crossorigin="anonymous">
27 أغسطس , 2022
التغلب على فرسان الخوف الأربعة.
فرسان الخوف الأربعة هم: الخوف من الفشل، والخوف من السخرية، والخوف من المجهول، والخوف من النجاح، وهذه المعتقدات المقيِّدة الأربعة هي الأكثر شيوعًا والتي تمنعنا من الازدهار، ويتخفون خلف سلوكيات التدمير الذاتي مثل المماطلة والكمال والرضا عن النفس.
لذا فإننا نفهم الآن ما يمنعنا من الازدهار، لكن ما الذي يمكننا فعله بشأن هذا؟
الاستراتيجية التي استخدمها تسمى تلقيح الخوف. إليك كيفية عملها:
نحصن أنفسنا من الفيروسات باستخدام اللقاحات التي تحمل بداخلها نسخة مفككة من هذه الفيروسات، مما يتيح لأجسامنا التدرب للتغلب على الفيروس إذا أُصبنا به في صورته الأصلية.
يمكننا استخدام نفس الاستراتيجية لتحصين أنفسنا ضد الفرسان الأربعة بتفكيك مخاوفنا والتدرب على طرق للتغلب عليهم في حالة واجهنا المخاوف حقيقةً، أو بما يعرف “إذا أصبحت مخاوفنا حقيقة”.
إذا كنت شغوفًا بالعلاج السلوكي والمعرفي فأنت تعلم أن علم النفس الحديث متأصل في الفلسفات القديمة مثل الرواقية (مذهب فلسفي)، يسمى أحد التطبيقات الرواقية premeditatio malorum وهي كلمة لاتينية تعني “تصور الشرور”، وتلقيح الخوف هو الشكل الحديث لهذا التطبيق القديم.
جرب هذا التمرين البسيط لتحصن نفسك من فرسان الخوف الأربعة:
افترض أن أسوء مخاوفك قد تحققت. الآن مع وجود هذا الافتراض كيف ستتعامل مع الأمر؟
إليك كيف سيبدو الأمر بتطبيقه على كلٍ من فرسان الخوف.
افترض أنك فشلت. الآن كيف ستتعلم من تجربتك؟
ما الذي تحتاج لفعله بشكل مختلف في المرة القادمة؟ بعد فوات الآوان، ما هي الأخطاء التي كان من الممكن تجنبها وكيف تتأكد من عدم تكرارها؟
متى خاطرت بينما لم يكن عليك فعل ذلك أو متى تجنبت المخاطر بينما كان عليك المجازفة؟
ما هي المصادر التي لم تستفد منها وكان من الممكن أن تساعدك على النجاح؟
تعمق في معرفة ما الذي ساهم تحديدًا في فشلك.
تعلم منه الآن في رحاب هذه التجربة الفكرية الآمنة، لتتجنب ما يمكن تجنبه عن طريق التفكيك وعكس هندسة مسببات الفشل على الواقع.
كلما فهمت مسببات الفشل بشكل أفضل، كنت مجهزًا لتجنبها (أو التعافي منها).
افترض أنك واجهت ردود فعل سلبية من أصدقائك أو عائلتك أو متابعينك. ما هي استراتيجيتك؟
هل ستعتذر وتضع الأمور في نصابها (إذا كان ضروريًا)؟
كيف ستحل اندفاع المشكلة السابقة؟
هل الأشخاص المنتقدون لك تستحق آراءهم الاهتمام حقًا؟
لن تكون قادرًا على إرضاء الجميع.
هل تركز على إرضاء الأفراد الصحيحة؟ هذا في مجال الأعمال يعني توضيح مكانتك ورسالتك، أما في الحياة الشخصية فيعني التركيز على إرضاء نفسك وتقدير رأيك ورغباتك واحتياجاتك وتقديمها على آراء أصدقائك القدامى من المدرسة، الذين لم تتحدث إليهم منذ 15 سنة.
إذا كنت بحاجة لدفعة إضافية للتغلب على خوفك راجع خطاب ثيودور روزفلت “الرجل في الحلبة” (man in the arena)، وهو خطاب مفيد جدًا لتطبيق المفهوم حين تبدأ بالتفكير في ما قد يقوله الآخرون والذي يمنعك من تقديم نفسك وأفكارك للعالم.
افترض أنك بدلاً من المخاطرة باتخاذ القرار الخطأ لم تحرك ساكنًا. كيف ستسترجع هذا الآن؟
ما المعلومات التي احتجتها لكنك لم تحصل عليها؟
لا يمكننا معرفة كل المتغيرات، فما هو الحد الأدنى من المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ القرار السليم؟
كيف يمكنك الحصول على هذه المعلومات؟
الحياة (ومجال الأعمال) هم لعبة مكررة، حيث يعتمد القيام بتحسينات مستمرة على معرفتنا لما ينفع وما لا ينفع.
اسعَ للتقدم لا للكمال.
افترض أنك نجحت. مبارك!
ما هو الجانب الآخر من النجاح؟ ارسم صورة واضحة لشكل الحياة بعد النجاح، كلما كانت واقعية، تحسنت قدرتك على تحصين نفسك.
هل أصبحت راضٍ وفقدت الحافز لتحسين نفسك؟
هل يلتزم العالم بكل كلمة تقولها لأنهم يرونك رائدًا فكريًا، لذا فإنت مرتعب من حجم تأثير كلماتك؟
إذا كان كل ما عهدته هو الكدح والتسلق إلى قمة هدفك هل هذا يعني أن القمة هي المستقر وأنه لا سبيل لتحسن الحياة؟
كيف ستستمر في الازدهار وتحدي نفسك؟
كيف تتأكد أنك لن تدع النجاح يعبث بتفكيرك؟
لا يمكنك رؤية ما خلف الجبل حتى تتسلقه، ولكن عندما تصل للقمة يتغير منظورك وتدرك أنك عند بداية سلسلة جبال، النجاح ليس شيئًا تخاف منه لأن النجاح يفتح عينيك على فرص لم تتخيلها من قبل.
إذا أمكنك تسلق الجبل الأول فبإمكانك تسلق التالي.
نحن نخاف المجهول:
بجعل المجهول معلوم -أو على الأقل من الممكن معرفته- من خلال تلقيح الخوف يمكننا سلب فرسان الخوف الأربعة من قوتهم المؤثرة علينا.
عندما نشعر أننا على استعداد لمواجهة مخاوفنا التي قد تتحقق، فإننا لن نكون بحاجة لتجنبهم عن طريق السلوكيات المدمرة للذات.
لذا في المرة القادمة عندما يبدأ أحد فرسان الخوف بإظهار وجهه القبيح، طبّق نظرية تلقيح الخوف.
ساعدتنا اللقاحات على النجاة.
وسيساعدنا تلقيح الخوف على الازدهار.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: آيه أبوزيد
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً