علاقة الجلوس لفترات طويلة بخطر الإصابة بالسرطان عند النساء.

علاقة الجلوس لفترات طويلة بخطر الإصابة بالسرطان عند النساء.

9 نوفمبر , 2015

الجلوس لفترات طويلة

إن الجلوس لفترات طويلة له علاقة بعدد من الأمراض، منها زيادة خطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. والآن وجدت دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون ضاراً للمرأة بشكل خاص عن طريق رفع إحتمالية خطر إصابتهن بعدة أنواع من السرطانات. وجدت هذه الدراسة أن النساء اللاتي يجلسن أكثر من ست ساعات يومياً يصبحت لديهن احتمالية عالية للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان الدم المايلوما المتعددة (multiple myeloma)، مقارنة بالنساء اللاتي يجلسن أقل من ثلاث ساعات يومياً.

وبالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بتلك السرطانات لدى النساء، فقد وجدت الدراسة أن: “أطول أوقات الفراغ التي تقضيها النساء بالجلوس مرتبطة باحتمالات أعلى من إجمالي مخاطر الإصابة بالسرطان عند النساء” هكذا كتب الباحثون في دراستهم. ووفقاً للنتائج التي نُشرت في مجلة (علم الأوبئة للسرطان، مؤشراته الحيوية وكيفية الوقاية منه) فإن النساء اللاتي جلسن أكثر من ست ساعات يومياً ازدادت لديهن خطر الإصابة بأي سرطان بنسبة 10%.

أجرى الباحثون دراسة طويلة الأمد تُسمى بدراسة الوقاية من السرطان للجمعية الأمريكية للسرطان وشارك فيها حوالي 70000 رجل و77000 امرأة، تمت هذه الدراسة على مدى سبعة عشر عاماً – من عام 1992 إلى عام 2009 – ووجدوا أن أكثر من 12000 امرأة و18000 رجل أُصيبوا بالسرطان. تحكم الباحثون في هذه الدراسة بعدد من العوامل التي قد تؤثر مثل مؤشر كتلة الجسم ومستويات النشاط البدني للمشاركين. معظم الرجال لم يظهر أن خطر إصابتهم بالسرطان قد ازداد بسبب جلوسهم الطويل، ولكن بالنسبة للرجال الذين يعانون من السمنة فإن الجلوس لفترات طويلة زاد من خطر إصابتهم بالسرطان بنسبة 11% وذلك حسب الدراسة التي ترأستها د. ألبا باتيل المتخصصة في علم الوبائيات في الجمعية الأمريكية للسرطان. وقال الباحثون أن هناك حاجة إلى دراسة إضافية لتأكيد النتائج، ولكن هذه الدراسة هي الأحدث في مجموعة كبيرة من نتائج الدراسات التي أبرزت تأثير الجلوس لفترات طويلة على الصحة على المدى البعيد.

ففي دراسة ترأستها د. ألبا باتيل أيضاً في عام 2010 ميلادي، وجد الباحثون أن الجلوس لفترات طويلة مرتبط بمجموعة من الحالات الصحية منها أمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك مرض السكري النوع الثاني، ويقول الباحثون أيضاً أن هذه النتائج أشارت إلى أن الجلوس وقلة النشاط الجسدي قد يؤثران على تنظيم التمثيل الغذائي لعدد من الأجهزة الحيوية في الجسم.

وجدت هذه الدراسة أيضاً أن النساء اللاتي يجلسن لمدة ست ساعات أو أكثر يومياً أكثر عرضة للوفاة بنسبة 37% خلال 13 سنة من النساء اللاتي يجلسن لمدة ثلاثة ساعات أو أقل يومياً. وبالنسبة للرجال، فإن خطر الوفاة ارتفع بنسبة 17% خلال الفترة نفسها لأولئك الذين جلسوا لمدة ست ساعات على الأقل في اليوم.

تقول د. ألبا باتيل: “هناك عدة عوامل يمكن أن تفسر العلاقة الإيجابية بين الوقت الذي تقضيه جالساً وارتفاع معدلات خطر الإصابة بالأسباب المؤدية إلى الوفاة. فالوقت الطويل الذي تقضيه جالساً بشكل مستقل عن النشاط البدني أظهر أن له عواقب مهمة على التمثيل الغذائي في الجسم وقد يؤثر كذلك على الدهون الثلاثية والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) والكوليسترول ومستوى الجلوكوز في الدم عندما يكون الإنسان في حالة الصوم وضغط الدم في حالة الراحة وهرمون الليبتين، والتي هي مؤشرات حيوية للسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة”.

في وقت سابق من هذا العام، وجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة حوليات الطب الباطني أن الناس الذين يجلسون لفترات طويلة أكثر عرضة للوفاة بنسبة 24% خلال فترة الدراسة، بما في ذلك الذين كانوا أكثر نشاطاً بعد جلوسهم لفترة طويلة. كما يقول د. ديفيد ألتر – كبير القائمين على هذا البحث والعالم بجامعة شبكة الصحة في تورنتو – “أكثر من نصف اليوم للشخص العادي يُقضى بالجلوس ومشاهدة التلفاز أو العمل على الحاسوب” ويقول عن نتائج الدراسة: “وجدت دراستنا أنه على الرغم من فوائد النشاط البدني المعززة للصحة فإنه وحده قد لا يكون كافياً لتقليل خطر الإصابة بالأمراض”.

وتوصي الجمعية الأمريكية للسرطان الأشخاص الذين يعملون على مكاتبهم بمقابلة زملاء عملهم بدلاً عن إرسال بريد إلكتروني، واستخدام الدرج في الدخول والخروج للمكتب وتمديد عضلاتهم بشكل دوري.

المصدر/

 http://www.livescience.com/51564-sitting-womens-cancer-risk.html

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!