كشف الغطاء عن العقل الباطن

كشف الغطاء عن العقل الباطن

27 أكتوبر , 2018

 

الملخص

كل منا يستطيع تغير عاداته ونمط حياته حينما تعلم أن بالإمكان التحكم بالعقل الباطن وتعلم كيفية عمله و على العديد من التحيزات المعرفية في العقل الباطن تؤثر على عملية التفكير واتخاذ القرارت.

 

تنشأ %95 من الأفكار تحت الرادار، فهمك لهذه الآلية يمكنك من التغلب على عاداتك السيئة وانحيازك الباطن. معظم أنشطة الدماغ تحدث تحت درجة الوعي الطبيعي، عقلك الباطن يملك الكثير من الأنشطة الحيوية؛ من التحكم بعملية التنفس وحتى معالجة المعلومات الجديدة ولكن قد تحدث بعض الأخطاء يمكن تلافيها لضمان عمل نظامنا بشكل أفضل.

عقلك الباطن لايعد صندوقًا أسودًا لمخاوفك ورغباتك التي تدمرك، ولكنه بالمقابل مخزن طاقة للأفكار. اكتشف كيف يمكنك الاستفادة منه.

 

الوعي مقابل اللاوعي:

أغلبية التفكير اللاوعي يحدث في أعماق الدماغ، وبالمقابل تأتي أفكارنا الواعية من سطح الدماغ.

العقل الواعي: التخطيط، الإرادة، التفكير الناقد، الذاكرة قصيرة المدى، القرارات وإطلاق الأحكام.

العقل الباطن: العادات والأنماط، وظائف الجسد التلقائية، الإبداع، المشاعر، الشخصية، القيم والمعتقدات، الانحياز المعرفي، الذاكرة طويلة المدى.

 

العادات السيئة وكيفية التغلب عليها

بالرغم من أن %40من تصرفاتنا اليومية تُعتبر عادة وقد يكون هذا الشيء جيدًا، فعلى سبيل المثال عندما ينشغل عقلك الباطن بالقيادة إلى العمل يكون عقلك الواعي حرًا للتركيز على شيء آخر. التصرفات التلقائية تصنف إلى روتين مميز أو مجموعة مثل تدخين السيجارة أثناء تناول كوب من القهوة مما يجعل من الصعب الإقلاع عن العادات السيئة أحيانًا.

 

 لإعادة برمجة عقلك الباطن عليك أولًا محاولة تغييرهذه العادة السيئة، فإذا كنت مثلًا ممن يتناولون الأطعمة الخفيفة عند الذهاب إلى المطبخ فقم بإبعادها عن متناول يدك. استخدم دلالات بارزة لتحفيز العادات الجيدة، إن كنت تنوي استبدال الأطعمة الخفيفة بالفواكه قم بشراء وعاء فواكه جديد وقم بوضعه في مكان يسهل الوصول إليه في المطبخ. التكرار هو المفتاح، تكوين عادة جديدة قد يستغرق 15-254 يومًا. السياق أيضًا قد يحفز العادات لذا حاول التخلص من العادات السيئة بينما أنت بعيد عن بيئتك المعتادة كأن تتوقف عن التدخين عندما تكون في إجازة ولكن احذر التخلص من العادات الجيدة في الوقت ذاته.

 

تعرف على التحيزات

العديد من التحيزات المعرفية في العقل الباطن تؤثر على عملية التفكير واتخاذ القرارت. نشأت هذه التحيزات لمساعدة أسلافنا على التصرف بشكل أسرع وأكثر فعالية، ولكنها تعيقنا في الوقت الحالي. معرفة كيف تشكّل هذه التحيزات طريقة تفكيرنا هي الخطوة الأولى نحو التحكم بوعينا.

 

– الارتساء (وهم التركيز): التركيز على عامل واحد وعادة مايكون أول معلومة تصل إلى مسامع الشخص عند اتخاذ قرار ما.

– وهم التشابك: التركيز على أنماط متكررة في أحداث عشوائية.

– الانحياز التأكيدي: الميل نحو المعلومات التي تؤيد أفكارنا وتصوراتنا.

– الانحياز للتماثل: اختبار الأفكار عن طريق البحث عن أدلة تدعمها بدلًا من أن تدحضها.

– انحياز الامتلاك: حيث يضع الشخص للأشياء قيمة أكبر لكونها تنتمي إليه.

– خطأ العزو الأساسي: تفسير سلوكيات الأشخاص حسب شخصياتهم لاحسب ظروفهم.

– مغالطة المقامر: الاعتقاد بأن الحوادث العشوائية السابقة تتحكم بالحوادث المستقبلية.

– وهم التملك: المبالغة في تقديرمانمتلكه الآن مقارنة بما يمكن أن نمتلكه مستقبلًا.

– الانحياز الجمعي: المبالغة في تقدير قيم وقدرات المجموعة التي ننتمي إليها مقارنة بالآخرين.

– الانحياز السلبي: الاهتمام بالأفكار والتقييم السلبي مقارنة بالإيجابي.

– انحياز الإسقاط: الافتراض بأن الآخرين يفكرون مثلنا ويحملون نفس الاعتقادات.

– انحياز الوضع الراهن: تفضيل القرارات التي تبقي الأمور على حالها.

 

وبالإضافة إلى هذه التحيزات، جميعنا نمتلك تحيزات ضمنية كالتعصب تجاه العرق أو الجنس والتي من شأنها التأثير على أحكامنا التي نطلقها على الآخرين.

 

طرق للتحكم بعقلك الباطن:

– خذ حمامًا دافئًا، إذا كنت تشعر بالوحدة قد يجعلك الحمام الدافئ أفضل. أظهرت الأبحاث أننا غالبًأ مانربط بين الدفء الجسدي والاجتماعي من غير وعي منا، وعلى العكس من ذلك إمساكك لشيء بارد قد يجعلك تشعر بالوحدة.

– أقنع نفسك أنك ممتلئ، التمعن في صورة طعام ما يقلل من شهيتك لهذا الطعام. تخيل أنك تشعر بالشبع لمدة دقيقة من شأنه أن يجعلك تأكل كميات أقل من الطعام.

– اشتم رائحة كريهة, غالبًا ماكانت الروائح الكريهة كرائحة السمك مجازًا لانعدام الثقة في أكثر من 20 لغة لذا تجعلنا الرائحة الكريهة أكثر تنبهًا للمعلومات الخاطئة لابما لأن الروائح الكريهة تفيق عقلنا الباطن مما يجعلنا أكثر احتراسًا.

– قم بترتيب المنزل، يرتبط معدل الجريمة مع النوافذ المكسورة والأوساخ والنقوش، ولكن حتى الأطراف غير المتماثلة تفضي إلى السلوكيات السيئة. يقوم هذا الاضطراب البصري بتنشيط المجازات مثل السياسي المخادع مما يؤثر على السلوكيات.

– احذر من الوهم، نحن عادة مانكون سيئين في كشف الكاذبين لأننا عادة مانركز على التصرفات مثل التململ وحركة العيون والتي نادرًا ماتدل على الخداع، إذا أردت تجنب الخداع عليك بتصديق حدسك لكوننا نمتلك حسًا داخليًا عندما يقوم أحدهم بالكذب.

 

 

 

الترجمة: فاطمة فودة

Twitter @F_Fadda

المراجعة: آمال سعد

 

المصدر:

New Scientist 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!