أربعة طرق لتصبح مريض أفضل

16 سبتمبر , 2016

ترجم بواسطة:

مها العقيل

%d8%a3%d8%b1%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%b7%d8%b1%d9%82-%d9%84%d8%aa%d8%b5%d8%a8%d8%ad-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d8%b6-%d8%a3%d9%81%d8%b6%d9%84

لقد بلغت الآن سن الأربعين، ومهما كنت في ما مضى جيدًا في الاهتمام بنفسي، في الغالب يجب علي زيادة معدل ذهابي لزيارة الطبيب كلما تقدمت في السن.

وذلك لوجود العديد من الفحوصات التي يتطلب إجراؤها في مرحلة منتصف العمر مثل: فحوصات تصوير الثدي بالأشعة السينية وعمل منظار القولون وما شابه ذلك من الفحوصات، وأيضًا من الأمراض المشتركة التي قد تجعلك عرضة للخطر مثل: ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول (وكلاهما أمراض متوارثة في عائلتي) وهي أمراض تبدأ بشكل بطيء.

اكتشفت في العام الماضي وعلى المدى الطويل أنه من الصعب حقًا أن تصبح مريضًا جيدًا؛ ولكنني أدرك الآن أنه يمكنني الوقاية من هذه الأمراض تماماً، وهنا سأقدم لكم دراسات في الصحة مرتبطة بعلم النفس تخبرنا كيف لنا أن نصبح شركاء أفضل في الاعتناء بصحتنا!

أولاً: اسأل (طناً) من الأسئلة

يمكن القول أن إحدى الطرق لتصبح مريضًا جيدًا هي اتباع العلاج الذي تم وصفه لك أو اتباع خطة الوقاية وهذا يسمى في مجال الطب بمصطلح الالتزام (أي مدى اتباع المريض للتعليمات والإرشادات الطبية بشكل صحيح)

ولكن الطبيب النفسي ريتشارد ريان لا يعجبه المغزى السلبي لهذا المصطلح حيث قال: ” إذا فهمت – أنت – ما علاقة توصيات الطبيب بالمرض سيصبح من السهل عليك تقبل العلاج والالتزام به بشكلٍ مستمر”.

هناك إحدى النظريات عن “حرية الإرادة في تقرير المصير” والتي تفترض أن التحفيز الذي يكون منبعه من الذات – أي من الداخل – أقوى تأثيرًا من تحفيز المحيط الخارجي سواء كان مكافأةً أو تهديدًا لك.

” ريان و زملاؤه ” في جامعة ” روتشستر ” وجدوا أن الأشخاص الذين يطرحون الكثير من الأسئلة عن العلاج الذي وصف لهم هم الذين – في الغالب – يستمرون في خطتهم العلاجية ويحققون أفضل النتائج لصحتهم، وبما أن الذين يمارسون ” مهنة الطب ” يكون وقتهم ضيقًا فلذا فإن النظام الطبي لا يشجع الأشخاص على المشاركة والتعبير عن هموهم، لكن عليك – أنت – المشاركة كشريكٍ كاملٍ في علاجك فإذا لم يكن طبيبك يساعدك على ذلك فقد حان الوقت لتذهب وتجد طبيباً آخر.

ثانياً: اكتسب عادات صحية تكون تلقائية

ما يقارب من نصف الأمريكيين فقط.. نجحوا في تناول الأدوية التي وصفت لهم بشكل صحيحٍ ومستمر، فنحن – حتى في سلوكياتنا – نعتبر الأسوأ في اتّباع ” الوصفة الطبية ” مثل عندما  يُطلب منا إنقاص الوزن أو الإقلاع عن التدخين، أو مثل التوصيات التي طلب مني الطبيب القيام بها و هي أن استخدم ” النصاح ” في كل يوم ( النصاح : هو خيط رقيق يستخدم لتنظيف الأسنان ) فقد استغرق الأمر أربع جلساتٍ طويلة  لتنظيفٍ عميق ومؤلم جداً مع أخصائي الأسنان وبعض النقاشات الحادة مع طبيب الأسنان لأدرك أخيراً أن لدي التهابٌ خطيرٌ جدًا في ” اللثة “، وإن لم أقم – بما طلب مني – فسأدفع ثمن ذلك غالياً!

اتخاذ القرار للبدء بخطوات سابقة أثناء اليوم – حتى لو كانت بسيطة – يتطلب استجماع قوة الإرادة والقدرة على التحكم، أي أن هناك اثنين من المصادر التي لدينا تتطور بشكل محدود، كلما قمت بخلق المزيد من العادات الصحية الروتينية سيقل الجهد المبذول عليها مع مرور الأيام وسيكون من السهل الحفاظ عليها.

اقترح الطبيب ” راين ” أن توفّر لنفسك منبهاتٍ بيئية لمساعدتك، فمثلاً ” إذا كان لديك أدوية تقوم بأخذها فاجعلها في مكانٍ يُمكّنك من رؤيتها كل صباح أو قم بضبط منبهٍ ليقوم بتذكيرك “.

ثالثاً:  اذهب وَ استشر ( الدكتور قوقل)

نعم إن الإنترنت الآن يحتوي على كامل المعلومات التي تتعلق بالصحة حتى المعلومات التافهة التي لا أساس لها، لكن هناك الكثير من المواقع الموثوق بها مثل المواقع التي وثّقتها وحافظت عليها الجمعيات الطبية والمنظمات الصحية مثل:

www.cancer.org or www.mayoclinic.org

نحن بحاجةٍ إلى أن نتذكر بأنه على الرغم من وجود معلومات مثبتة في الإنترنت، إلا أنها ليست في سياقها، قالت ” سوزان كوفن ” طبيبة الباطنية في الرعاية الصحية الأولية مستشفى ماساتشوستس العام: ” لدي احترام هائل للحكم الذاتي للمرضى وفهمهم لأجسامهم، وإلى حد ما يوجد أطباء يعملون مع المرضى بشكل متعاون “هذا ما قالته، ولكن لا نقول أن كلى الحزبين يملكون درجة مماثلة من المعلومات على طاولة المفاوضات فهذا خداع  فمن غير المعقول أن نأخذ بتشخيص المريض لنفسه بدلاً من تشخيص الطبيب للمريض، في كل فترة وفي لحظة ما سيأتي شخص يزعم أنه  يحتاج إلى اختبارMRI  حتى يستبعد مرض كذا و كذا أو يخبرنا أن هذا العلاج لكذا و كذا . فيجب علي أن أقول: ” أوه! على مهلك، فلنتحدث أولًا عنك أنت وعن الأعراض “أهم جزء هو: أنه طالما أنك تستخدم الإنترنت لتعليم ذاتك بدلًا من تشخيصك لنفسك فيمكن القول “أن القليل من البحث في الإنترنت.. سيكون أمرا جيدا”.

رابعاً: لا تكذب.

إذاً هل أنت تستخدم الخيط لأسنانك؟ كان هذا هو السؤال المفزع لي في العديد من المرات عند ذهابي لموعد الأسنان في العام الماضي، حيث كان من المحرج أن أعترف بذلك، على الرغم من العمل الذي وضعه لي أخصائي الصحة وتوصيات طبيب الأسنان أيضًا فأنا – بكل بساطة – لم أفعل ما كان يجب علي فعله!

إن الطبيب لن يستطيع تشخيصك ومعالجتك على نحوٍ جيد إن لم تخبره بالحقيقة، و الحمدلله أني فعلت و قلت الحقيقة حيث أعطاني الطبيب مهلة ثلاثة أشهرٍ كفرصة أخيرة للتنظيف ومن ثم وعدني أنه سيقوم بتحويلي لأخصائي اللثة ربما للقيام بجراحة للفم. لقد أدركت وقتها أنه تم الاعتماد على النتائج الطبية لعلاج المشاكل الصحية بدلاً من تعاوني معها، لذا قطعت عهدًا بأن أغيّر روتيني وأخبرت زوجي أنه يجب عليه أن ينظّف أسنان ابنتينا كل يوم مرتان، وأنا أيضًا بدأت بذلك من تلك اللحظة وأصبحت أقوم بعنايةٍ خاصة للفم، فلتخمن من الذي أصبحت لثته وردية مرةً أخرى! هذا المريض أفضل من ذي قبل.

ترجمة: مها العقيل

Twitter: @maha6860

مراجعة: حمد الصقر

المصدر:

Scientific American

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!