كيف تؤثر العضلات على الصحة العقلية؟

كيف تؤثر العضلات على الصحة العقلية؟

10 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

عصام القنديلي

دقق بواسطة:

ريما الحربي

لماذا قد تكون الرياضة أقوى مضادّات الاكتئاب لديك؟

النقاط الرئيسية

  • تتصل الأنسجة العضلية مباشرةً مع الدماغ والأعضاء الأخرى بواسطة مواد كيميائية تسمى ميوكينات.
  • تعمل التمارين الرياضية على تحسين الصحة العقلية بواسطة هذه التفاعلات الكيميائية بين العضلات والدماغ.
  • الدماغ مصمم للحركة، هذا هو السبب في أن الخمول يولد الاكتئاب وتدهور في الإدراك بينما تعمل التمارين الرياضية على تعزيز وظائف الدماغ.

من المحتمل أنك تقلل من شأن عضلاتك، كل شخص تقريبًا يفعل ذلك في الواقع، بينما يعلم الجميع أن العضلات مهمة على سبيل المثال في المشي والتسلق فإن القليل منهم يقدر مدى أهمية العضلات للشعور.

إذا لم تكن قد لاحظت الصلة المزاجية والعضلية بنفسك فلا بأس؛ إنه مجرد اكتشاف حديث، من المثير للدهشة أن المجتمع العلمي كُلَّه ظل على عدم دراية حتى عام 2003 تقريبًا عندما أبلغ فريق من الباحثين في كوبنهاغن عن اكتشاف رائع، ألا وهو إفراز العضلات خلال الحركة نواقل كيميائية صغيرة تسمي ميوكينات التي لها تأثير قوي على وظائف الأعضاء بما في ذلك وظائف المخ.

في أثناء تأثير الميوكينات تتصل العضلات مباشرةً مع الدماغ، مما يؤدي إلى سلسلة من الاستجابات البيولوجية التي تعمل على تحسين الذاكرة والمزاج والقدرة على التعلم، يشير هذا الاكتشاف الحديث إلى أن الشخص المنخرط في الأنشطة البدنية التي تبني الأنسجة العضلية السليمة وتحافظ عليها، يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الفوائد الصحية والإدراكية والعقلية، تُظهر التجارب السريرية الأخيرة هذا التأثير بالتحديد.

وعلى الرغم من تعذّر معرفة ذلك عن طريق النظر في المرآة، إلا أن الجسم الذي تراه منعكسًا أمامك يتكون من أكثر من 100 تريليون خلية. الخلايا صغيرة جدًا، إذا وضعتها جنبًا إلى جنب في صف مستقيم فسيمثل كل مئتين منهم، على سبيل المثال، ملليمتر واحد.

ولكن هذا مجرد نبذة بسيطة عن المعجزة التي نحدثك عنها، تعد كل خلية في جسدك حضارة في حد ذاتها يسكنها مئات الملايين من البروتينات والجزيئات الأخرى، لكل منها آلية عمل ودور كبير. تتحرك هذه الجزيئات التي تسكن الخلية بسرعة كبيرة جدًا في الثانية الواحدة فكلٍ منهم مشغول بإكمال المئات أو حتى الآلاف من وظائف الحفاظ على الحياة، فيجب أن يحافظوا على هذه الوتيرة المحمومة دون انقطاع لكي تبقى حيٌّ تُرزَق، بإجمالي مليارات التريليونات من الأنشطة الكيميائية التي تحدث بدقة يوميًا.

إذا كنت تمتلك بطريقة ما خيالًا فوق طاقة البشر قادرًا على تصور هذا الإعجاز الخلوي، فيمكنك طرح سؤال: ما الذي يمنحك كل هذه القوة؟ من اللافت للنظر أن الطاقة الهائلة المطلوبة لتشغيل خلاياك تأتي في النهاية من الأكسجين الذي تتنفسه والطعام الذي تستهلكه، يبدو أنه من المهم أن تتذكر هذا في المرة القادمة التي لا تشعر فيها بالرغبة في تناول الخضروات.

عندما يُهضم الغذاء حتى أصغر مكون، تتحول عناصره الغذائية بواسطة الميتوكوندريا، التي يمكن القول إنها أهم جزيء في الخلية، إلى مليارات من جزيئات أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) في الدقيقة. وعلى الرغم من أن الخلية العادية قد تضم الآلاف من الميتوكوندريا المنتجة للطاقة، إلا أن خلايا العضلات تمتلك عشرات أو حتى مئات الآلاف لتشغيل عملياتها. بمجرد الانتهاء من صنع أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) تتغذى خلاياك عليه.

 كل فكرة وشعور وفعل يعتمد على هذه الدورة المستمرة من إنتاج الطاقة، فكلما كانت خلاياك تعمل بشكل أفضل على المستوى الصغير، تحسّن شعورك وأدائك على المستوى الأكبر.

هذا يعيدنا إلى الرياضة مرةً أخرى. نظرًا للأدوار الحيوية التي تلعبها عضلاتك في إنتاج الطاقة وتأثيرها على وظائف الدماغ، ربما حان الوقت للبدء في تقدير الرياضة وبناء العضلات.

ممارسة الرياضة أكثر فاعلية بكثير في تقوية عظامك من أي مكمل للكالسيوم على سبيل المثال. يعمل النشاط العضلي المنتظم أيضًا على تحسين مقاومة الأنسولين (مسبب مرض السكري والعديد من حالات التمثيل الغذائي الأخرى) بشكل أفضل من أي دواء موصوف.

والآن نعلم أن تحفيز الأنسجة العضلية بممارسة الرياضة له تأثيرات عاطفية تنافس تلك الخاصة بمضادات الاكتئاب والعلاجات النفسية التقليدية. يشير علم الأعصاب الحديث إلى أننا طورنا الأدمغة لسبب رئيس واحد: الحركة، هذا غير بديهي لانشغالنا التقليدي بالتفكير، ولكن الوظيفة الأساسية للدماغ البشري هي تنسيق الحركة المعقدة (ربما هذا هو سبب امتلاكنا لأدمغة لا تمتلكها أشجار الخشب الأحمر العملاقة).

إدراكًا لهذه العلاقة القوية بين الدماغ والحركة، يصبح الأساس البيولوجي للعلاقة بين العقل والعضلات واضحًا، وأصبحت أهمية ممارسة الرياضة من أجل الصحة الجسدية والعاطفية المثلى أمرًا لا جدال فيه.

المصدر:  https://www.psychologytoday.com

ترجمة: عصام القنديلي

لينكد إن: essam-elkandily

مراجعة وتدقيق: ريما الحربي

تويتر: @_reemaharbi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!