crossorigin="anonymous">
11 يوليو , 2023
اعتمدت منظمة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة ولأول مرة لقاحًا يمكن أن يساعد المرضى فوق سن 60 في الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي وذلك في 3 من شهر مايو، واستغرقت هذه الخطوة الهامة عقودًا لتظهر للنور.
إن أُعتُمِد اللقاح من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة (والذي قد يتحقق بحلول شهر يونيو) فسيتوافر بالصيدليات والعيادات في الولايات المتحدة بحلول الخريف.
ليست أعراض الفيروس المخلوي التنفسي أسوأ من أعراض نزلات البرد العادية في معظم الحالات، لكن الأمر يمكن أن يكون مميتًا لكبار السن خاصةً الذين يعانون من ظروف صحية متدنية.
يموت سنويًا بالأمم المتحدة وحدها حوالي 1400 إنسان فوق سن 65 بسبب الفيروس المخلوي التنفسي؛ بخلاف عشرات الألاف الذين يدخلون المستشفى بسببه.
صغار السن كذلك معرضون للخطر في حال انتشار الفيروس حيث تتسبب العدوى الشديدة بوفاة ما يُقدر بنحو 100 إلى 500 رضيع سنويًا في الولايات المتحدة، ويزداد هذا التعداد أكثر في الدول النامية.
نظرًا لكون الفيروس المخلوي التنفسي مشكلة صحية خطيرة، فقد جرى العمل لعقود على لقاح له لكن حتى الآن لم تثمر تلك الجهود.
يَقِي عقار اللقاح المسمى أرفيكسي والذي أنتجته شركة GSK للصناعات الدوائية من أمراض الجهاز التنفسي السفلي التي يسببها الفيروس المخلوي التنفسي.
قال توني وود: “ما وصلنا له اليوم يشكل نقطة تحول في مجهوداتنا لتخفيف العبء الثقيل الذي يشكله الفيروس المخلوي التنفسي”.
وأضاف قائلاً: “جهودنا الآن منصبة على ضمان حصول كبار السن المؤهلين بالولايات المتحدة على اللقاح بأسرع ما يمكن وتطوير المراجعات التنظيمية في الدول الأخرى”.
ساهمت التحاليل المُجراه عن كثب على البروتين الذي يستخدمه الفيروس المخلوي التنفسي كي يلتصق بالخلية ويصبها بالعدوى وما ترتب على ذلك من إمكانية تخليق أجسام مضادة له في تطوير لقاح الفيروس المخلوي التنفسي، واستُخدمت تقنيات مشابهة مؤخرًا لتطوير لقاحات فيروس كورونا.
اعتُمِد اللقاح بعد تجربة شارك فيها ما يُقارب 25000 مشارك نصفهم كان يتلقى لقاح أركسفي، والنصف الآخر تلقى اللقاح الوهمي.
أخفض لقاح أركسفي من خطورة الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي السفلي بفعل الفيروس المخلوي التنفسي لدى المرضى بعمر الستين فيما فوق بنسبة 82.6% وأخفض من خطورة الإصابة بأمراض شديدة بنسبة 94.1٪.
نُشرت نتائج هذه التجارب في وقت سابق من هذا العام بمجلة نيو إنجلاند الطبية.
قال بيتر ماركس: “كبار السن وخاصةً أولئك الذين يعانون من تدني حالتهم الصحية، مثل الإصابة بأمراض القلب أو الرئة أو ضعف الجهاز المناعي أكثر عرضة لأن يتسبب لهم الفيروس المخلوي التنفسي بأمراض خطيرة”.
وأضاف قائلاً: “الحصول على الاعتماد لأول لقاح ضد الفيروس المخلوي التنفسي إنجازٌ هام لمصلحة الصحة العامة لأنه يقي من مرض يمكن أن يهدد الحياة”.
اقرأ أيضًا: تطوير لقاحات الأغشية المخاطية لمقاومة فيروسات الجهاز التنفسي
تقدر التكلفة التي كبَّدَها الفيروس المخلوي التنفسي للولايات المتحدة بحوالي مليار دولار سنويًا من تكاليف المستشفيات، لذا يجب أن يكون هذا اللقاح وأي لقاح مستقبلي قادرًا على إحداث تأثير كبير في ذلك. وهناك لقاحات أخرى للفيروس المخلوي التنفسي (بما في ذلك لقاح للحوامل) قيد الإعداد.
صرحت شركة GSK أن العمل جارٍ بالفعل للحصول على الموافقة لإعطاء اللقاح للذين تتراوح أعمارهم بين 50 و59 عامًا أيضًا.
يُتوقع أيضًا أن يُتداول بأمان في البلدان الأخرى في المستقبل القريب، لذا يجب أن نرى قريبًا فاعليته في حالات الفيروس المخلوي التنفسي.
أوضح برني جراهام لمجلة نيتشر: “أن يكون لديك خيارات متاحة للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي لهو أمر جلل”.
المصدر: https://www.sciencealert.com
ترجمة: هبه محمد الشربيني شوريف
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً