كشفت دراسة استطلاعية حديثة في شمال فيكتوريا عن عدد قياسي من الطيور المتجولة في السهول، وهي طيور صغيرة تشبه السمان تعيش فقط في أراضي شرق أستراليا العشبية، وتمثل هذه الطيور سلالة قديمة قد تطورت في جوندوانا منذ أكثر من 100 مليون سنة، وهي طيور فريدة من نوعها ومعرضة لخطر الانقراض الشديد، وقد منحتها جمعية علم الحيوان في لندن الأولوية القصوى في الحماية بالنسبة لبقية الطيور في العالم.

يقول طالب الدكتوراه في جامعة لاتروب أ. دان نوجنت أن الفريق وجد عددًا أكبر من الطيور المتجولة في السهول خلال المسح الأخير مقارنةً بالعدد منذ بدء الدراسة في عام 2010، وأضاف: “وجدنا 60 طيرًا بالغًا و41 طيرًا فرخًا، وهذا أكثر من ضعف أعلى نتيجة سابقة في عام 2018 عندما وجدنا 30 طيرًا بالغًا و17 طيرًا فرخًا، كما أن هناك علامة مشجعة أخرى وهي أن 85٪ من مواقع المراقبة تدعم عدّ الطيور المتجولة في السهول، وهي أعلى نسبة من المواقع منذ بدء الاستطلاعات قبل 12 عامًا”.

أجرت جامعة لاتروب الدراسة الاستطلاعية بالشراكة مع هيئة إدارة مستجمعات المياه المركزية الشمالية (CMA)، وذلك كجزء من إعداد تقرير لقسم البيئة والأراضي والمياه والتخطيط (DELWP) .

راقب علماء البيئة منذ عام 2010 أعداد الطيور المتجولة في سهول الأراضي العشبية المحلية، وكانت مراقبتهم عبر أراضي السهول الشمالية الخاصة والعامة في ولاية فيكتوريا في أستراليا”.

أوضحت أ. لورا شانت، مديرة المشروع من هيئة إدارة مستجمعات المياه المركزية الشمالية أن الأرقام القياسية التي وصل المسح لها تعود إلى تحسن تقنيات المسح وطرقه خلال الفترة الماضية إضافةً إلى التدخل البشري وغير البشري، وأضافت: “لقد سهلت دورة المناخ في لا نينا حدوث تكاثر واسع النطاق وطويل الأمد بين هذه الطيور، مما عزز من أعدادها، ومن الواضح أيضًا إجراءات إدارة وحماية الموائل (مساكن الحيوانات الطبيعية) التي اتخذناها نحن والعديد من المنظمات الشريكة لنا على مدى السنوات الماضية لحماية هذه الطيور المذهلة قد أثبتت فعاليتها العالية، بما في ذلك اتفاقيات الحماية واتفاقيات الرعي الاستراتيجي للمحميات”.

وأضاف د.أرون جرينتر – مسؤول برنامج البيئات الطبيعية في قسم البيئة والأراضي والمياه والتخطيط (DELWP) – أن مراقبة هذا الطير صعب المنال تشكل تحديًا كبيرًا، وأضاف: “إن الطيور المتجولة في السهول غامضة جدًا، فهي لا تكاد تُرى خلال فترة نشاطها أثناء النهار بسبب قدرتها العالية على التمويه والتخفي وحذرهم من الحيوانات المفترسة، مما يجعل من إمكانية مراقبتها وعدها تحديًا كبيرًا للباحثين”.

وقال أ. دان نوجنت: “بالرغم من ترحيب مناصري حماية البيئة بنتائج المسح، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف كبيرة بشأن مستقبل هذه الطيور، كما يشكل فقدان الموائل (مساكن الطيور الطبيعية) الناجم عن تحول الأراضي العشبية الطبيعية إلى أراضٍ زراعية تهديدًا كبيرًا، حيث تشكل اليوم مساحة الأراضي العشبية الطبيعية التي تُركت في السهول الشمالية ما يقل عن 4% من مساحتها في فترة ما قبل أوروبا، ومع هذا التناقص في الموائل، ستكون الطيور المتجولة معرضة لمخاطر أكبر، وتهديدات أشد مثل افتراس الثعالب، ولكن ما يزال هناك فجوة معرفية بخصوص هذا الجانب”.

معلومات حول الطيور المتجولة في السهول

هذا النوع من الطيور هو العضو الوحيد في تصنيفه (Pedionomidae)، إضافة إلى تصنيفه كطير مهدد بالانقراض بشدة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ولدى حكومات اتحاد الكومنولث السياسي (Commonwealth) وحكومة ولاية فيكتوريا في أستراليا، كما منحته جمعية علم الحيوان في لندن الأولوية في الحماية بالنسبة لبقية الطيور في العالم بناءً على تميزها التصنيفي وخطر انقراضها العالي.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: عائشة بنت ناصر الضبيعي

تويتر: @AishaN19_

مراجعة وتدقيق: أماني نوار