القردة تستطيع الحديث مثل البشر

14 يناير , 2017

ترجم بواسطة:

لبنى الفهيد

%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d8%b7%d9%8a%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b4%d8%b1

ليس هناك شكٌ بأن الثدييات غير البشرية، مثل الغوريلا كوكو، ذكية جدًا. فكوكو، على سبيل المثال، تستخدم لغة الإشارة لتتواصل مع البشر، حيث أنها تخبرهم بحبها للقطط الصغيرة اللطيفة. وعلى الرغم من قدرتها على ذلك، إلا أنها تُعتبر من النوع القوي الصامت، فهي لا تستطيع أن تنطق بكلمة.
الأبحاث الجديدة التي نُشرت في مجلة العلوم، تشير إلى أن الكائنات غير البشرية، بما فيها القردة، لديها حبال صوتية قريبة من تلك التي لدى الإنسان، مما يساعدها على الحديث بذكاء كما البشر تمامًا. هذا الاكتشاف ينفي نظرية لازمتنا طويلًا، وهي أن القردة بأنواعها مثل الغوريلا والشمبانزي وما شابه ذلك لا يتحدثون كما نفعل؛ لأنهم غير قادرين على خلق الأصوات المطلوبة.
“أتمنى أن تُبدد هذه البيانات الجديدة أسطورة واسعة الانتشار، بأن القردة لا تستطيع التحدث بسبب القيود الخَلقية بالنظر إلى أحبالهم الصوتية” كما ذكر المؤلف الرئيسي، تيكومسيه فيتش، من قسم الأحياء المعرفية في جامعة فيينا.
ولتأكيد ذلك قام فيتش، بارت دي بوير، ونيل ماثور بالتحقيق في نطاق من حركات الحبال الصوتية التي يمكن للحيوانات أن تقوم بها. وباستخدام مقاطع مرئية للأشعة السينية، قاموا بتتبع تحركات لسان المكاك (نوع من أنواع القردة القديمة)، وشفتاه وحنجرته وغير ذلك أثناء قيامه بالأكل وإصدار الأصوات وتغيير تعابير وجهه. بعد ذلك استخدم الباحثون هذه الأشعة السينية أيضاً لبناء نموذج حاسوبي للنظام الصوتي عند القردة، وهذا ما سمح بالإجابة على تساؤلهم: كيف سيكون صوت القردة، حين يتحكم بهم عقل بشري؟

يعتقد فيتش أنه من غير الممكن تعليم الكائنات غير البشرية الكلام، إلا أن ذلك قد يكون ممكنًا –مستقبلًا- عن طريق الهندسة الوراثية.

يقول لوري سانتوس، أستاذ علم النفس في جامعة ييل: ” ستُفتح أبواب جديدة من أجل العثور على دليل تفرد قدرة البشر على الكلام”.
من ناحية أخرى، كونستانس سكارف -وهي أستاذة في قسم سلوك الحيوان في جامعة برلين الحرة-  تشير إلى أن الإنسان عادة ما يقلل من قدرة الحيوانات على التحدث. فالببغاوات مثلا لها قدرة على التحدث بشكل ما ولكننا غالبًا لا نعير ذلك أي اهتمام.
وذكرت سكارف للباحثين بأنها سعيدة بدراستها الجديدة لأنها استطاعت أن تثبت بأن عدم قدرة قرود المكاك على التحدث ليس سببه عدم مناسبة جهازها الصوتي. فقد رجحت سكارف بأن سبب ذلك يعود إلى أن القردة لا تملك نفس المناطق والوصلات العصبية التي يملكها البشر.

وسرعان ما أضافت بأن هناك طرق أخرى يمكن تصورها لمساعدة الحيوانات على الكلام. حيث أشارت إلى أن الببغاوات والفيلة إما تستخدم مناطق مختلفة في الدماغ تساعدها على الحديث، أو أن لديها أنظمة مجهولة.
وأكملت حديثها قائلة: “لقد أثبتت العديد من التجارب بأن الحيوانات قد لا تفعل أشياء في ظل الظروف الطبيعية، بل هي قادرة على القيام بها عند مدربين مختصين، مثل المدربين المختصين بتدريب أسود البحر والببغاوات”.

“إنني أعي أن الأدلة الحالية تُظهر أن قرود المكاك لا تملك الجهاز العصبي الذي يساعدها على الحديث. وعلى الرغم من ذلك، فإنني أعتقد أننا لا نعرف ما يكفي عن كل مناطق العقل لدى المكاك التي يمكن أن تنتج الأصوات بطريقة تشبه خطاب الإنسان”.

ترجمة: لبنى الفهيد

مراجعة: هديل المطيري

المصدر:

Seeker


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!