كيف يقوم الدماغ بتمييز الوجوه؟

كيف يقوم الدماغ بتمييز الوجوه؟

4 سبتمبر , 2015

وجوه (1)

 

الدماغ يميز الأجسام في غضون أجزاء من الثانية , حتى و إن كانت تستقبل معلومات بصرية بدائية . يعتقد الباحثون بأن التمييز السريع يعمل لأن الدماغ يقوم بشكل مستمر بالتنبؤ بشأن الأجسام في مرمى النظر. كما يقوم بمقارنتها بالمعلومات المُستقبَلة. وفي حال لم يتطابقا ,حينها يتم تنبيه المراكز العليا في الدماغ بخصوص هذا الخطأ , فيقوم بتصحيحها حتى تتوافق مع ما تنبأه الدماغ. اليوم أثبتوا علماء من جامعة جوث (Goethe University) هذه النظرية. حسب التقرير الذي ظهر في الطبعة الحديثة بمجلة علم الأعصاب ,بأن الموجات التي ترسلها المراكز العليا من الدماغ يزداد نشاطها إذا ما صدف أن حصل هناك خطأ تنبؤي. نتائج هذه الدراسة قد تساعد في فهم أفضل لاضطراب طيف التوحد و لمرض الفصام كذلك.

من أجل أن نُحدث الأخطاء التنبئية في المشاركين, قام العلماء بوضع صور تُدعى (وجوه مُوني) , والتي سُميت باسم مخترعها كريغ موني. و هي صور بيضاء و سوداء. بالعادة نستطيع تمييزها بسهولة. ونستطيع أن نُعطي تفاصيل عن الجنس , العمر وتعابير الوجه. رغم أن الحدود بين الأسود والأبيض هي التي تحتوي على معلومات الوجه. مع ذلك, فإن هذا المقدار البسيط من المعلومات يُعد غامضاً.

“في دراستنا , استخدمنا وجوه موني والتي تهتم بأمرين: أولها, بأننا دائماً ما نرى الوجوه موجهة عمودياً, و ثانياً أن الإضاءة تأتي من الأعلى. و بالتالي أصبحت مهمة تمييز الوجوه أضعف وأبطأ” البروفيسور مايكل و يبرل من مركز تصوير الدماغ في جامعة جوث

السؤال المطروح, ما الذي يحدث للدماغ في هذا الموقف؟ النظرية الحالية, هي نظرية” التشفير التنبئي”, وتقول هذه النظرية بأن الإشارات تُرسل إلى المراكز العليا في الدماغ فقط في حال لم يتحقق ما تنبأ به الدماغ. بالتالي , الارتفاع في نشاط الإشارات المُرسلة يفترض أن يحصل. ولكن توجد هناك نظريات مناقضة تماماً لهذه النظرية.

إن اختبار النظرية هذه بشكل مباشر أصبح ممكناً و متاحاً في الآونة الأخيرة , عندما اكتشف علماء من فرانكفورت في مؤسسة سترونقمان بأن الموجات الصادرة من الدماغ كانت قد ازداد نشاطها إلى 90 هيرتز عندما تُرسَل الإشارات من المراكز السفلى إلى المراكز العليا في الدماغ. ” إذا كان الخطأ التنبئي قد أُحدِث نتيجة تكوين صور مناقضة للحقيقة البصرية المُشاهدة كل يوم خلال مسار حياتنا , فإنه علينا أن نشاهد ارتفاع في نشاط موجات الدماغ إلى 90 هيرتز كردة فعل للخطأ التنبئي الحاصل” و استطعنا أن نثبت ذلك من خلال التجارب” ويبرل. ” و استطعنا كذلك أن نستعرض الشدة المتزايدة باطراد مع الزمن و المُستلزم لتمييز الأجسام المُشاهدة, لموجات الدماغ للأخطاء” وهذا يوضح بأن هذه الموجات الدماغية لا تُبدئ بالتصحيح فحسب, لكن قد يكون لها دور في عملية الإدراك” ويبرل مستكملاً. هذه النتائج مهمة تحديداً لأن موجات الدماغ هذه تكون ضعيفة بشكل ملحوظ عند مرضى الفصام وعند مرضى اضطراب طيف التوحد. يظهر هذا من خلال القياسات المأخوذة من المعامل في مركز التصوير الدماغي بفرانكفورت خلال السنوات الماضية. يأمل الباحثون كسب فهم أفضل لكلا المرضين وإيجاد طرق لمساعدة المرضى من أجل تصحيح الأخطاء التنبئية بوسيلة أكثر فاعلية.

 

 

المصدر / http://www.sciencedaily.com/releases/2015/06/150625081514.htm

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!