علاج جديد للحكة المصاحبة للأكزيما

علاج جديد للحكة المصاحبة للأكزيما

11 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

شيماء مجدي

دقق بواسطة:

زينب محمد

وجدت دراسة أنه يوجد عقار بيولوجي، وُصِف بأنه “فعال جدًا” في تخفيف الأعراض.

هذه أول دراسة توضِّح إمكانية علاج الأكزيما المتوسطة إلى الشديدة لدى الرُضَّع، والأطفال بين ستة شهور، وخمس سنوات، باستخدام عقار بيولوجي (الأجسام المضادة أحادية النسيلة) بدلًا من الأدوية المثبِّطة للمناعة.

ووُصِف ذلك الدواء بأنه ذو فعالية عالية في تخفيف العلامات، والأعراض الناتجة عنها. وأشار إلى ذلك باحثون مشاركون في المرحلة الثالثة من دراسة دولية متعددة المواقع، تقودها كلية الطب بجامعة نورثويسترن.

أُجريت الدراسة على دواء دوبيلوماب، وكانت مدة استخدامه 16 أسبوع. ويستهدف ذلك الدواء مسارًا مناعيًا رئيسيًا في حدوث الحساسية. وكانت النتيجة تخفيف علامات الأكزيما بنسبة 75% لدى أكثر من نصف الأطفال، كذلك انخفاض ملحوظ في الرغبة في حكّ الجلد؛ مما أدى إلى تحسّن نومَهم.

وتُمثِّل تلك الدراسة أول تجربة، أُجريت على استخدام جسم مضاد أحادي النسيلة في علاج الأمراض الجلدية، وتشمل الأكزيما، في الأطفال الصغار من عُمر ستة شهور. وكانت على نطاق واسع، وعشوائية، ومبنية على استخدام دواء وهمي -أُعطي المريض شيء غير الدواء الخاضع للتجربة. نُشرت الدراسة التي شملت 31 موقع في أوروبا، وأمريكا الشمالية في مجلة ذا لانسيت The Lancet.

وصرَّحت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الطبيبة أمي بالر، رئيسة قسم الجلدية بجامعة نورثويسترن مدرسة فينبرغ للطب، وطبيبة معالِجة بمستشفى آن وروبرت لوري للأطفال في شيكاغو: “إنَّ الأطفال بمرحلة ما قبل الدراسة، الذين يخدشون جلدهم دائمًا، يستيقظون مرات عديدة أثناء الليل، ويكونون منفعلين، وقدرتهم على ممارسة أنشطة باقي الأطفال العادية قليلة بشكل ملحوظ، لكن كل ذلك تحسَّن جدًا إلى الحد الذي يمكِّنهم من النوم بهدوء أثناء الليل، وتغيرت شخصياتهم، ويمارسون حياة عادية كما ينبغي للرُضَّع، وباقي الأطفال”.

تُعرَف الأكزيما أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي، وهي التهاب جلدي مزمن. يتسِّم بالاحمرار، والجفاف وغالبًا يكون الجلد ناز (أي مصاب ببثور رطبة يخرج منها سائل)، وتوجد حكة؛ تؤثر بشدة على حياة المرضى، وعائلتهم.

تُقَدَّر نسبة الأطفال المُصابين بالأكزيما تحت سن السادسة حوالي 19% أو أكثر. ويبدأ المرض في السنوات الخمسة الأولى من الحياة عند 85% إلى 90% من المصابين. تؤدي الحكة المُنهِكة عند الأطفال إلى اضطراب بالنوم، ضَعْف التطوُّر المعرفي العصبي، وتضيع ليلة كاملة في الأسبوع في المتوسط بدون نوم.

وأضافت بالر: “يُحسِّن هذا العقار إلى حدٍ كبير جودة حياة الرُضَّع والأطفال الصغار، الذين يعانون للغاية بسبب هذا المرض، ويُعَد التهاب الجلد التأتبي أو الأكزيما أكثر من مجرد حكة بالجلد. فهي مرض فتّاك. وتجعل الأكزيما الشديدة جودة الحياة صعبة للغاية، ولا تقل عمّا تسببه الأمراض الخطيرة المهدِّدة للحياة ليس فقط للطفل، لكن للوالدين أيضًا”.

ونتج عن تلك الدراسة؛ هذا الدواء الذي أصبح متوفِّرًا للرضع، وللأطفال الصغار في مرحلة ما قبل الدراسة الذين تصل أعمارهم ستة شهور. وأضافت: “هذا الدواء له ملف تعريف أمان معلق ولا يحتاج إلى اختبارات معملية قبل بدء استخدامه”.

على الرغم من أن الأعراض لدى نصف إلى ثُلثي الأطفال الصغار المصابين بالأكزيما طفيفة، ويمكن التحكُّم بها بالمراهم الستيرويدية، والمرطبات فإن الثلث الآخر أو أكثر يعانون من هذا المرض بدرجة متوسطة إلى شديدة، ويحتاجون إلى إدارة شديدة أكثر له.

“كل ما لدينا إلى الوقت الحالي لعلاج الأكزيما الشديدة هي الأدوية المثبِّطة للمناعة، مثل الستيرويدات الفموية، التي نحاول تجنُّبها قدْر الإمكان؛ لما يصاحبها من عدة أعراض جانبية؛ لذا هي ليست العلاج المُفضَّل للأمراض المزمنة بالجلد. ويهم أيضًا التأثير طويل الأمد لمُثبِّطات المناعة على تطور الجهاز المناعي للمريض”.

لقد توفَّر دواء جديد، يُسمّى دوبيلوماب خلال السنوات القليلة الماضية. ذلك العقار هو الأول من نوعه ليُستَخدَم في علاج الأكزيما بطريقة محدَّدة، ومُستهدِفة المسبب الرئيسي في حدوث أعراض الأكزيما. أُثبِتت فعالية ذلك الدواء، وأمانُه للبالغين، ثم المُراهقين، ثم الأطفال في مرحلة المدرسة.

وأضافت بالر: “لكن لم يُختَبَرْ أمان ذلك الدواء للأطفال أقل من خمس سنوات؛ لذا لم يستطيعوا أن يستخدموه لهم، فيُعطي أحد الوالدين أو مُقدِّم الرعاية الصحية جرعة شهرية للطفل. تأثير ذلك الدواء كبير لمعظم الأطفال الصغار، وعلى الأقل مفعوله جيد مثل الأدوية المُثبِّطة للمناعة التي لها أعراض جانبية كثيرة”.

فوائد إضافية مُحتَمَلة لعلاج أمراض أخرى تسببها الحساسية

لقد أثبت ذلك الدواء فاعليته في علاج الربو، والأعراض المعدية المعوية للحساسية، وأمراض أخرى تسببها الحساسية، لكن لا يُستَخدم مع الرُضَّع والأطفال الصغار المصابين بالأمراض السابقة.

في الحقيقة، نشأت الأكزيما لدى الأطفال المشاركين بتلك التجربة في أول ستة شهور من حياتهم، وعند أكثر من 80% منهم، ظهر بالفعل معانتهم من مرض مناعي واحد على الأقل، مثل الربو أو حساسية الطعام، ذلك بحلول وقت استخدام دوبيلوماب.

قالت د.بالر: “المحاولة بحزم لتهدئة الجهاز المناعي النَشِط في الأطفال المصابين بالأكزيما المبكرة الشديدة؛ يمكنِّنا من تقليل خطورة تطوُّر عدد من المشكلات التي تسببها الحساسية؛ لذا تتحسَّن حياتهم. تبدأ الأمراض المصاحبة للحساسية غالبًا بعد بدء ظهور الأكزيما”.

اُختير الأطفال عشوائيًا لتلقّي حقن العلاج الوهمي أو عقار دوبيلوماب، وتُحَدَّد الجرعة طبقًا للوزن، كل أربعة أسابيع لمدة 16 أسبوع. سُمِح للأطفال الذين لم يستجيبوا للعلاج بالأدوية الموضعية فقط بالتقدُّم لتلك الدراسة، وكانت حالتهم شديدة الخطورة، حتى مع استخدام تلك الأدوية.

وصرَّحت بالر أن بموجب تلك الدراسة؛ يستطيع العلماء والأطباء فهم العلاقة بين الأكزيما، وحالات الحساسية الأخرى بطريقة أفضل، وإمكانية استخدام ذلك الدواء لاضطرابات أخرى تؤثر على الأطفال الصغار جدًا.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: د. شيماء مجدي

فيسبوك: shima.magdy

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!