أن أحيا الحياة التي أريد لم يكن يومًا أمرًا سهلًا و كيف أن “نفاد الصبر” كان معينًا لي .

أن أحيا الحياة التي أريد لم يكن يومًا أمرًا سهلًا و كيف أن “نفاد الصبر” كان معينًا لي .

23 نوفمبر , 2019

يمكن أن نسمّي “نفاذ الصبر” عيبًا ويمكن أن يصبح سمة شخصية يساعدنا على تفهُّم ذاتنا وأن نتعاطف معها, كما أن له دور في إعادتنا إلى مسارنا الصحيح عندما نكون على استعداد للانطلاق من جديد لكونه سبيل شعورٍ أحسن, وإنتاجية أفضل ، وتوازن حياتي أمثل.  

 يأتي ذلك اليوم التي تنفجر فيه طاقتي العقلية والمشاعرية ..

 أنا بذلك لا أدعي أنني أشعُّ تفاؤلًا وصبرًا كل الأوقات والأحوال.  بل في الواقع ، إن “نفاد الصبر” هو أحد عيوبي التي تلازمني منذ أن كنت طفلة.

 إنني أسميه عيبًا على الرغم أنه من زاوية أخرى يعد سمة شخصية بكل بساطة.

و على الرغم من أنني أظل أتعلم كيف أكبح جماح انفعالاتي في المواقف التي يجب أن أكون فيها متفهمة          ومتعاونة و بشكل معقول، إلا أن الفضل  يعود له  في عدم سماحي للآخرين باستغلال وقتي أو الانخراط في علاقات لا جدوى منها , وهو السبب أيضًا في التزامي بتحقيق أحلامي التي وضعتها لنفسي. 

يجعلني “نفاد الصبر” أجتهد الآن لأرى أحلامي وقد تحققت في المستقبل.

ثم يأتي ذلك اليوم بتفاصيله التي تثقل كاهلي و يبدأ فيه عقلي بالكفاح من أجل أن يتكيَّف مع هذا الروتين.

،،هناك ثمن للحياة الحافلة أيضاً،،

في الأسابيع الأخيرة أجريت بعض التعديلات على نمط حياتي. انتقلت إلى ولاية أخرى حيث نوينا أنا و شريكي أن نشتري بيتنا الأول,  والآن أن أعمل على “إنتاج المحتوى” كوظيفة, والآن وأخيرًا استطعت التقديم على برنامج التعليم الجامعي و الذي بقيت أترقبه منذ عدة سنوات.

كل تلك الخيارات هي خياراتي أنا.. أنا صنعتها .. أنا أريدها.. و ما أراه الآن، هو أنني متى ما أردت شيئًا فإني أظل أناضل من أجله حتى أقحمه مع باقِ الأمور في حياتي. و هذا لا يعني أنني جحودة.

أنا محظوظة لكوني في مكانة أستطيع من خلالها صنع كل هذه التغييرات الهائلة.

هذه إحدى الجوانب الحقيقية في حياتي و لكن هناك جانب آخر،  هو أني قضيت معظم حياتي و أنا أتشرب فكرة أن رسالتي في الحياة هي أن أحيا لأجل الآخرين و خصوصًا أنني امرأة.

إن فكرة أن أحيا حياة تتمحور حول ذاتي كان يعد أمرًا أنانيًا و قاسيًا.

ولكن  في نهاية المطاف ، إن كل بنات جلدي أولائك النسوة الجنوب آسيويات ـ مثلي ـ و اللاتي سبقنني في مضمار الحياة ، لم يحييوا لأنفسهن .. كلا .. بل فعلن ما أراد والديهن أن يفعلن، ثم ما أخبرهن أزواجهن أن عليهن فعله، ثم بعد ذلك نذروا حياتهن لأجل أطفالهن،  ثم كان من المفترض عليهن أن يجدن الإشباع الكافي في ذلك.

و لكنني لا أستطيع أن أحيا بهذه الطريقة.. إنني أحتاج أن أكرس على الأقل جزءًا واحدًا من حياتي أضع فيه نفسي و أهدافي أولًا على رأس القائمة, وهذا الجزء هو ما أسميه “وقتي الخاص”.

و ها أنا ذا .. أسعى إلى أداء أكبر قدر ممكن من الأمور التي تشعرني بالسعادة و الاكتفاء الآن. ذلك أنني ظللت ألاحق هذه المشاعر لعقود.. و الآن أنا أحتاج هذا العقد من عمري ليكون مختلفًا عما سبق من حياتي.

و لكن الحياة الحافلة تتطلب الكثير.. إذ سيتعين  استثمار الوقت للحفاظ عليها، و كلما زادت مكونات هذه الحياة كلما أصبحت أكثر فوضوية بعض الشيء.

و على الرغم من أنني أبني حياتي وفق ما يناسبني . إلا أن الأمور لا تكون حلوة كل الوقت . فبعد انتقالي إلى شقتنا ـ قصيرة المدى ـ و أثناء تحضيري لاختبار الجي آر إي (GRE) أصابتني عدوى تنفسية عنيفة، اضطررت خلالها أن أخوض غمار الاختبار و أنا أصارعها من أجل أن أستطيع التقديم للالتحاق بالجامعة في الوقت المحدد. و ما إن بدأت أعراض المرض بالتلاشي حتى بدأت أعراض الطمث بالظهور.

 آلام العضلات و الشعور بعدم الارتياح و الطاقة المنخفضة كل ذلك كان كافيًا للحكم على تلك الأسابيع القليلة بأنها عصيبة.

كان علي خلالها أن أقدم أفضل ما لدي لأُبقي حياتي متماسكة. ففي هذه الأوقات يدرك المرء أن الحب لا يكمن فقط في الشغف و الحماسة بل أيضًا في مجابهة الأوقات العصيبة و مواجهتها.. في المثابرة و الاصرار التي تتطلبها المواقف الصعبة.

إنني أحب حياتي وسأظل أفعل كل ما بوسعي للحفاظ عليها متماسكة.

و حيث أن “نفاد الصبر” هو السبيل للشعور بالتحسن، وهو السبيل لإنتاجية أفضل ، وهو السبيل للشعور بالتوازن يملأ الجسد حماسة، فإن علي أن أتذكر أن للأمر زاويتين:

الأولىعلي أن أتفهم ذاتي و أتعاطف معها

الثانية/ من الجيد أن نفاد الصبرسوف يعيدني إلى المسار الصحيح عندما أكون جاهزة للانطلاق من جديد.

المترجم: بشاير عباس.

تويتر: @bashaierr

المراجع: عائشة جراح.

المصدر:https://medium.com/the-ascent


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!