زيكا والدماغ

4 نوفمبر , 2016

%d8%b2%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%85%d8%a7%d8%ba

كيف لفيروس  مثل زيكا أن يخل بنمو  دماغ الجنين  ؟؟  لغز طويل المدى‫.

من خلال العناوين المنتشره يمكننا أن نقول أن زيكا هو الإيبولا الجديدفيروس  انتشر بسرعة في البلدان الدافئة، ونشر الخوف في جميع أنحاء العالم. بالطبع في الواقع زيكا أقل ضراوة من فيروس إيبولا. حيثما  ينتقل عن طريق  أنواع معينة من البعوض ، وعلى ما يبدو أيضا عن طريق الاتصال الجنسي، عادة لا يسبب الكثير من الضرر للبالغين في حال الإصابة لأن الغالبية العظمى من الاتهابات حميدة بحيث لا يتم حتى ملاحظتها وتميل إلى أن تكون خفيفة نسبيا: الحمى والطفح الجلدي، وآلام المفاصل والعضلات، والتهاب الملتحمة، والتي تخف عادة بعد بضعة أيام‫..‬

ومع ذلك، يُعتقد أن زيكا في بعض الحالات  يسبب تشوهات خطيرة اثناء الولادةوالإجهاض وموت الجنين داخل الرحموذلك عندما يصيب النساء الحوامل.  وأكثرها شيوعا حتى الآن  هو  صغر الرأس، حرفياانعدام الدماغ‫”‬، الأمر الذي يترك أطفال معاقين على قيد الحياة

لاحظ الأطباء وعلماء الأوبئة في أمريكا اللاتينية بعض الزيادات غير طبيعية في حالات صغر الرأس بين الأطفال حديثي الولادة، حيث كان انتشار زيكا الوبائي العام الماضي، ومن ثم  فقد أعلن عزل الفيروس من أدمغة الأجنة مع ‫“‬انعدام الدماغ‫”‬  حينما توفوا قبل ولادتهم‫.‬.

وبطبيعة الحال، قد أدى الانتشار الوبائي للفيروس إلى قلق عالمي بشكل واسع ‫.‬

وكانت بعض الإرشادات في أمريكا اللاتينية تنصح بعدم الإنجاب خلال تلك الفترة لإيقاف انتشار المرض وإلى حين التغلب على البعوض الناقل له‫.‬

نفس البعوض  ينتشر حاليا  غرب النيل – ‫“‬ فيروس التهاب الدماغ ‫“‬ الذي أودى بحياة أكثر من 300 في الولايات المتحدة في عام 2012.

والخبر السار هو أن العمل على لقاح زيكا جار بالفعل في أكثر من اثنتي عشرة شركة ومؤسسة في آن واحد

وأكد مسؤول كبير في المعاهد الوطنية الأمركية للصحة أن اللقاح من المفترض أن يكون جاهزا للتجارب السريرية في أوائل عام ٢٠١٧   

لكن ومع ذلك فإن الأنباء السيئة  أنه حتى لو سارت الأمور بشكل جيد مع كل هذه الجهود إلا أنه من غير المرجح أن يكون جاهزاً للاستخدام العام خلال السنوات الثلاث المقبلة‫..‬

فهم طبيعة المرض وكيف له أن يسبب ذلك النوع من التشوهات من أصعب المعضلات التي تواجه  العلماء حاليا لفهم كيفية نشوء المرض وتطوره لمعالجته،‫ والوصول إلى نموذج حيواني مناسب لاختبار النظريات لازال جاريا حاليا على الفئران ولكن لم تصل الى النموذج البشري الملائم.

في الوقت الراهن الكثير من الناس يريدون معرفة ما إذا كان من الممكن لتطوير نموذج الفأر زيكا

و  تطوير نموذج حيواني يمكن تطبيق النظريات عليه هو الأولوية الأولى  للمعهد الوطني للصحة في أمريكا

هل يصيب زيكا الخلايا الجذعية العصبية؟

أغلب الأعمال الحالية على فيروس زيكا مستمدة من أعمال العلماء السابقة على فيروس التضخم  العضوي (CMV)

حاليا وفي أمريكا إصابة الأمهات جدا عالية مما أدى الى ارتفاع نسبة حدوث أمراض منها ‫“‬انعدام الدماغ‫”‬ والصمم.

فيروس تضخم الأعضاء هو فيروس بنيته تعتمد على الحمض النووي  وهو من عائلة فيروس الهربس،

ينتشر عن طريق الالتصاق المباشر وممارسة الجنس، انتشر بشكل كبير بين الناس ولكن ظل لفترة طويلة غير قابل للتعرف عليه من خلال الجهاز المناعي في الجسم

وحين تصاب المرأة بهذا الفيروس لا يظهر عليها أي أعراض ولا يتم ظهور الفيروس في دمها بشكل كبير إلى أن يتم الحمل أو الإصابه بما قد يضعف المناعه.

الحمل بحد ذاته قد يكون سبب كافي لإضعاف مناعتها، ومن ثم يظهر الفيروس في دم المرأه الحامل بشكل كبير، ومن ثم ينتقل عبر المشيمه إلى الطفل وتحدث أعراضه الجانبية على الطفل من ضمور الدماغ خاصة عندما ينتقل إليه في الأوقات المهمه لتكون وبناء الدماغ والخلايا العصبيه في الأسبوع الـ ١٦ من الحمل

“النمو الطبيعي للدماغ يتطلب تحول الخلايا الجذعية العصبية الى خلايا بالغه ومن ثم انتقالها الى أماكن مختلفة من الدماغ لكي تنمو ولكن هذا لا يحدث عند الإصابة بهذا النوع من العدوى ‫“‬  كان ذلك تعليق مارك سكيليز من جامعة مينوسيتا

وذلك ينتج عنه دماغ ليس صغيرا فحسب وإنما لا يحتوي على البنية المميزه للدماغ البشري الطبيعي ويصبح مستوي الشكل ولا يحتوي على تعرجات الدماغ الطبيعي‫ ويحتوي أيضا  على ترسبات الكالسيوم كما هو الحال مع فيروس زيكا

طبيعة المرض تعزى الى إصابة الخلايا الجذعية العصبية مما يؤدي الى انعدام وظيفتها حتى مع عدم فقدانها مما يؤدي الى عدم تحولها الى خلايا وظيفية نافعة وعدم نموها مما ينتج عنه إعاقة في الحجم والوظيفة للخلايا الدماغية ونفس طبيعة المرض هذه يرجح حدوثها في مرض زيكا

ولفهم ذلك الان يعمل الباحثون للوصول الى نموذج حيواني يفسر لنا تلك الطبيعة على الفئران والخنازير المصابة

باحثون أشاروا الى أنه من الممكن حدوث ذلك عن تغير في الاشارات و النواقل التي تحمل سيالات بدورها تعمل على نمو الأعصاب وأن الخلل يكمن في تلك النواقل والسيالات عند الإصابة بالفيروس، وحاليا العمل على إثبات تلك النظرية جار وتم الربط بينه وبين التغييرات العصبية التي تحدث عند مرضى التوحد‫..

في دراسة حديثة على الفئران وجدو ان الناقل ‫IL7a ‬ له دور في ذلك‫..

وذلك من خلال ارتفاع مستوياته في دم الام الحامل والمصابة بتلك العدوى

وتثبيط عملياته لم يكن واضحا الى الان ولكن قد يكون ذلك ممكن بدراسة مستقبلاته في الدماغ

حاليا نعم من الجيد الوصول الى لقاح يمنع ظهور المرض ولكن عند اكتشافه سيتوقف الجميع عن البحث عن طبيعة المرض وكيفية حدوثه ويقل الاهتمام بهما ودعمهما مما يؤثر سلبا على فهمنا لطبيعة تأثير مثل هذه العدوى على خلايا الدماغ‫..‬”

 

الترجمة:‬ إيمان العيّاد

 

المصدر: مؤسسة دانا

 Brain Facts

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!