العدو الداخلي: البكتيريا المعوية تتسبب في أمراض المناعة الذاتية

31 أغسطس , 2018

الملخص

توصل فريق بحث جامعة وييل الإمريكية بوجود بكتيريا في أمعاء مرضى المناعة الذاتية المزمنة تسمى بالبكتيريا المعوية الدجاجية وكحل علاجي يتم اعطاء لقاحات ومضادات حيوية لإيقاف هذا النوع من البكتيريا.

وجد باحثون من جامعة ييل في دراسة حديثة أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة لدى الفئران والبشر تستطيع أن تنتقل إلى أعضاء أخرى وتحفز استجابة المناعة الذاتية، كذلك العكس فإنه يُمكن كبت تفاعل المناعة الذاتي باستخدام مضاد حيوي أو لقاح مصمم لاستهداف هذه البكتيريا.

 

وقال الباحثون إن النتائج التي نشرت في مجلة “ساينس” توحي بأساليب جديدة واعدة لعلاج أمراض المناعة الذاتية المزمنة مثل مرض الذئبة الحمراء ومرض الكبد المناعي الذاتي، وقد تم ربط البكتيريا المعوية بمجموعة من الأمراض بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية التي تتميز بهجوم نظام المناعة على الأنسجة السليمة، ولإلقاء الضوء على هذا الرابط ركز الفريق البحثي في ​​جامعة ييل على البكتيريا المعوية الدجاجية “Enterococcus Gallinarum” وهي نوع من البكتيريا التي إكتشفوا بأنها قادرة على الانتقال التلقائي خارج الأمعاء إلى الغدد الليمفاوية والكبد والطحال.

 

كما لاحظ الباحثون أن البكتيريا المعوية الدجاجية الموجودة في نماذج من الفئران الحساسة وراثيًا  قد بدأت في إنتاج الأجسام المضادة الذاتية في الأنسجة خارج القناة الهضمية والتسبب بالالتهابات وهي من السمات المميزة لإستجابة المناعة الذاتية وأكدوا أنها هي نفس آلية الالتهاب في خلايا الكبد التي تم اختبارها من الأشخاص الأصحاء، وأكدوا وجود هذه البكتيريا في أكباد المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية.

 

ومن خلال المزيد من التجارب وجد فريق البحث أنه بالإمكان قمع المناعة الذاتية في الفئران بمضاد حيوي أو لقاح يستهدف البكتيريا المعوية الدجاجية، ومن خلال أيّ من الطريقتين تمكن الباحثون من كبح نمو البكتيريا في الأنسجة وكبت آثارها على جهاز المناعة.

 

فقد قال الباحث الرئيسي المشارك في البحث د/ مارتن كريغل: “عندما أغلقنا الطريق المؤدي إلى الالتهاب إستطعنا عكس تأثير هذه البكتيريا على المناعة الذاتية”. وأضاف: “كان استخدام اللقاح ضد البكتيريا المعوية الدجاجية هي الطريقة المحددة؛ لأن اللقاحات المضادة للبكتيريا الأخرى التي فحصناها لم تمنع الوفيات وتحافظ على حصانة المناعة الذاتية” فيتم إعطاء هذا اللقاح عن طريق الحقن في العضلات لتجنب استهداف البكتيريا الأخرى الموجودة في القناة الهضمية.

 

وبينما يخطط د/ كريغل وزملاؤه لمزيد من الأبحاث حول البكتيريا المعوية الدجاجية وآلياتها في التسبب بالأمراض كانت النتائج ذات صلة بمرض الذئبة الحمراء ومرض الكبد المناعي الذاتي، حيث يقول: “العلاج بالمضادات الحيوية والطرق الأخرى كالتطعيم هي أساليب واعدة لتحسين حياة المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية”.

 

وقد تم دعم هذا العمل بعدة مِنح من معاهد الصحة الوطنية ومركز أبحاث الأمراض الروماتيزمية في جامعة ييل ومركز ييل للكبد وأبحاث صحة المرأة في جامعة ييل ومركز أوبراين في جامعة ييل ومؤسسة أبحاث التهاب المفاصل الوطنية ومؤسسة التهاب المفاصل وتحالف أبحاث الذئبة الحمراء. ويحمل الباحثان سيلفيو فييرا ومارتن كريغل براءة اختراع تتعلق بهذا الاكتشاف لعلاج أمراض المناعة الذاتية عن طريق استهداف بكتيريا الأمعاء.

 

ترجمة: أبرار مغربي

Twitter @A__Ma14

مراجعة: لمياء القحيز

Twitter @translator_l

المصدر:

Yale News

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!