crossorigin="anonymous">
1 أكتوبر , 2022
لطالما كنت مهووسة بالكفاءة. فإذا كنت أطبخ في المطبخ، فإني أطبخ أطباق متعددة في نفس الوقت لكي أوفر الوقت في تقطيع الخضروات بينما انتظر سلق المعكرونة. إذا كنت أعمل في المنزل فإني أحرص على عمل المهام المنزلية الصغيرة، مثل غسيل الملابس، عندما يكون لدي 10 دقائق قبل بدء الاجتماع التالي. أعلم بأنني لستُ الوحيدة الكثير منا ينتقل من مهمة إلى أخرى بغية الكفاءة. لكن هل نسير في الاتجاه الصحيح حقًا من أجل تحسين أدائنا ورفاهيتنا؟
تحت قيادة صديقتي وزميلتي في العمل زهانا ليوبيخ، كان فريق البحث لدينا يحقق في دور استراحات العمل في أداء الموظفين ونتائج رفاهيتهم لفترة من الوقت. قمنا بمراجعة 83 دراسة منشورة عن هذا الموضوع من أجل التوصل إلى إطار مفهومي. قبل أسبوعين، حصلنا على الموافقة على نشر بحثنا في مجلة علم نفس الصحة المهنية. نظرًا لضرورة منح الموظف بعض الوقت تجديدًا لنشاطه، أردت تخصيص هذا المنشور لأولئك الذين قد يرغبون في التعرف على كيفية تصنيف استراحات العمل واستغلالها لصالحنا.
يعرّف الباحثون استراحة العمل بأنها فرص للتعافي. هذه الفرص ربما تتضمن أنشطة متنوعة (مثل المشي في الطبيعة) و/أو تحسين الحالة النفسية (مثل الاسترخاء) لتسهيل التعافي. أهم نقطة في أخذ قسطٍ من الراحة هو التوقف مؤقتًا عن مهام العمل والتركيز على التعافي. تختلف استراحة العمل عن مقاطعة مهام العمل عمدًا. بينما استراحة العمل سواء كانت مجدولة أم لا، تؤخذ عن قصد، أما مقاطعة العمل هي تعليق تلقائي للأنشطة المتعلقة بالعمل.
يحدد إطار العمل الخاص بنا أربعة عناصر لاستراحة العمل. وهي المبادر، المدة، التكرار، والأنشطة والتجارب.
بينما في بعض المواقف، يحدد أصحاب العمل توقيت استراحة الموظف (مثل، أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة في كل مناوبة).
إلا أنه في الحالات الأخرى، تكون سلطة أخذ استراحة بيد الموظفين (مثل، الحصول على استراحة لاحتساء القهوة).
توضح نتائجنا أن سلوك الموظفين تجاه أخذ استراحة (مثل اعتبار استراحة العمل مفيدة وضرورية) وإدراكهم بأنهم قادرون على أخذ قسط من الراحة إن أرادوا تمكنهم من تحديد البادئ.
تختلف مدة الاستراحة المُختبرة في الدراسات التجريبية بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك يقدم البحث نتائج مختلطة حول العلاقة بين المدة والأداء ونتائج الرفاهية. في حين أفادت بعض الدراسات بأن أخذ فترات راحة أطول يحسن من الإنتاجية، إلا أن البعض الآخر لم يتمكن من إثبات علاقة كبيرة مماثلة. وأرجعنا سبب هذه الاختلافات إلى عوامل أخرى مثل مدى التعافي أثناء الاستراحة.
لم نجد نمطًا واضحًا في العلاقة بين فترات استراحة العمل، والأداء والرفاهية تمامًا مذل مدة الاستراحة. في حين أن بعض الأنشطة تتطلب استراحة أكثر تكرارًا، فإن الاستراحات الأخرى التي تنطوي على أنشطة مختلفة تتطلب استراحات أقل تكراراً، ولكن في بعض الأحيان أطول.
كانت الأنشطة الأكثر شيوعًا في بحثنا هي: ممارسة الرياضة و التواصل الاجتماعي مع الغير، يليها قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، والقيلولة، والانخراط في أنشطة ترفيهية تتطلب طاقة منخفضة (مثل الحصول على فترة راحة). لاحظنا وجود علاقة وثيقة بين ممارسة الرياضة والرفاهية (كلًا من الجسدية والنفسية)، ولكن كانت العلاقة بين ممارسة الرياضة والأداء غير واضحة.
أدركنا أيضًا أن فعالية الاستراحات الاجتماعية تعتمد على من يقضي الموظف معه في اجتماعاته (فمثلاً وجدوا أن الموظفين الذين يقضون استراحتهم مع كلب لديهم مستويات منخفضة من هرمون الإجهاد، أي الكورتيزول)، كما تبيّن أيضًا أن الاستراحات التي تتضمن محادثات حول العمل ليست فعالة.
أود أن تستخلص من هذا المنشور النقاط الأربع التالية:
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: مها المقرن
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً