الفوسفين..الغاز القاتل

الفوسفين..الغاز القاتل

3 مارس , 2014

هيدر2 موقع جديد copy

آلمتنا كثيراً الحادثة التي تسببت في مقتل عدد من الأنفس الزكية بسبب الإهمال و اللا مسؤولية في استخدام غاز الفوسفين الخطير ، ندرج هنا بعض المعلومات الكيميائية و الطبية التي تساعدكم على التعرف أكثر على هذا الغاز السام و تجنب أخطاره .

يقبل الناس على “الفوسفين” لما سمعوا عن فعاليته الكبيرة في إبادة الحشرات والقوارض، غير مدركين لأثره الخطير على صحة البشر  و سهولة انتشاره واحتمال وصول أضراره إلى الجميع.

تحضيره:

يتم تحضير الفوسفين بفعل قاعدة قوية أو الماء الساخن على الفوسفور الأبيض، أو من خلال تفاعل الماء مع فوسفيد المغنيسيوم أو الألمونيوم (Mg3P2) أو (AIP) .

Mg3P2 + 6H2O→ 2PH3^ + 3Mg(OH)2

AIP + 3H2O → PH3^ + Al(OH)3

نلاحظ من خلال المعادلة أن مادة ” فوسفيد الألمنيوم” عند تعرضها للرطوبة ينتج “الفوسفين” الغاز القاتل ، وهو ينتشر بسهولة في كل مكان ويكفي غرام واحد منه لقتل طفل على الأقل.

 من الناحية الطبية فإن مركب غاز الفوسفين معروف بسميته و تسببه بالكثير من الوفيات على مستوى العالم. تكمن خطورة الغاز بأنه عديم اللون و الطعم و الرائحة – و لكن مع اختلاطه بالهواء تصبح له رائحة شبيهه بالثوم أو السمك المتعفن – مما يجعل من الصعب كشفه أو الانتباه له.

غاز الفوسفين لا يسبب خطرًا كبيرًا على الإنسان عند ملامسته للجلد و العينين، لكنه يتسلل من خلال الجهاز التنفسي و يذوب في السوائل الرئوية و ينتشر مع الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم ليقوم بتثبيط إنتاج البروتينات و يسبب خللاً كبيراً في عمل الخلايا. غالبًا ما تبدأ أعراض التسمم بعد ساعات من التعرض له و يمكن تقسيم الأعراض إلى التالي:

الجهاز الهضمي: يُصاب المريض بالغثيان و الاستفراغ مع الإسهال في بعض الحالات.

الجهاز التنفسي: يُصاب المريض بصعوبة في التنفس بسبب تجمع السوائل في أنسجة الرئة كما أن المريض يُصاب بكُحة شديدة مع بلغم أخضر فسفوري (عند الجرعات العالية ) .

الجهاز الدوري الدموي: يُصاب المريض بانخفاض شديد في الضغط لا يستجيب عادة للأدوية و كذلك ضعف حاد في عمل عضلة القلب مع حصول اضطرابات مميتة في نبض القلب.

الجهاز العصبي: يُصاب المريض بالخمول و التعب الشديد و فقد التوازن و الإحساس و أحيانا تشنجات.

الإسعافات الأولية :

١- ابدأ أولًا بحماية نفسك من الخطر و ذلك بلبس كمامة واقية (إن وجد) أو محاولة التكمم لتجنب استنشاق الغاز، أيضًا ضع قفازات قبل ملامسة المريض لأن جلد المصاب و ملابسه تكون مشبعة بالغاز و تطلقه في الهواء.

٢- أبعد المصاب عن منطقة الخطر فوراً و اتصل فورا بالإسعاف (٩٩٧) لأخذ المريض للمستشفى.

٣- انزع ملابس الشخص المصاب قدر الحاجة و ضع ملابسهُ الملوثة في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق .

٤- ينبغي غسل جلد المصاب بالماء الدافئ و الصابون لإزالة الغاز العالق بالجلد و تقليل خطره ، ينبغي الحذر من جرح الجلد و تجنب القوة في تنظيفه .

٥- قم بتغطية المصاب بملابس و أردية نظيفة لمنع الإصابة بفقدان الحرارة و فقدان السوائل .

٦- إذا لم يصلك الإسعاف أو تحسنت حالة المريض ظاهرياً فإنه ينبغي لك أخذه للمستشفى دون إبطاء .

أخيراً.. تبقى الأربع و عشرين ساعة الأولى أكثر الأوقات خطورة على حياة المريض ، و للأسف لا يوجد مضاد للتسمم معروف لهذا الغاز حتى الآن ، كل هذا يدل بشكل قاطع على أن الوقاية من هذه المادة المميتة و التشديد على من يستخدمها بغير  وعي هو خير علاج لحماية أرواح الأبرياء ، دمتم بأتم الصحة.

كل المواد سامة , الجرعة المناسبة هي التي تفرق بين السم والعلاج 

باراسيليوس

المراجع:

  Centers of disease control and prevention

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!