تأديب المراهقين بحرمانهم من حرية الفعل أو الاستخدام

تأديب المراهقين بحرمانهم من حرية الفعل أو الاستخدام

12 يناير , 2019

 

 

الملخص

يلجأ الكثير من الأبوين إلى استخدام أسلوب الحرمان مع الأبناء بناءاً على سوء تصرف على الرغم من شيوع اعتماده إلا إنهُ يحظى بنتائج محدودة. يقترح الكاتب استخدام أسلوب الحرمان بشكل انتقائي، وليس بشكل منتظم، وابقاءه كمرجع بعد ثلاث أو أكثر من محاولة تأديبية أخرى.

 

قد ينجح الحرمان من الحرية أحيانًا، ولكنه قد يكون خطيرًا كذلك. يؤدب الاباء الطفلة أو الطفل الغير المطيع عادةً بمعاقبتهم بالجلوس بصمت ، يتبع ذلك نقاشٌ صغير للإشارة إلى سوء تصرفهم على أَمَلَ بعدم تكرارها. وبالرغم من ذلك، ومع بداية سن المراهقة، يحتاج الاباء إلى بذل جهدٌ أكبر في تأديب ابنهم المراهق عند محاولتهم سلب حريته في القيام بفعل أو استخدامها لمعاقبته. فيقرر الأبوين: “أنت معاقب!” “سأمنعك من هاتفك المحمول لمدة أسبوع!” “لن تقود السيارة حتى اشعار آخر!” قد يبدو الحرمان المؤقت من الحرية في عُمُرٍ يُقدس فيه المراهقون الاستقلالية كالحِرمان من تنفس الحياة. قد يكون ضار بنفس الطريقة. الأمر يجرحهم اجتماعيًا ونفسيًا، ولهذا السبب، يُعامل الآباء الحِرمان من الحرية كأشد عقاب لديهم ضمن أسلحة التأثير التي يعتمدون عليها حين تبوء كل محاولاتهم في اقناع وتأديب ابنهم أو ابنتهم بالفشل. وقد ينجح الحرمان في التأديب أحيانًا عند تطبيقه بشكل انتقائي لكن من السهل على الاباء استخدامه بإفراط، وعند ذلك قد تكون النتيجة هزيمة ذاتية.

 

من الأفضل تذكرمقولة (كريستوفير سون): “الحرية مجرد كلمة أخرى لـ لم يبقَ شيء لأخسره.” احرم المراهق من كل الحريات المرغوبة بعد ذلك أطلق سراح الشاب المُعاقب” “هل أهتم لقواعدك؟ لم يتبقَ لك شيء آخر الآن لتحرمني منه”.

 

بشكل عام، يتسرع الاباء في اللجوء للعقوبات القاسية كالحرمان، كرد لعصيان المراهق لأن سلطتهم تبدو أقل تلقائيةً مما هي مع الطفل. “الآن أحتاج مقاييسًا أقوى لأطيعكم”.

 

لمَا يميل المراهقون لإختبار وتحدي السلطة الأبوية أكثر من الأطفال؟ الجواب الأكثر شيوعًا، أعتقد أن هذا التغيير مدفوع تنمويًا. ينمو الطفل في عصر الطاعة معتقدًا أن والديه يستطيعون التحكم به: “يجب أن أفعل ما أمرت به.” أما المراهقون فدخلوا سن الرشد مدركين أن والديهم لن يستطيعوا ايقافهم دون تعاون منهم: “سواءً فعلتُ أم لم أفعل ما يريده والديّ فالأمر عائد لي.” لهذا السبب يميل الأباء إلى النشاط (الحجة والتحدي) والخمول (التجاهل والتأجيل) المقاومة من ابنهم او ابنتهم المراهقين.

 

الآن يبدأ وقت التربية الجاحدة بمجرد اتخاذهم موقفًا ضد ما يريده ابنهم أو ابنتهم المراهقة، بالإضافة إلى أنهم لا يحصلون على تقدير على جهودهم. “أنتم في قضيتي طوال الوقت، أنتم مُفرطو الحماية، أنتم لا تدعوني أقوم باي شيء!”.

 

المسؤولية الابوية لتوفير بُنية عائلية مستقرة قائمة على قوانين وحدود ومُتطلبات وتوقعات للمراهقين للخوض فيها بمجرد مطالبتهم بالمزيد من الفردية (حرية التعبير) والاستقلالية (حرية الفعل). وفي بعض الأحيان انتهاكات خطيرة لبنية العائلة، فيلجأ الاباء إلى التأديب بأسلوب الحرمان من الحرية، ويحتاج الأبوين إلى استخدام ذلك الاسلوب بحكمة واعتدال.

 

في معظم الحالات، أؤمن أن الحرمان يجب أن يمتد لفترة قصيرة ليظهر مفعوله، لأنه كلما طالت مدته كلما أصبح اعتياد المراهق على العيش بدون ما حُرم منه أمرًا سهلا. وفي اسوء الإحتمالات، قد يؤدي الحرمان المفرط إلى تظلم عميق وإثارة السلوك الغاضب أو كما ذكرت قد يولد موقف “لاشيء لدي لأخسره”. لذا، أسبوع هو الحد المناسب للحرمان الفعّال.

 

ودليل على شرب المراهق أثناء القيادة مثلًا قد يكون استثناء في حالة رغب الأبوين في اعادة حرية قيادة السيارة لابنهم او ابنتهم حتى يحصلوا على دليل مقنع أن تلك المخالفة الخطرة لن تتكرر مرةً أخرى.

 

ولجميع ما سبق، اقترح استخدام أسلوب الحرمان بشكل انتقائي، وليس بشكل منتظم، وابقاءه كمرجع بعد ثلاث أو أكثر من محاولة تأديبية أخرى تم تجربتها.

 

وهي كالتالي:

النقاش

نريد مناقشتك بشأن الاختيار الذي اخترته، وسبب رفضنا له ولمَ نأمل ألا يحدث ذلك مُجددًا. لكن أولًا، نُريد أن نسمع جانبك من الأمور، واشرح لنا ما تريدنا أن نعرفه.

 

ما نستطيع أن نعدك به هو أنه عندما يتعلق الأمر بقوانينا وتوقعاتنا، سنكون واضحين بشأنها، صارمين بشأن موقفنا، مرنين بقدر المستطاع، وسنصغي إليك عندما ترغب بالسؤال عن أي شيء أو قول أي شيء. وفي هذه الحالة، الكذب علينا لن يكون مقبولًا وكذلك كذبنا عليك. لذا دعنا نتحدث عن طريقة تساعدك على الالتزام بالصدق معنا من الآن فصاعدًا”.

 

الاشراف

بما أنك تجد صعوبة في الاستمرار في اتباع هذه القاعدة، سنذكرك باستمرار وندعم التزامك. معنى ذلك أن أننا سنسألك باستمرار ونتأكد أنك انجزت كل مهامك المدرسية، وأديتها وسلمتها بشكل مرضٍ. وإذا اضطررنا، سنقابلك بعد المدرسة ومعًا سنلتقي بمعلميك وسنساعدك في أخذها وسنذهب إلى المدرسة معك في الصباح لنساعدك في تسليمها. وإذا اعترضت على تصرفنا لأي سبب ستضطر إلى تولي المسؤولية التامة للقيام بالأمر وسنتراجع نحن”.

 

التعويض

كنتيجة لفعلك أمرًا محظورًا، ستدفع الثمن. وقبل أن تبدأ في فعل شيء ترغب بفعله سيكون لديك مهمة لتنجزها في المنزل في عطلة نهاية الأسبوع وهي أشق من الأعمال المنزلية الاعتيادية. وبينما تكون مشغولًا جدًا يمكنك استرجاع الأمر الذي جعلك تغسل كل هذه النوافذ في صباح السبت. نتمنى أن ذلك يذكرك بعدم أخذ شيئ قبل أن تسأل وتسميه “استعارة”، حيث لم يكن اذننا مطلوبًا او ممنوحًا كما تعلم جيدًا. (يتجنب الأبوين استخدام أسلوب التعويض لأنه يتطلب اشرافهم ليُنجز، ولا يرغب الأبوين حقًا بالقيام بذلك) يحدث ذلك عندما تفشل جميع الاستراتيجيات في تأديبهم، لذا قد يرغب الأبوين بإتباع الأسلوب الرابع، الحرمان: “بسبب التسلل في عطلة نهاية الأسبوع بعد ساعات، سيكون الاذن الاجتماعي الطبيعي في عطلة نهاية الأسبوع هذه ممنوعًا”.

 

 

ترجمة: مودة صالح

Twitter @memaasays

مراجعة: شوان حميد

Twitter @shwan_hamid

المصدر:

Psychology Today: Health, Help, Happiness + Find a Therapist


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!