سكري الحمل: أعراضه أسبابه ومضاعفاته

سكري الحمل: أعراضه أسبابه ومضاعفاته

1 مايو , 2017

سكري الحمل يعتبر نوع من أنواع مرض السكري الذي يظهر،أو يتم تشخيصه خلال فترة الحمل. أعراض سكر الحمل تكون مثل أعراض أي نوع من أنواع السكري و التي تتضمن ارتفاع في نسبة السكر في الدم. في اغلب الأحيان يكون سكر الحمل مرض مؤقت يحدث تقريباً في الشهر السادس من الحمل و يزول بعد الولادة.

يقول بروفيسور طب النساء و الولادة في المركز الطبي لجامعة روشيستر الدكتور كريستوفر جلانتسأنه “حتى إذا تلقت المرأة علاج لإبقاء سكر الدم تحت السيطرة خلال فترة حملها عادة ينخفض السكر إلى المستوى الطبيعي بعد يوم الولادة”. لكن حسب المعاهد الوطنية للصحة(NIH) يجب بعد الولادة متابعة أولئك النساء اللاتيأصبن بسكر الحمل؛ لأنهن أكثر عرضة للإصابة بالسكر في مراحل لاحقة من حياتهن.

وجدت دراسة أجريت عام 2014 في مراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها أن نسبة ظهور سكر الحمل عند النساء الحوامل تتراوح مابين 4 -9% في الولايات المتحدة الأمريكية و حسب مسيرة الدايمات و هي (مؤسسة غير ربحية في الولايات المتحدة تعمل لتحسين صحة الأمهات و الأطفال) فإن سكر الحمل يحدث أكثر عند فئات عرقية معينة تشمل الأمريكيات ذوات العروق الأفريقية و الهندية و الأسيوية , و ذوات البشرة البيضاء, و النساءالتي  تنحدر  أصولهن من جزر المحيط الهادئ.

 

الأعراض:

حسب المعاهد الوطنية للصحة(NIH)لا تعاني المرأة المصابة بسكر الحمل عادة منآي أعراض, أو قد لا  تكون الأعراض قوية أو مهددة للحياة و غالباً ما تكون هذه الأعراض متعلقة بالمستوى الغير طبيعي للسكر في الدم و يمكن أن تشمل الإعياء و العطش الشديد و كثرة التبول.

 

الأسباب:

يقول الدكتور جلانتس انه تحدث تغيرات في جسم الأم خلال فترة الحمل مما يزيد من وفرة السكر للجنين وأحد هذه التغيرات هي أن المشيمة تنتج هرمون يتعارض مع عمل هرمون الأنسولين(هرمون يساعد السكر على الخروج من مجرى الدم و الدخول إلى الخلايا) وهذا يعني أن السكر في دم الأم الحامل يكون أقل قدرة للدخول إلى خلاياها مما يؤدي إلى زيادة مستوى سكر دم الأمو عادة يتشارك الجنين هذا السكر الزائد لذلك تكون النتيجة الصافية هي أن مستوى سكر دم الأم يعود كما كان, لكن عند بعض النساء قد تفرز المشيمة الكثير من الهرمونات التي تعرقل عمل الأنسولين و هذا يؤدي إلى ارتفاع في سكر دم الأم و إذا كانت مستويات سكر الدم أعلى من المستوى الطبيعي فإنهيعتبر مرض سكري الحمل.

ويقول الدكتور أيضاً أنه قد تعاني بعض النساء من مرحلة ما قبل السكري(وهي حالة تحدث عندما تكون مستويات سكر الدم أعلى من الطبيعي–بسبب السمنة مثلا- لكن ليست مرتفعة بشكل كاف لتعتبر مرض السكري) قبل أن تصبح حاملاً و تتفاقم هذه الحالة عند الحمل مما يؤدي إلى سكري الحمل, أو قد يكونالبعض الأخر من النساء مصابا بالسكري قبل الحمل لكن لم يتم تشخيصه إلا بعد ذلك.

قد تؤدي التغيرات في مستويات هرمونيّ الاستروجين و البروجستيرون خلال فترة الحمل إلى تعطيل توازن الجلوكوز و الأنسولين في الجسم

 

عوامل الخطر:

حسب المعهد الوطني للسكري و الجهاز الهضمي و أمراض الكلى(NIDDK) فإن عوامل الخطر تتضمن:

  • السمنة أو الوزن الزائد.
  • الإصابة بمرحلة ما قبل السكري.
  • الولادة السابقة لطفل يزن أكثر من 4.08 كيلوجرام.
  • إصابة احد أفراد العائلة بالسكري.
  • الإصابة السابقة بسكري الحمل.

 

التشخيص:

حسب المعاهد الوطنية للصحة (NIH) فحوصات سكري الحمل تتم عادة في حوالي الأسبوع ال24 وحتى الأسبوع ال28 من فترة الحمل لكن بعض الحوامل قد يتم فحصهن مبكراً إذا كن أكثر عرضة للإصابة به.

تخضع الحامل أولا لاختبار تحدي الجلوكوز حيث تشرب محلول سكر و من ثم يفحص مستوى سكر الدم لديها بعد ساعة من ذلك فإذا كان سكر دمها مرتفع عن المستوى الطبيعي فسوف تخضع لفحص آخر يسمى اختبار تحمل الجلوكوز.

للاستعداد لاختبار تحمل الجلوكوز ستحتاج الأم للصيام لفترة تتراوح مابين 8 إلى 14 ساعة قبل زيارة طبيبتها. قبل أن تخضع الأم لاختبار تحمل الجلوكوز يتم سحب عينه من دمها و بعد ذلك يتم سحب عينةأخرى بعد ساعتين من  تناولها لمحلول ذو نسبة جلوكوز عالية و ذلك لقياس مدى تغير جلوكوز الدم و مستوى الأنسولين لديها.

إذا تم تشخيص المرأة بالإصابة بسكري الحمل سوف يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز مره أخرى بعد حوالي 6 إلى 12 أسبوعا بعد الولادة و مرة أخرى كل سنة إلى ثلاثة سنوات للتأكد من أن السكر عاد إلى المستوى الطبيعي.

المضاعفات:

حسب مركز السيطرة على الأمراض(CDC) من الممكن أن يؤدي الارتفاع الغير طبيعي لمستوى الجلوكوز في الدم إلى حصول الجنين على الكثير من الجلوكوز مما يؤدي إلى النمو المفرط للجنين و إذا لم يتم معالجة سكري الحمل فقد يكون حجم الطفل كبير عند الولادة و ولادة طفل كبير يزن 4 كيلوجرام أو أكثر قد يودي إلى صدمة الولادة للأم و التي قد تحتاج إلى ولادة قيصرية.

قال الدكتور جلانتس “قد ترغبين بأن يكون طفلك اسمن بقليل من الوزن الطبيعي لكن لن يعجبك هذا وقت الولادة”

حسب المعهد الوطني للسكري و الجهاز الهضمي و أمراض الكلى(NIDDK)يكون الطفل بعد الولادة معرض لخطر الإصابة بانخفاض سكر الدم و متلازمة الضيق التنفسية و اليرقان علاوة على ذلك فقد ذكر الدكتور جلانتسأنه قد يواجه الطفل خطر الإصابة بالسمنة و السكري و غيرها لاحقاً.

و حتى إذا زال سكري الحمل بعد الولادة فأن الأم تكون أكثر عرضةللإصابة بسكري النوع الثاني بنسبة 60% ؛ لذلكلابد من إجراء الفحوصات الدورية و أن تلتزم بنظام غذائي و نمط حياة صحي.

 

العلاج:

ذكر الدكتور جلانتسأن الخطوة الأولى للسيطرة على سكري الحمل هي أن تزور المريضة أخصائية تغذية لمعرفة ما إذا كان نظامها الغذائي يمكن تعديله لخفض مستوى السكر في الدم و إن من الممكن للنشاطات البدنية أن تساعد في ذلك أيضا.لكن إذا لم تستطع المريضة أن تسيطر على مستوى سكر دمها بالطريقتين السابقتين فقد تحتاج إذاً إلى اخذ أدوية لخفض مستوى السكر و في بعض الحالات قد تضطر إلى حقن الأنسولين بشكل يومي.

 

 

ترجمة: منى البطاح

التدقيق والمراجعة تحت إشراف د. ميسون المقبل

استشارية طب الأجنة و حمل شديد الخطورة

 

 

المصدر:

Live Science

 

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!