخدام التبغ، بالإضافة إلى اصابات الرأس، وفي حالات نادرة جداً، الأورام، يمكن أيضاً أن تسبب فقدان حاسة الشم. يحدث بعض من فقدان الشم  أيضا أثناء عملية الشيخوخة الطبيعية، وهي شبيهة بفقدان البصر والسمع.

الدكتور روب سترايسفيلد، مساهم طبي في م ج للصحة،  قال لـ لايف ساينس التهاب الجيوب الأنفية هو حالة أنفية اخرى شائعة ” ، الالتهاب يمكن أن يأتي من الحساسية والفيروسات وأمراض معينة، بعض الأعراض هي الضعف العام أو الإرهاق والحمى والسعال والاحتقان، وفقا للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب (NLM).

الحاجز الأنفي، الطبقة المسطحة الغضروفية في مركز الأنف، يمكن أن تتضرر وتُدفع إلى اليسار أو اليمين، أو أن الأنف يمكن أن ينمو بإعوجاج؛ وتسمى هذه الحالة اِنحراف حاجز الأنف، اِنحراف الحاجز الأنفي يمكن أن يسبب مشاكل في التنفس وعدم الراحة بسبب كون إحدى الغرف الأنفية أو كلاهما أصغر من الحجم المفترض أن تكون به، في بعض الأحيان يتم تصحيح انحراف الحاجز الأنفي بالجراحة.

كثير من الناس لديهم مشاكل مع انسداد الجيوب الأنفية أو احتقان الأنف. يمكن أن يكون ذلك بسبب تورم الأنسجة أو انسداد مخاطي وفي كثير من الأحيان يمكن التعامل مع هذه المشاكل في المنزل.

وقال كانويتز قد ثبت أن المحلول الملحي بعبوات ذات كمية كبيرة وضغط منخفض تكون فعالة في إبقاء الممرات الأنفية نظيفة، وإزالة المواد المسببة للحساسية والمخاط السميك، وتخفيف التهابات الجيوب الأنفية وقد يزيل الحاجة للمضادات الحيوية“.

الأشياء التي تخرج من الأنف يمكن أن تكون مشكلة. إن سبب حدوث سيلان الأنف هو إنتاج المخاط في الأنف. إنتاج المخاط يمكن أن يكون سببه أي شيء يهيج أو يثير التهاب الأنف، مثل الحساسية، الزكام، الإنفلونزا أو الغبار.

 و وفقاً لـ مايو كلينيك؛ فإن نزيف الأنف يحدث عند تمزق الأوعية الدموية الصغيرة بالأنف بسبب الهواء الجاف، المهيجات، المواد الكيميائية والإصابات التي تحدث للأنف وعوامل أخرى مختلفة.

المصدر/ http://www.livescience.com/52341-nose.html

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!