crossorigin="anonymous">
26 ديسمبر , 2018
الملخص
يوضح المقال الوضع الحالي لطبقة الأوزون وحالة الثقب فوق القطب الجنوبي للأرض، ويبين المقال بعض النتائج الإيجابية التي أفرزتها معاهدة مونتريال بين الدول الأعضاء والتي أدى الالتزام بها إلى تحسن حالة طبقة الأوزون، لكن بعض الدراسات الحديثة أشارت إلى بعض المخاطر الجديدة التي قد تهدد حالة طبقة الأوزون مرة أخرى ما لم تقوم الدول بمراجعة المعاهدة وتحديثها لتشمل خططاً لمواجهة التهديدات الجديدة.
الصورة الكلية واضحة: قلّل بروتوكول مونتريال (معاهدة مونتريال) من استخدام الكيميائيات المستنفدة للأوزون كما يسعى لإصلاح طبقة الأوزون. ترجع أهمية هذا الهدف إلى قيام الأوزون في الطبقة العليا من الغلاف الجوي (الستراتوسفير) بحمايتنا من التعرض للأشعة الفوق بنفسجية والتي تزيد من خطر الإصابة باعتدام عدسة العين (المياه البيضاء) وسرطان الجلد وغيره من الآثار السلبية.
وبالطبع قد تكون هذه التنبؤات خاطئة في حالة حادت الدول عن التزاماتها التعاهدية أو في حالة فشل المجتمعات العلمية في اكتشاف وتحديد انبعاثات غاز محتملة قد تسبب استنفاد (نضوب) طبقة الأوزون ولكنها غير مشمولة في المعاهدة.
لقد ازداد فهمنا بشكل مستمر حول استنفاد الأوزون الستراتوسفيري منذ أوساط سبعينات القرن الماضي عندما قام ماريو مولينا Mario Malinda و ف. شيروود رولاند F. Sherwood Rowland لأول مرة باقتراح تعرض طبقة الأوزون للاستنفاد من قبل الكلوروفلوركربون والتي يرمز لها بـ CFCs ، وقد حصل هذا البحث على جائزة نوبل. كما أعلن جوزيف فارمن Joseph Farman في عام ١٩٨٥ تكّون “ثقب في الأوزون” – أو في الحقيقة انخفاض سماكة طبقة الأوزون بشكل كبير- والذي يحدث كل عام في القارة القطبية الجنوبية خلال فصل الربيع هناك.
وقد نسبت سوزان سولومان Susan Solomon وزملائها بشكل واضح ثقب الأوزون إلى الكلوروفلوركربون وغيرها من الكيماويات المستنفدة للأوزون والتي تحتوي على عنصري الكلورين والبرومين. كما أشاروا إلى تفاعلات غير معتادة تحدث على السحب الستراتوسفيرية القطبية.
وفِي عام ١٩٨٦، قامت الولايات المتحدة مع ٤٥ دولة أخرى بتوقيع بروتوكول مونتريال والذي يتطلب منهم التخلص تدريجيا من استخدام المواد المستنفدة للأوزون. أما الْيَوْمَ فقد صدّقت ١٩٦ دولة على هذه المعاهدة وهو ما ساعد في منع استنفاد طبقة الأوزون وعواقبه الوخيمة بشكل كبير.المواد المستنفدة للأوزون هي أيضاَ غازات دفيئة تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، لذا فإن التخلص منها تدريجيا تحت بروتوكول مونتريال سيساعد أيضا في إبطاء تغير المناخ.
يتطلب تنظيف الغلاف الجوي من الكلوروفلوركربون وغيره من المواد المستنفدة للأوزون عقوداً عدة، لذا وحتى بعد تطبيق بروتوكول مونتريال وصلت تركيزات هذه المواد أوجها في حوالي عام ١٩٩٦ ولا تزال مرتفعة. ومع ذلك، وبناء على ملاحظات جوية ودراسات مختبرية للتفاعلات الكيميائية ونماذج رقمية لطبقة الغلاف الجوي العليا (الستراتوسفير)، فإن هناك إجماعاً عاماً بين العلماء على أن طبقة الأوزون في طريقها للتعافي في حوالي عام ٢٠٦٠م أو قبله أو بعده بعقد. كما أننا نعلم أن مستقبل طبقة الأوزون مرتبط بشكل وثيق بالتغير المناخي.
يُصنَع الأوزون ويُدمر في الغلاف الجوي للأرض بشكل مستمر عند تفاعل الأكسجين مع الأشعة فوق البنفسجية، ولكن يمكن للكيماويات المصنوعة من قبل البشر عرقلة هذه العملية.
ينقصنا بالطبع الكثير من المعلومات عن طبقة الأوزون ولكن هذان التقريران الجديدان ألقيا الضوء على بعض منها.
أشارت الدراسة الأولى إلى أنه وبالرغم من ارتفاع تركيز الأوزون في الجزء العلوي من طبقة الغلاف الجوي (الستراتوسفير) إلا أنها في انخفاض في الجزء السفلي من طبقة الغلاف الجوي ( الستراتوسفير). وقد اقترحت الدراسة عدة أسباب محتملة منها: زيادة الغازات قصيرة الأمد الناتجة عن بعض النشاطات البشرية المهملة والتي قد تستنفد طبقة الأوزون إلى جانب التسبب في تغيرات في دوران الغلاف الجوي نتيجة لتغير المناخ.
كما أشارت الدراسة الثانية إلى ارتفاع مستويات بعض المواد الكيماوية المكلورة والتي يشار إليها بالمواد قصيرة الأمد، والتي من الممكن أن تستمر في استنفاد طبقة الأوزون.
تعد هذه التقارير مفاجئة قليلاً ولكنها غير صادمة. يتوقع العلماء أن نستمر في تعلم المزيد عن طبقة الأوزون وأن فهمنا سيكون جلياً عند استيعابنا لهذه الاكتشافات. يطالب بروتوكول مونتريال المجتمع العلمي بالقيام بإجراء تقييمات علمية لحالة استنفاد الأوزون كل أربع سنوات بالضبط، لأننا نتوقع استمرارية ظهور معلومات جديدة كهذه. يتم حالياً إجراء أحد هذه المراجعات وسيتم نشرها أواخر هذا العام.
وفِي حالة كانت هناك نشاطات صناعية هي السبب في هذا الانخفاض في الجزء السفلي من طبقة الغلاف الجوي (الستراتوسفير) فيمكن للدول الأعضاء لبروتوكول مونتريال تعديل المعاهدة للتصدي لهذه المخاطر الجديدة. وقد قاموا بذلك في عام ٢٠١٦ للتخلص تدريجيا من استخدام كربونات الهيدروفلور -المبردات المستخدمة في أجهزة التكييف والثلاجات والتي تبين أنها غازات دفيئة قوية جداً.
تتغير مستويات الأوزون بشكل طبيعي من سنة لأخرى، لذا يحتاج العلماء إلى متابعة البيانات لمدة طويلة من الزمن لاستخلاص نتائج إحصائية. وقد تم الاعتراف منذ مدة بإمكانية تأثير غازات البرومين والكلورين قصيرة الأمد على طبقة الأوزون. وقد قام العلماء في الآونة الأخيرة بقياس تركيزات ثنائي كلورو الميثان في الغلاف الجوي – وهو عبارة عن سائل يستخدم بشكل واسع كمذيب- وتوصلوا إلى أنها ستكون مشكلة محتملة في حال استمرت في التزايد.
كما أن الاتجاهات الإحصائية لانبعاثات هذه المركبات غير أكيدة، ولكن بعض النتائج الجديدة تتوقع عدم ازدياد هذه الانبعاثات بنفس وتيرة السرعة التي كانت تزيد فيها خلال السنوات القليلة الماضية.
لا، لم يجدوا أية تغيرات حيث قاموا باختبار تغيرات الأوزون على بعد ٦٠ درجة من خط الاستواء بعيدا عن القطب الجنوبي. لا نتوقع أن تؤثر انبعاثات المواد قصيرة الأمد بشكل ملحوظ على طبقة الأوزون إلا في حالة زيادتها بشكل كبير وهو ما يعطينا سببا آخر لإبقاء أعيننا مفتوحة على هذه الانبعاثات.
لا بالطبع، بل تزيد ثقتي به.
في أي اتفاقية بيئية سواءً كانت لمعالجة استنفاد الأوزون أو الأمطار الحمضية أو التغير المناخي أو أي مشكلة أخرى، من المهم جدا أن تكون متيقظا خلال “مرحلة المسائلة”- وهي فترة ما بعد اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة وقبل توقع النتائج المستهدفة- وكلي ثقة بأنه في حالة استدعت الاكتشافات العلمية فإن دول بروتوكول مونتريال ستواصل اتخاذ الإجراءات وأن حفيداتي سيشهدن الْيوم الذي نقضي فيه على ثقب الأوزون. وفِي الوقت الحالي يعد يوم الأرض وقتا مناسبا للاحتفال ببروتوكول مونتريال.
ترجمة: غادة اللحيدان.
Twitter @ghadoo7
مراجعة: عبد اللطيف الرباح
Twitter @al3lm
المصدر:
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً