لقاحات فيروس كورونا المستجد وندرة حدوث مشاكل قلبية بين الحقيقة والغموض

لقاحات فيروس كورونا المستجد وندرة حدوث مشاكل قلبية بين الحقيقة والغموض

4 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

نيفين رجب

دقق بواسطة:

زينب محمد

تشير الأبحاث إلى أن خطر الإصابة بمشاكل قلبية بعد تلقي لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال ضد فيروس كورونا ضئيل جدًا، ولا ينبغي علينا الارتياب حول الحملات المنطلقة حول العالم عن أهمية اللقاحات لحفظ الأرواح.

لكن الخطر “لا يمكن إهماله” والأدلة المتاحة حاليًا من الصعب تقييم مدى دقتها، فلقد طالب الباحثون ببيانات أدق بخصوص هذا الموضوع.

ولقد كتب الباحثان الأمريكيان جينج ليو و وليد جيلاد تعقيبًا في المجلة الطبية البريطانية BMJ بمنتصف شهر يوليو يقول: “إنه لمن المحبط أن  يمر أكثر من عام ونصف علي إنتاج لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال ومازلنا لا نملك  يقين قوي حول حدوث هذه الواقعة الطبية الهامة”.

ولقد بُني رأيهم على دراسة كبيرة حول نفس القضية والتي راجعوا فيها الأبحاث المتاحة حول تكرار الإصابة بالتهاب العضلة القلبية والتهاب التامور، “وهما التهابين في القلب”، عقب أخذ جرعة لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال لشركتي فايزر ومودرنا.

ولقد كان هذا الموضوع شائك بالنسبة للمجتمع العلمي. واكتُشِف هذا الخطر بسرعة عقب انطلاق حملة التطعيمات مباشرةً، ولكن المشككين في اللقاح بالغوا في الأمر بشكل كبير فيما بعد طامحين إلى التصدي لجميع اللقاحات.

ولقد كانت الأزمات القلبية بعد تلقي اللقاح نادرة جدًا ولم تكن تسبب مضاعفات خطيرة في أغلب الأحيان. وحقيقة أن فيروس كورونا نفسه يمثل خطر للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية لهو أيضًا جزء من المعادلة.

السؤال الأهم

إن قيمة لقاحات الحمض النووي الريبوزي ليست محل ارتياب. ولكن بالنسبة للكٌتَّاب الباحثين في المجلة الطبية البريطانية، مازالت المعلومات الحالية حول مخاطره غير كافية.

ولقد كتبوا: “من الواضح أن الإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد تلقي اللقاح لهو أمرٌ نادر الحدوث، ولكن يظل السؤال ذو الأهمية الرئيسية هو لأي مدى هو نادر الحدوث”.

وتقدم المراجعة التي علقوا عليها، والتي قام فيها باحثون آخرون بتحليل نتائج حوالي 50 دراسة سابقة، إجابة على هذا التساؤل.

ولقد أثبتت بشكل كبير اكتشافات سابقة، ومنها حقيقة أن نسبة الإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد تلقي اللقاح أعلى لدى الشباب من الذكور عن أي مجموعة أخرى.

ورغم أن الاستنتاجات أقل وضوحًا، إلا أنه يبدو أن الخطر يكون أعلى بعد تلقي جرعة لقاح موديرنا بالمقارنة بلقاح شركة فايزر.

وقد يبدو هذا دعم لقرار بعض الدول، ومنها فرنسا، بالسماح للأشخاص فوق سن 30 عامًا فقط بتلقي لقاح موديرنا. وهناك دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لم تضع مثل هذا التفريق.

ومازالت الأبحاث تفتقد الوضوح في بعض النقاط. ووُجِد أن بعض النتائج تختلف بشكل كبير، اعتمادًا على اختلاف الأنظمة بينما البعض الآخر قد يُرى أنه غير مُرضي. وهذه الحالة خاصةً بموضوع محدد حساس وهو: تطعيم الأطفال.

ولقد سمحت العديد من الدول بتلقي الأطفال الصغار للقاح، ولكن غالبًا ما كانت الاستجابة ضعيفة بسبب تردد الآباء.

وتفيد الأبحاث بأن الإصابة بالتهاب عضلة القلب نادر الحدوث لدى الأطفال من سن 5 إلى 11 عام، ولكن تضيف أيضًا أن “الأمر ليس مؤكدًا”.

هل الجرعات التنشيطية أقل خطرًا؟

لقد أظهر الباحثون قضايا أخرى، حيث عُولِجت أغلب حالات التهاب عضلة القلب والتهاب التامور دون أعراض خطيرة. ولكنهم نادرًا ما كانوا يتابعون لمدة طويلة بعد ذلك، مما يعني أنه من الصعب استبعاد التطورات في المستقبل.

ولم تكن الأبحاث واضحة كفاية حول ما إذا كانت الجرعات التنشيطية تعرض للخطر مثل الجرعة الأولية أم لا.

وقد يكون هذا سؤالًا ملحًا حيث هناك العديد من الدول المتقدمة التي بها عدد كبير من الأشخاص المُحصنين ضد الوباء يفكرون في مدى وجوب استبعاد الجرعات الإضافية.

ومع ذلك، فلقد خرجت دراسة فرنسية يوم الجمعة تلقي الضوء على هذا الموضوع.

ولقد أجرت هذه الدراسة، والتي لم يراجعها النظراء بعد ولم تُنشر في مجلة علمية حتى الآن، المجموعة العلمية إبي-فاري وهي جزء من الوكالة الوطنية لسلامة المنتجات الطبية الفرنسية ANSM، وبحثت في بيانات الصحة العامة لملايين الفرنسيين.

وكشفت أن خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب أقل عند تلقي الجرعات التنشيطية من لقاحي فايزر وموديرنا منه عند تلقي الجرعات الأولية.

وأوضح الباحثون: “بالإضافة إلى أن الخطر يقل بحسب طول المدة بين الجرعات المتتالية”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: نيفين رجب المهدي

لينكد إن: neven-ragab

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!