كيف تنشأ اللغة؟

كيف تنشأ اللغة؟

3 مارس , 2020

ترجم بواسطة:

مها أحمد

دقق بواسطة:

Hussam

الكيفية التي ظهرت بها لغات العالم تُشكل لغزًا كبيرا خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أنها قد نشأت منذ آلاف السنين.
ومن المثير للاهتمام أن نرى كيف يمكن للأشخاص الصم إبتكار لغات إشارة جديدة بشكل عفوي.

أظهرت الملاحظات أنه عندما يتم جمع عدد من الأشخاص الصم فإنهم يتوصلون للغة إشارة جديدة تخصهم ليتواصلوا من خلالها مع بعضهم في مدة زمنية قصيرة.
المثال الأكثر شهرة على ذلك هو لغة الإشارة في نيكاراغوا ، التي ظهرت في الثمانينات الميلادية.
ومن المثير أيضا أن الأطفال كان لهم دورا مهما في نشوء هذه اللغات الجديدة، لكن الكيفية التي حدث بها ذلك ليست موثقة
يصف هذا مانويل بون قائلا: “نحن لا نعرف سوى القليل جدا عن كيف تحول التواصل الاجتماعي بين البشر إلى لغات، ومن هذه النقطة تنطلق دراساتنا الجديدة”.

في سلسلة من الدراسات، حاول الباحثون في مركز لايبزيغ لبحوث تنمية الطفولة المبكرة ومعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية إعادة صياغة هذه العملية التي يؤثر بها الأطفال على نشوء اللغات.
يقول غريغور الفكرة كانت موجودة لكن المشكلة التي كانوا يواجهونها هي كيف يجعلون الأطفال يتواصلون دون أن يتحدثوا مع بعضهم.
ثم جاء الحل باستخدام (سكايب) فتمت دعوة الأطفال للجلوس في غرفتين منفصلتين وتم إنشاء الاتصال بينهم باستخدام سكايب
بعد فترة وجيزة أغلق الباحثون التواصل الصوتي بين الأطفال ورأوا الأطفال وهم يتوصلون إلى لغة جديدة للتواصل لا تعتمد على اللغة المنطوقة.
كانت مهمة الأطفال هي وصف الصور التي تُعرض عليهم لبعضهم مع إعطائهم بعض الأدوات مثل مطرقة أو شوكة.
وجد الأطفال الحل بسرعة وكان بمحاكاة الفعل الذي تتضمنه الصورة “مثلا تمثيل فعل الأكل”
لكن الباحثون استمروا في تحدي الأطفال فجاؤوا لهم بورقة بيضاء خالية من أي شيء وطلبوا منهم أن يصفوها لبعضهم
كان الباحثون يعتقدون أنه من الصعب جدا محاكاة اللاشيء الذي تتضمنه الورقة، لكن بعد محاولات عديدة قام أحد الأطفال بالإشارة إلى نقطة بيضاء في قميصه وفهم الطفل الأخر أنه يقصد ورقة بيضاء.
وعندما تم تبديل الأطفال، الطفل الذي كان عليه أن يصف الورقة البيضاء للأخر لم يكن لديه بقعة بيضاء على القميص لكنه استخدم نفس طريقة زميله وقام بسحب قميصه وفهم الأخر على الفور ماذا يقصد.

خلال فترة قصيرة أصبح لدى الطفلين إشارة إلى مفهوم مجرد -وهو الورقة البيضاء-
ثم أصبحت الصور التي تُعرض على الأطفال أكثر تعقيدا وانعكس ذلك على الطريقة التي يُحاكون بها ما في الصورة فمثلا عُرض عليهم تفاعل بين حيوانين، فأوجدوا إشارات تخص الفعل وإشارات تخص الحيوانات ثم جمعوا بينها
وبذلك يكونون أوجدوا قواعد للتواصل فيما بينهم.

إذا يمكننا الإجابة الآن على سؤال كيف تنشأ اللغة؟


من خلال الدراسة التي استعرضناها:
أولًا: يوجد البشر مرجعا للأفعال أو للكائنات باستخدام الإشارات حيث تكون الإشارة مشابهة للفعل أو الكائن.
وشرط إيجاد ذلك هو وجود أساس مشترك من الخبرة بين الأشخاص الذين سيتم بينهم التفاعل.
ثانيا: يُنسق الأشخاص التواصل بينهم بتقليد إشارات بعضهم فيستخدمون نفس الإشارات لنفس الأشياء.
بالتالي تكتسب الإشارات معنى شخصيا وتقليديا.
ومع مرور الوقت يصبح المعنى بين الإشارات والأشياء أكثر تجريدا وكل إشارة يصبح لها معنى محدد.

ويتم إدخال القواعد النحوية تدريجيا كلما تطلب الأمر إيصال حقائق أكثر تعقيدا، والدراسات التي تمت إلى الآن تُشير إلى أنه
يُمكن ملاحظة عملية إنشاء القواعد النحوية في خلال ثلاثين ثانية.

توضح الدراسات أنه لا يمكننا اختزال التواصل إلى الكلمات فقط، فعندما لا توجد طريقة لاستخدام اللغة المنطوقة التقليدية
يوجد الأشخاص طرقًا جديدة لإيصال رسائلهم. وهذه الظاهرة تشكل الأساس الذي من خلاله تنشأ لغات جديدة.
توضح هذه الدراسة التي أجراها مانويل بون وجريجور كاشيل ومايكل توماسيلو كيف تبدو الخطوات الأولى في تطوير لغة جديدة. يقول بون: “سيكون من المثير للاهتمام أن نرى مع مرور الوقت كيف تتغير طرق التواصل التي تم اختراعها حديثًا عندما يتم نقلها لأجيال جديدة”. وهناك أدلة على أن هذه اللغات تصبح أكثر انتظامًا عند نقلها.

رابط المقالة الأصلية: https://phys.org
ترجمة: مها أحمد
حساب تويتر: ma_ah109
تدقيق ومراجعة : حسام سيف
تويتر : alsaifhussam


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!