دراسة تطرح تساؤل حول دراسات النوم الروتينية المعدّة لتقييم الشخير لدى الأطفال

دراسة تطرح تساؤل حول دراسات النوم الروتينية المعدّة لتقييم الشخير لدى الأطفال

15 نوفمبر , 2019

 اكتشاف جديد يشير إلى أن استخدام دراسة نوم الأطفال لتشخيص  توقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال ولقياس مدى التحسن بعد الجراحة غير موثوق بها حول مدى الاستفادة من استئصال اللوزتين والغدانيات (adenotonsillectomy).

ينصح أطباء الأطفال بشكل روتيني آباء الأطفال الذين يعانون من الشخير بشكل معتاد ويعانون من النعاس أو التعب أو غيرها من الأعراض التي تتوافق مع اضطراب النوم المؤثر على التنفس، لعمل دراسة نوم لأطفالهم؛ دراسة النوم ممكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من توقف التنفس أثناء النوم أم لا، والذي يتم علاجها في كثير من الأحيان بالجراحة عبر إزالة اللوزتين واللّحمية (adenotonsillectomy). حيث يقوم أطباء الأطفال غالبًا بعمل توصيات للجراحة بناءً على نتائج دراسة النوم هذه. ولكن الاكتشاف الجديد الذي اكتشفته كلية الطب في جامعة ماريلاند University of Maryland School of Medicine)) يشير بأن تنبؤ دراسة النوم حول الفائدة من استئصال اللوزتين واللّحمية (adenotonsillectomy) غير موثوق بها.

حوالي 500,000 طفل دون سن 15 عامًا تستأصل لديهم اللوزتين واللّحمية كل عام في الولايات المتحدة لعلاج انقطاع النفس النومي الانسدادي. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بالجراحة كعلاج أولي لهذه الحالة، التي من المُحتَمل أن تُحدِثَ مشاكل سلوكية، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية، وضعف النمو، وتأخر التطور لدى الطفل. الفرضية هي أن الاستئصال الجراحي أو تقليل من شدة الانسداد في مجرى الهواء العلوي سيحسن من نوم الطفل ويقلل المشاكل الأخرى الناجمة عن هذا الاضطراب.

في عام 2012، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال جميع أطباء الأطفال بفحص كل من يعاني من الشخير بشكل معتاد ما إذا كان لديهم توقف في التنفس أثناء النوم، وإحالة الأطفال المحتمل أن لديهم هذه الحالة لعمل دراسة النوم في المختبر. وبناء على نتيجة الدراسة توصي الأكاديمية باستئصال اللوزتين واللّحمية. ولكن نتائج الدراسة الجديدة التي نشرتها جامعة ماريلاند كلية الطب UMSO في مجلة Pediatrics عدد سبتمبر، تشكك في تلك التوصيات لأن البيانات التي قاموا بتحليلها لم توضح أي علاقة بين التحسن الملحوظ في دراسات النوم بعد الجراحة واختفاء معظم أعراض انقطاع النفس النومي.

يقول مؤلف الدراسة آمال أسايا -حاصل على الدكتوراه في الطب، وأستاذ مساعد في طب الأنف والأذن والحنجرة قسم جراحة الرأس والرقبة  وطب الأطفال في جامعة ماريلاند-” منذ زمن طويل والمعتقد هو أن اختفاء انسداد مجرى التنفس والذي يتم تقييمه بعد استئصال اللوزتين واللحميّة عن طريق دراسة النوم مرتبط مع تحسّن أعراض انقطاع النفس النّومي، ولكن ما وجدناه أن هذا قد لا يكون صحيحا. النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن استخدام دراسات النوم وحدها غير كافية لتحديد ما إذا كانت الجراحة لازمة لمعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم لدى الأطفال “

لإجراء الدراسة، أجرى الدكتور أسايا وزملاؤه: الدكتور كيفين بيريرا، من جامعة ماريلاند كلية الطب UMSOM و الدكتور قاوتام داس -حاصل على الدكتوراه ، في جامعة تكساس أرلينغتون- تحليلًا جديدًا لنتائج التجربة ( استئصال اللوزتين واللّحمية للأطفال CHAT)  شارك فيها 398 طفلًا، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 9 سنوات. وهي تجربة عشوائية نشرت في عام 2013 قارنت استئصال اللوزتين واللّحمية والانتظار اليقظ ( Watchful waiting) لعلاج انقطاع النّفس النّومي. وجدوا أن اختفاء انقطاع التنفس أثناء النوم والذي يحدّد عن طريق نتائج دراسة النوم، غير مرتبط بالتحسّن في غالبية الأعراض المقاسة بما في ذلك السلوك والأداء الإدراكي والنعاس وأعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

وقال الدكتور إ. ألبرت ريس – حاصل على الدكتوراه في الطب، وماجستير في إدارة الأعمال، وهو نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية في جامعة ماريلاند- “هذا اكتشاف مهم يجب أن ينظر فيه بعناية من قبل المجتمع الطبي للأطفال لتحديد ما إذا كانت التوصيات المتعلقة بإدارة انقطاع التنفس أثناء النوم بحاجة إلى تحديث أم لا”. ويضيف معلقا: “يجب أن تعكس إرشادات الممارسة، في كل مجال من مجالات الطب، الحالة الراهنة للعلم”.

في تجربة استئصال اللوزتين واللّحمية للأطفال CHAT، وجد الباحثون أن 79 في المائة من الأطفال الذين خضعوا للجراحة كانت نتائج دراسة النوم لديهم طبيعية بعد 7 أشهر مقارنة بـ 46 في المائة من الأطفال الذين اتبعوا معهم منهجية الانتظار اليقظ (watchful waiting ). نصف الأطفال الذين خضعوا للانتظار اليقظ، اختفت لديهم انقطاع التنفس أثناء النوم بشكل تلقائي. كما أظهرت التجربة أنه لم يظهر أي تحسن كبير في أداء الأطفال في الاختبارات الإدراكية لتقييم مدى قدرتهم على التركيز وتحليل المشكلات وحلها ، وتذكر ما تعلموه مؤخرا.

وفي الأخير، وجد الباحثون في تجربة استئصال اللوزتين واللّحمية للأطفال CHAT أن الأطفال الذين خضعوا مبكرا لاستئصال اللوزتين واللّحمية قد تحسنت الأعراض لديهم وجودة الحياة والسلوك أيضا.

ترجمة: راكان رفدان الهجهوج.

البريد الإلكتروني: [email protected]

حساب تويتر: @Rak2nQ

مراجعة: عائشة جراح

المصدر: https://www.sciencedaily.com


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!