الفيروسات التسعة الأكثر فتكًا على الأرض

12 يناير , 2017

%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b3%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d9%81%d8%aa%d9%83%d9%8b%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a3

الفيروسات التسعة الأكثر فتكًا على الأرض

الأمراض المميتة:

كافح الناس الفيروسات من قبل أن يتطور جنسنا البشري إلى شكله الحديث. وبالنسبة لبعض الأمراض الفيروسية، فإن اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات قد مكنتنا من منع انتشار الأمراض على نطاقٍ واسع، وساعدت المرضى على التعافي. أما بالنسبة لمرض الجدري فقد تمكنا من استئصاله مخلِّصين العالم من ظهور حالات جديدة منه.

إن تفشي إيبولا المجتاح لأفريقيا الغربية حاليًا يوضح بأننا على مسافة كبيرة من كسب النزال ضد الفيروسات. فالسلالة الموجهة للوباء الحالي” إيبولا زائير ” تقتل نحو 90% من الأشخاص الذين تصيبهم مما يجعلها العضو الأكثر فتكًا من عائلة الإيبولا. وقد قالت إلك مالبيرغر – مختصة بفيروس الإيبولا وأستاذ مشارك لعلم الأحياء الدقيقة بجامعة بوسطن – : ” لا شيء يمكنه أن يكون أسوأ من الإيبولا “.

و هناك فيروسات أخرى قد تكون مساوية لها في الإماتة وأخرى أكثر فتكًا منها. هنا سوف نذكر أسوأ تسعة فتكًا وفقًا لنسبة وفاة الشخص إذا أصيب بأحدها والأعداد المجردة للوفيات وما إذا كانت تمثل تهديدًا ناميًا.

%d9%a2

فيروس ماربورغ

تعرَّف العلماء على فيروس ماربورغ في عام 1967 م عندما ظهرت تفشيات صغيرة بين عمال مختبرات في ألمانيا تعرضوا لقردة مصابة بالفيروس تم استيرادها من أوغندا. ويشبه فيروس ماربورغ  الإيبولا في أن كليهما يسبب حمى نزفية (حرارة مرتفعة ونزيف من سائر الجسم يؤدي إلى صدمة) وفشل عضوي ووفاة.

كان معدل الوفاة في التفشي الأول 25% ، إلا أن هذا المعدل كان أكثر من 80% في تفشي العامين 1998- 2000 م في الجمهورية الديمقراطية للكونغو، وكذلك في تفشي 2005 بأنجولا، طبقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

%d9%a3

فيروس إيبولا

أول تفشيات فيروس الإيبولا أصابت الإنسان في السودان والجمهورية الديمقراطية للكونغو في عام 1976م. يتم نشر الفيروس من خلال الاتصال المباشر بدم الأشخاص أو الحيوانات المصابة أو سوائل أجسامها أو أنسجتها، وقالت مالبيرغر: ” أن السلالات المعروفة تتباين وبشدة في إماتتها “.

فإحدى السلالات (إيبولاريستون) لا تشعر الشخص حتى بأنه مريض، ولكن بالنسبة لسلالة (إيبولا بنديبوقيو) فإن معدل وفياتها حوالي 50% وقد يصل هذا المعدل إلى 71% في حالة سلالة السودان، طبقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

التفشي الجاري في أفريقيا الغربية بدأ في وقت مبكر من عام 2014م، ويعد الأكبر والأكثرتعقيدًا لمرض الإيبولا لحد الآن، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

%d9%a4

فيروس السعار (داء الكَلَب)

على الرغم من أن لقاحات السعار (داء الكَلَب) للحيوانات الأليفة، والتي تم إنتاجها (في العشرينات من القرن الماضي)، ساعدت في جعل هذا المرض نادر الحدوث إلى حدٍ كبير في العالم المتطور، إلا أن هذه الحالة بقيت مشكلة صعبة في الهند وأجزاء من أفريقيا.

وقد قالت مالبيرغر عن السعار: ” هذا المرض سيء للغاية، وهو يتلف الدماغ، لكننا نملك لقاحًا له ونملك أيضًا أجسامًا مضادة تعمل ضده، وعندما يتعرض إنسان للعض بواسطة حيوان مسعور نستطيع علاجه، ولكن إن لم يحصل على علاج مناسب فمن المؤكد موته بنسبة مئة بالمئة “.

%d9%a5

فيروس الإيدز

قد يكون فيروس الإيدز هو الفيروس الأكثر إماتة في عالمنا الحديث من بين جميع الفيروسات الأخرى، ولا يزال هذا الفيروس من اكثر الفيروسات فتكًا طبقًا لما قاله الدكتور أميش أدالجا – طبيب الأمراض المعدية ومتحدث الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية – ، ويُقدر أن حوالي 36 مليون من البشر لاقوا حتفهم نتيجة الإصابة بهذا الفيروس منذ التعرف عليه في بداية ثمانينيات القرن العشرين، وأن مرض الإيدز هو المرض المعدي الذي كلف البشرية أعلى ضريبة إلى الآن.

تم تصنيع عقاقير مضادة للفيروسات مكنت المصابين بالإيدز من العيش لسنين عدة، إلا أن هذا المرض لا يزال مستمرًا في تدميره للأقطار منخفضة ومتوسطة الدخل حيث تحدث 95% من حالات الإصابات الجديدة به وحوالي 1 من كل 20 شخص ناضج في أفريقيا تحت الصحراوية يُشخص موجبًا لمرض الإيدز طبقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) .

%d9%a6

فيروس الجدري

أعلنت جمعية الصحة العالمية خلو العالم من مرض الجدري في عام 1980م، بعد مكافحة الإنسان له لآلاف السنين، وبعد أن قتل منهم حوالي 1 من كل 3، أما الناجون منه فقد تركهم بندب عميقة ودائمة وعمى في الغالب.

كانت معدلات وفيات المصابين بهذا المرض أعلى كثيرًا في المجتمعات البشرية خارج أوروبا حيث كان الناس على ملامسة بسيطة بالفيروس قبل جلب الزائرين لهذا الفيروس لمناطقهم. فعلى سبيل المثال: يُقدر المؤرخون أن 90% من المجتمع الأمريكي الأصلي ماتوا من الجدري المجلوب إليهم بالمستكشفين الأوربيين، وفي القرن العشرين وحده قتل الجدري حوالي 300 مليون من البشر.

وكما قال أدالجا: ” كان الجدري عبئًا كبيرًا على كوكبنا الأرضي ليس في الموت الذي يسببه فقط، ولكن أيضًا تسببه بالعمى. وهذا ما حفز البشرية على استئصاله من على الأرض “.

%d9%a7

فيروس هانتا

حظيت المتلازمة الرئوية لفيروس هانتا (HPS) في البداية على اهتمام واسع النطاق بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1993 عندما مات شاب من الهنود الحمر (السكان الأصليين لأمريكا) وقد كان سليم الصحة وخطيبته القاطنين في منطقة الأركان الأربعة بالولايات المتحدة الأمريكية في غضون أيام من تطويرهما لضيق في التنفس. وبعد أشهر قليلة لاحقًا، تمكن خبراء الصحة من عزل فيروس هانتا من فأر حقل كان عائشًا في منزل أحد الناس المصابين. وهناك أكثر من 600 شخص مصاب بالمتلازمة الرئوية لفيروس هانتا الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وتوفي منهم حوال 36% من المرض طبقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

لا ينتقل هذا الفيروس من شخص لآخر، لكن الناس يصابون بالمرض من تعرضهم لروث الفئران المصابة. وفي السابق فيروس هانتا مختلف تسبب في تفشي في بداية الخمسينيات خلال الحرب الكورية وفقًا لورقة علمية نشرت في العام 2010 في مجلة مراجعات في علم الأحياء الدقيقة السريري. وقد أُصيب بهذا الفيروس أكثر من 3000 جندي توفي منهم حوالي 12%.

وفي حين أن هذا الفيروس يعتبر جديدًا على الطب الغربي عندما اكتشف في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الباحثين أدركوا لاحقًا أن الأعراف الطبية للهنود الحمر تصف علة مشابهة، وقد ربط هؤلاء الباحثون هذا المرض بالفئران.

%d9%a8

فيروس الإنفلونزا

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يصل معدل الوفيات إلى 500.000 شخص على مستوى العالم جرَّاء الإعياء خلال موسم الإنفلونزا النمطية. ولكن أحيانًا عندما تظهر سلالة جديدة من الإنفلونزا تكون نتائجها مدمرة وأسرع في نشر المرض مع معدلات وفيات أعلى غالبًا.

بدأت أكثر الإنفلونزا إماتة ووبائية (والتي تدعى أحيانًا بالإنفلونزا الإسبانية) في عام 1918م، وقد أصابت إلى ما يقارب 40% من سكان العالم، مما أسفر عن وفاة ما يقدر بخمسين مليون شخص.

وقد قالت مالبيرغر: ” أعتقد أنه من الممكن لشيء مشابه لتفشي إنفلونزا عام 1918 أن يحدث مرةً أخرى “، وكما قالت: ” إذا تمكنت سلالة إنفلونزا جديدة من إيجاد طريقها إلى المجتمع الإنساني، وإذا استطاعت الإنتقال بسهولة بين البشر، وإذا سببت لهم مرضًا شديدًا، فإننا سنواجه مشكلة كبيرة “.

%d9%a9

فيروس الضنك

ظهر فيروس الضنك لأول مرة في الخمسينيات من القرن العشرين في الفلبين وتايلاند، ومنذ ذلك الحين انتشر على طول المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية من الكرة الأرضية. يعيش الآن إلى حوالي 40% من سكان العالم في مناطق يستوطن فيها هذا الفيروس ، ومن المرجح أن ينتشر هذا المرض والبعوض الحامل له أكثر عندما يصبح العالم أكثر دفئًا.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يُصيب فيروس الضنك من 50 إلى 100 مليون شخص سنويًا. وعلى الرغم من أن معدل وفيات حمى الضنك يكون أقل من بعض الفيروسات الأخرى، إلا أن 2.5% من هذه الفيروسات تتسبب بمرض يشبه الإيبولا و يدعى حمى الضنك النزفية أو الوخيمة، ومعدل الوفيات في هذه الحالة قد يصل إلى 20% إن لم يعالج.

وقد قالت مالبيرغر: ” نحن في الحقيقة بحاجة للتفكير مليًا بخصوص فيروس الضنك، لأنه تهديد حقيقي لنا “. حاليًا ليس هناك لقاح حديث ضد الفيروس، لكن تم تطوير المحاولات سريرية للقاح تجريبي بواسطة شركة صناعة عقاقير فرنسية (سانوفي) ونتائجهم كانت واعدة.

%d9%a1%d9%a0

فيروس روتا

هناك لقاحان متوفران الآن لحماية الأطفال من فيروس روتا المسبب لحالات إسهال شديدة لدى الرُّضع والأطفال الصغار. وينتشر الفيروس بسرعة من خلال ما يسميه الباحثون بالطريقة الفمية البرازية والتي تعني أن جسيمات صغيرة من البراز التي ينتهي بها المطاف إلى جسم الإنسان.

وبالرغم من ندرة موت الأطفال في العالم المتقدم جرَّاء الإصابة بهذا الفيروس، إلا أن هذا المرض يكون قاتلاً في العالم النامي الذي لا تتوفر فيه علاجات تعويض سوائل الجسم التى تُفقد.

تُقدر منظمة الصحة العالمية أن 453.000 طفل ما دون الخامسة توفوا بعد إصابتهم بهذا الفيروس في عام 2008م على النطاق العالمي. إلا أن الأقطار التي قدمت اللقاح لمواطنيها سجلت انخفاضًا حادًا في حالات الوفيات ودخول المستشفيات على إثر الإصابة بفيروس روتا.

ترجمة: إسراء أبو طربوش

Twitter: @Esraa_f15

مراجعة: أحمد الحداد

المصدر: 

Live Science


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!