لماذا يشبه بعض الأشخاص أسماؤهم؟

12 أبريل , 2019

 

 

ملخص:

دراسة جديدة حول إذا ما كانت أسماء الأشخاص تناسبهم وهل تؤثر ملامح الوجه وتسريحة الشعر على فرصة تخمين اسم الشخص من أول لقاء، هل من الممكن للأسماء التي اختارها الآخرون أن تؤثر على الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا؟

 

إذا وجدشبه سو” أو “إنه لا يبدو كـ بوب” فهذه دراسة جديدة ستجعلك تستعيد غرائزك حول إذا ما كانت أسماء الأشخاص تناسبهم، في الحقيقة يقوم الناس عادةً بقول ” الأشخاص يبدون كأسمائهم” خاصةً الأشخاص الذين يحملون اسم توم أو فيرونيك وهذا ما يشير إليه البحث.

 

في هذه الدراسة وجد الباحثوت نفسك تفكر بـ ” إنها تن أن بإمكان الناس مطابقة أسماء الأشخاص بوجوه لم يروها بشكل صحيح بمعدل أعلى من المتوقع صدفةً طبقاً لدراسة جديدة. في تجربتين تضمنت 185 مشاركاً في إسرائيل وفرنسا عُرضت عليهم 25 صورة ملونة لأشخاص غرباء وقد طلب منهم الباحثون تخمين اسم الشخص من قائمة تحتوي على من 4 إلى 5 أسماء محتملة.

 

على سبيل المثال: مشارك قد عرضت عليه صورة لوجه شخص غريب وقد أعطي 4 أسماء ليختار منها، إذاً فهو لديه نسبة 25% لتكون إجابته صحيحة باختيار الاسم الصحيح، لكن في الدراسة 70 مشاركاً من إسرائيل قد طابقوا الاسم الصحيح للشخص بنسبة 30% من أول مرة وعندما تم تكرار تجربة مماثلة في فرنسا مع 115 مشاركاً وجدوا أنهم قد طابقوا الأسماء مع الوجوه بنسبة 40% من أول مرة.

 

ماهي الأسماء التي كان من السهل ربطها بوجه صاحبها؟ وجدت الدراسة أن المشاركين الفرنسيين بإمكانهم التعرف وبدقة على اسم فيرونيك بنسبة 80% من أول مرة، بينما المشاركون الإسرائيليون بإمكانهم تمييز توم بدقة أكثر بنسبة 52% من أول مرة.

 

وقد قالت باحثة الدراسة يونات زويبنر الذي أجرت البحث كمرشحة للدكتوراه في الجامعة العبرية في القدس أن القدرة على ربط الاسم بالوجه يتطلب وجود صورة نمطية للاسم، فعندما يحاول الأشخاص ربط الاسم مع صورة الوجه فإنه من الممكن أن يستخدموا المعلومات الشخصية والاجتماعية والتاريخية ليحصلوا على بعض الأدلة، هذه النتائج توصلت إليها زويبنر مع زملائها وقد كتبتها في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي وذلك في يوم 27 فبراير.

 

الأسماء والوجوه

وقد وجدت الدراسة أيضاً أن تسريحات شعر الناس تلعب دوراً هاماً في تحديد مدى سهولة تخمين الأسماء بشكل صحيح، في إحدى التجارب قام الباحثون بتغيير بعض الصور بواسطة الفوتوشوب حيث أظهر القليل منهم عنقهم وأذنهم وتسريحة شعرهم بشكل واضح بينما ملامح وجههم قد غممت، وفي السيناريو الثاني كانت ملامح الوجه – مثل العينين والأنف والفم والخدين – واضحة فقط وتمت إزالة تسريحة الشعر والرقبة، وأظهرت مجموعة ثالثة من الصور صورة الوجه كاملة، بما في ذلك الشعر وملامح الوجه. أظهرت النتائج أن المشاركين قد طابقوا الاسم مع الوجه بمتوسط ما نسبته 36% من أول مرة عندما عرضت على المشاركين صوراً لوجه الأشخاص بالكامل، و33% عندما كانت تسريحة الشعر واضحة، وعندما عرضت عليهم ملامح الوجه فقط فكانت النسبة 30 %.

 

من الممكن أن يميل الناس إلى اختيار تسريحة الشعر التي تلائم الصورة النمطية لأسمائهم، هذا ما قالته زويبنر لمدونة العلوم الحية. وقد كشفت النتائج الإجمالية خلال تجربة من 8 تجارب أن المشاركين كانوا قادرين على مطابقة أفضل للوجوه والأسماء عندما تكون الوجوه التي عرضت عليهم قد أتت من بيئتهم وثقافتهم. فلم يتمكن المشاركون في الدراسة الفرنسية من مطابقة الأسماء والوجوه الإسرائيلية على مستوى أعلى من الفرصة العشوائية، وقد لوحظ هذا التأثير نفسه عندما طلب من المشاركين الإسرائيليين مطابقة الأسماء والوجوه الفرنسية. وقال الباحثون أن معرفة الأسماء والوجوه المحلية من خلال التعرض المتكرر لها قد يساعد الناس على تطوير القدرة على معرفة ملامح وجه الشخص بصورة صحيحة وربطه بالاسم. لكن ليس الناس هم الوحيدون القادرون على ذلك فطبقاً للدراسة فإن الحاسوب يمكنه فعل ذلك أيضاً.

 

فقد طور الباحثون خوارزمية تعلم حيث تقوم بتعليم الحاسوب بأن يطابق 94000 وجه مع الاسم الخاص به بعد ذلك تم تقديم صورة وجه جديد واسمين محتملين للكمبيوتر، حيث أن التخمين العشوائي كان ليعطي الحاسوب نسبة 50% ليكون دقيقًا ولكن الحاسوب المدرب قد أظهر دقة تتراوح ما بين 54% إلى 64% عند تخمين الاسم.

 

تقول زويبنر أن النتائج تدعم بشدة الفكرة السائدة بأن هنالك فعلاً ارتباط بين ملامح الوجه وأسماء معينة، بالإضافة إلى أن الأسماء التي يختارها الآخرون لنا من الممكن أن تؤثر على الطريقة التي ينظر بها الناس بناءًا على التفاعلات بين المجتمع.

 

وتشتبه زويبنر بالنبوءة ذاتية التحقق أو الفكرة التي تقول إذا توقع بعض الناس الحصول على شيء معين من شخص ما فإن ذلك الشخص قد يحقق تلك التوقعات في نهاية المطاف وقد يكون هذا التفسير المحتمل لتأثير مطابقة الاسم بالوجه، فعلى سبيل المثال: إذا كان المجتمع يفترض أن الأشخاص الذين يحملون اسم كاثرين يتشاركون صورة نمطية بما في ذلك الصفات التي تستند إلى مظهرها، عندها سيتفاعل الناس مع تلك المرأة التي اسمها كاثرين بالطريقة التي تطابق الصورة النمطية لاسمها، كنتيجة لذلك ومع مرور الوقت ستصبح الفتيات اللاتي يحملن اسم كاثرين أكثر وأكثر شبهاً من كاثرين المُتوقع أن تكون مما أدى إلى “المظهر المطابق المحدد”.

المصدر:

Live Science

ترجمة: نوف الرشيدي

Twitter: @Noufalreshedi

مراجعة: ندى محمود

Twitter: @NaduSid


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!