كيف تؤثر بيئة والديك على حمضك النووي؟

كيف تؤثر بيئة والديك على حمضك النووي؟

16 أكتوبر , 2015

NA (1)

بيئتك تلعب دوراً كبيراً في تشكيل حمضك النووي . فعوامل نمط الحياة مثل الإجهاد والغذاء يمكن أن تغير طريقة الجينات الخاصة بك التي تحمل علامات معينة من خلال عمل أو إيقاف عملية التعديل عليها بعد أن تخضع لعملية التعبير الجيني.

في حين أن هذا كان معروفاً  إلا أن طريقة انتقال هذه التغييرات عبر الأجيال في المستقبل حيرت العلماء. مؤخراً قدمت دراسة جديدة بعض الحقائق عن ما يحدث.

على الرغم من أن الخلايا المبكرة معدة لتصبح بويضات وحيوانات منوية يتم مسح التغييرات عليها في وقت مبكر في تطور الجنين, وقد كشف العلماء بعض تمدد الحمض النووي التي تقاوم ما يسمى إعادة البرمجة (إعادة تشكيل علامات جينية جديدة), والسماح لاستمرار التعديلات عليها وبالتالي تصبح موروثة.

الأهم من ذلك، اكتشف الباحثون أن بعض الجينات المقاومة مرتبطة ببعض الأمراض، بما في ذلك السمنة ومرض الفصام. وقد نشرت هذه النتائج المثيرة للاهتمام في مجلة الخلية.

بينما الحمض النووي يحتوي على الرموز الضرورية لبناء الكائن الحي، ليست كل الجينات لدينا بحاجة إلى أن تكون نشطة في نفس الوقت أو في نفس المكان في جميع أنحاء الجسم.

هذا حيث تأتي عملية التعديلات الوراثية في الجينات على الحمض النووي أو إيقافها دون تغيير تسلسل الحمض النووي الفعلية نفسها.

على سبيل المثال، هناك علامة كيميائية تسمى مجموعة الميثيل يمكن إضافتها أو إزالتها بحيث يمكنها إلغاء تنشيط الجينات بجعل الحمض النووي غير قابل للوصول إلى الجهاز الذي يقرأه .

وهذه العملية ميثايليشن الحمض النووي  (إضافة مجموعة ميثيل إلى الحمض النووي) تستمر طوال حياتنا، بل أنها يمكن أن تحدث أيضا عند الاستجابة إلى عوامل البيئة, على سبيل المثال، الإجهاد مثل المجاعة يمكن أن يغير أنماط العملية ، وحيث تم العثور على زيادة خطر الإصابة بمرض الفصام في الفتيات المولودات لأمهات شهدن فترات طويلة من المجاعة خلال فترة الحمل. لكنها لا تنتهي هناك؛ أنتجت الفئران التي تعرضت للإجهاد وللضغوطات في المختبر جيلين تتصف بالاكتئاب ، حتى وإن لم تكن معرضة للإجهاد أو الضغط خلال فترة حياتها.

هذه الملاحظات محيرة ومعقدة لأنه كان يُعتقد أن بيانات التغيرات الجينية تُمحى في الخلايا التي تؤدي إلى الحيوانات المنوية والبويضات، وتسمى الخلايا المشيجية ، لمنع أي عملية ميثايليشن غير طبيعية للحمض النووي (إضافة مجموعة الميثيل على منطقة معينة من الحمض النووي) من التراكم التي يمكن أن تضر بالنسل في المستقبل.

في محاولة لحل هذا اللغز الظاهر بدأ علماء من جامعة كامبردج دراسة عمليات في التلاعب في تنمية أجنة الفئران. على وجه الخصوص، كانوا مهتمين  بالخلايا المشيجية للجنين لأنها هي التي سوف تؤدي في النهاية إلى نسل الحيوان.

ووجدوا أن عملية إعادة برمجة الخلية المشيجية تحدث خلال حوالي سبعة أسابيع حيث تبدأ حوالي الأسبوع الثاني.

وتتضمن هذه المرحلة البدء في إزالة  الأنشطة المثبطة التي تمنع عمل الإنزيمات التي تسهل التغيرات الجينية أو تحافظ عليها. ومع ذلك، وجدوا أن حوالي 5%من  الجينوم قاوم إعادة البرمجة. وهذا يعني أن أي عملية مثايلشن التي تحدث في هذه المناطق لا تتم إزالتها وبالتالي يمكن أن تستمر، ويحتمل أن تؤثر على الأجيال القادمة.

وبحسب توثيق الاختبار، كشف الباحثون عن أن بعض هذه المناطق المقاومة ترتبط بظروف معينة، بما في ذلك مرض السكري والسمنة ومرض الفصام.

وهذه العملية ” إعادة البرمجة”  يمكن أن تساعد في تفسير التساؤل لماذا العوامل البيئية يمكنها التأثير أيضاً على صحة الأجيال القادمة وليس فقط تؤثر على صحة الفرد.

 

المصدر: http://www.iflscience.com/health-and-medicine/scientists-unpick-how-parents-environment-can-affect-dna-future-generations

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!