اكتشاف علاج جديد يُساعد جهاز المناعة في القضاء على الأورام الدماغية

اكتشاف علاج جديد يُساعد جهاز المناعة في القضاء على الأورام الدماغية

17 يونيو , 2023

ترجم بواسطة:

هالة عبد اللطيف

دقق بواسطة:

زينب محمد

ابتكر الباحثون من جامعة أوبسالا طريقةً لمساعدة الخلايا المناعية في الخروج من الأوعية الدموية للورم لقتل الخلايا السرطانية، بهدف علاج الأورام الدماغية العنيفة، ونُشرت الدراسة في دورية سل كانسر Cancer Cell.

إن الورم الأرومي الدبقي هو نوع عدواني من الأورام الدماغية الذي يصعب علاجه، بسبب قدرته على الهروب من الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم لمقاومة السرطان. ويمكن للعلاج المناعي باستخدام مثبطات نقاط التفتيش المناعية إعادة تنشيط الجهاز المناعي لمُكافحة السرطان، ويُشترط وجود خلايا مناعية مُحددة المعروفة بالخلايا التائية القاتلة في الورم، لجعل هذا النوع من العلاج فعالًا.

ولسوء الحظ، تفقد الأوعية الدموية في السرطانات الدماغية وظيفتها وتصبح غير فعالة وتعمل كحاجز، لمنع الخلايا التائية القاتلة من الوصول للورم، ولذلك، فإن هذا النوع من العلاج المناعي الذي يعمل بكفاءة في مقاومة العديد من السرطانات، غير فعال في علاج السرطانات الدماغية.

وفي دراسة جديدة، طور باحثو جامعة أوبسالا طريقة لمساعدة الخلايا التائية القاتلة للوصول للأورام ومُحاربة الخلايا السرطانية، باستخدام الناقل الفيروسي الذي يُصيب بالتحديد الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ ويُتيح لها إنتاج عامل يُسمى ضوء، الذي يُغير وظيفة الأوعية المُصابة، ويزيد قدرتها على نقل الخلايا التائية من الدم إلى الأنسجة المُصابة بالورم.

أوضحت الأستاذة آنا ديمبرج التي شاركت في الدراسة مع البروفيسور ماغنوس ايساند قائلةً “لقد وجدنا أن الأوعية الدموية في الورم يتغير شكلها ووظيفتها عند استخدام الناقل الفيروسي (AAV-LIGHT) في نماذجنا التجريبية الخاصة بالورم الأرومي الدبقي، حيث يُحفز إنتاج الضوء في الأوعية الدموية، الذي يُصلح وظيفتها لجلب الخلايا التائية القاتلة للورم، ويخلق هذا أيضًا بيئة صحية حول الأوعية الدموية لدعم وظيفة الخلايا التائية القاتلة”.

يحفز الناقل الفيروسي (AAV-LIGHT) تكوين تجمعات من الخلايا المناعية المعروفة بالهياكل الليمفاوية الثلاثية (TLS) للارتباط بالأورام الدماغية، وتشبه هذه الهياكل العُقد الليمفاوية، ويرتبط ظهورها في الأورام بزيادة حساسية العلاج المناعي ضد السرطان.

صرّح الباحث موهانراج راماشاندران، الذي يُشارك في الكتابة الأولى للدراسة مع طلبة الدكتوراه أليساندرا فاكارو وتيارن فان دي والي قائلًا: “من المُثير أن الهياكل الليمفاوية الثلاثية تتكون عند استخدامنا للعلاج بالناقل الفيروسي (AAV-LIGHT)، حيث يُعتقد أن الخلايا التائية القاتلة يمكنها أن تنشط لمُحاربة الخلايا السرطانية في هذه الهياكل، ووجدنا أيضًا أن العلاج يُطيل فترة البقاء على قيد الحياة، وبعض الحالات قد شُفيت في نماذجنا التجريبية”.

وجد الباحثون أيضًا أن العلاج بالناقل الفيروسي (AAV-LIGHT) يُشوه بِنية الهياكل الليمفاوية الثلاثة كي تتألف من عدد كبير من الخلايا التائية.

وأوضح فاكارو: “نحن مُندهشون لمعرفة أنه يمكننا أن نتلاعب في بِنية الهياكل الليمفاوية الثلاثة لصالحنا باستخدام علاجنا، وهذا مفهوم جديد يُمكن استخدامه لتغيير وظيفة هذه الهياكل في أماكن مُتعددة”.

وبالإضافة إلى ذلك، يُعزز العلاج الجديد تكوين مجموعة خاصة من الخلايا التائية القاتلة التي تسمى “الخلايا التائية الشبيهة بالخلايا الجذعية” حيث تتمركز جميعًا داخل الهياكل الليمفاوية الثلاثة ومنافذ مُخصصة تتكون حول الأوعية الدموية في الورم.

أوضح تيارن فان دي والي قائلًا: “نحن مُتحمسون لأننا اكتشفنا أن العلاج بالناقل الفيروسي (AAV-LIGHT) يزيد من وجود الخلايا التائية الشبيهة بالخلايا الجذعية، حيث من المعروف أنها تقوي تأثير العلاج المناعي، ويدل وجودهم داخل الهياكل الليمفاوية الثلاثة والمنافذ على أهمية التفاعل المُتبادل بين التأثيرات المُختلفة للعلاج بالناقل الفيروسي (AAV-LIGHT)”.

يُريد الباحثون الآن تجربة هذا العلاج الجديد أكثر لتحديد ما إذا كان العلاج بالناقل الفيروسي (AAV-LIGHT) يمكن استخدامه مع المرضى المُصابين بالورم الأرومي الدبقي.

قال ايساند: “يحتاج الناقل الفيروسي لمزيد من التطور قبل البدء بعمل الدراسات السريرية، ولكن النتيجة مُبشرة جدًا، ونأمل أن هذا العلاج الجديد سيحسن فُرص الشفاء للمرضى المُصابين بالورم الأرومي الدبقي في المُستقبل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. هالة عبد اللطيف السحيمي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!