تقوية الاستجابة المناعية ضد مرض السرطان

تقوية الاستجابة المناعية ضد مرض السرطان

25 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

شاهنده عبد الله

دقق بواسطة:

هاجر عقدة

يعد العلاج بمستقبلات المستضد الحيوية، المُصنعة في المختبر بمثابة الفرصة الأخيرة للمرضى الذين يعانون من سرطان الغغد الليمفاوية، أو الورم النخاعي المتعدد، وأنواع أخرى من السرطان. يتضمن العلاج أخذ خلايا تائية من المريض لتصبح علاج بالمستقبلات الخيمرية للخلايا التائية.

تعمل الخلايا التائية كحارس لجهازنا المناعي، حيث تقوم بدوريات دائمة في الأوعية الدموية والأنسجة، وتطارد الأجسام الغريبة. يمكن للخلايا التائية المدعومة بالمستقبلات الخيمرية (CARs) أيضًا اكتشاف هياكل سطحية محددة جدًا على الخلايا السرطانية. بمجرد إعادة الخلايا مستقبلات المستضد الحيوية إلى المريض عن طريق التسريب، تدور في الجسم كنوع من الأدوية الحية التي يمكنها الارتباط بخلايا سرطانية محددة جدًا وتدميرها.

تبقى الخلايا المناعية المُهندسة في الجسم بشكل دائم وتتكاثر. وإذا اشتد السرطان مرة أخرى، تعود إلى العمل. يحدث هذا نظريًا على الأقل؛ لكن في الممارسة العملية، لا يزال العديد من المرضى ينتكسون، وذلك لأن الخلايا السرطانية يمكن أن تتفوق عليها خلايا مستقبلات المستضد الحيوية  من خلال إنتاج المزيد من بروتين جين مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات المعبر عنه أنه استجابة لهرمون الأستروجين، وعن طريق جعل الخلايا التائية تنتج المزيد من التائية، يمنع جين مستضد السرطان المرتبط بمستقبلات إطلاق الإنزيمات السامة للخلايا، مما يبطئ الاستجابة المناعية المرغوبة.

أظهر فريق بقيادة المؤلفين السابقين، الطبيب أرمين ريم والطبيب أوتا هوبكن من مركز ماكس ديلبروك للطب الجزيئي بجمعية هيلمهولتز في مجلة JCI Insight أن تثبيط جين مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات أدى إلى زيادة مطردة في الاستجابة المناعية للسرطان. كما أنتجت الفئران أيضًا المزيد من خلايا الذاكرة التائية. هذه الخلايا هي جزء من ذاكرتنا المناعية، والتي تسمح لجهاز المناعة لدينا بالاستجابة بشكل أفضل لمستضد السرطان بعد مواجهته سابقًا.

أظهر الآن الباحثون أيضًا هذه النتائج الرئيسية في خلايا مستقبلات المستضد الحيوية البشرية.

 كتب الفريق في دورية Molecular Therapy: أن هذه هي الخطوة الحاسمة على طريق الاستخدام العلاجي. حيث أفاد ريم: “إن تثبيط جين مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات يسمح للجسم بالقضاء على الخلايا السرطانية مبكرًا وبشكل جذري، مما يخلق فرصة حقيقية للشفاء، بالإضافة إلى تحقيق نجاح علاجي طويل الأمد”.

تحرير العلاج المناعي

أدرك الباحثون بمجرد اكتشاف جين مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات، أنه لعب دورًا مهمًا في الإصابة بالسرطان؛ لكن الأمر استغرق وقتًا طويلاً لتحديد ماهية هذا الدور في الواقع. عندما بدأ فريق مركز ماكس ديلبروك العمل عليه في عام 2009، وجدوا أن الفئران التي لا تمتلك الجين تعاملت مع الالتهابات البكتيرية والفيروسية بشكل أفضل بكثير من الفئران الحاملة للجين، وأنهم أنتجوا المزيد من خلايا الذاكرة التائية ذات الأهمية الخاصة في بيولوجيا الورم.

نجحت المؤلفة الرئيسية الطبيبة أنثيا ويرجز عام 2015 في كبح تخليق بروتين مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات باستخدام جزيئات الحمض النووي الريبوزي microRNA، والتي استخدمت لزراعة خلايا مستقبلات المستضد الحيوية المثبطة لمستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات مع خلايا سرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية البشرية المختلفة. وتمامًا كما في نموذج الفأر، أدى التثبيط إلى تقليل نمو الورم بشكل كبير. وتطورت الانتكاسات في وقت لاحق.

تقول ويرجز: “إن تحرير مكابح مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات يسمح للخلايا التائية المُهندسة وراثيًا بإطلاق المزيد من المواد السامة للخلايا. ومع ذلك، فإنها لا تسبب كمية السيتوكين الكبيرة التي عادةً ما تكون أحد الآثار الجانبية للعلاج بالمستضدات الخيمرية (CAR)”. في الواقع، تُخفض المخاطر إلى الحد الأدنى نظرًا لاستخدام عدد أقل من الخلايا. يعمل إيقاف تشغيل المكابح المناعية في جميع المجالات. ويمكننا فعل ذلك مع كل خلية من خلايا  مستقبلات المستضد الحيوية التي ننتجها – بغض النظر عن نوع سرطان الدم الذي تستهدفه.

الدراسات السريرية هي الخطوة التالية

سيظل رغم ذلك الخيار العلاج الأول لسرطان الدم هو العلاج الكيميائي جنبًا إلى جنب مع العلاج التقليدي بالأجسام المضادة، حيث يستجيب العديد من المرضى بشكل جيد جدًا لهذا العلاج. يقول هوبكن: “لا يُفعّل العلاج بالأجسام المضادة إلا إذا عاد السرطان مرة أخرى. إنه مكلف للغاية لأنه منتج خلوي فردي لشخص واحد، والذي يمكن أن ينقذ حياة المريض من المرة الأولى لاستخدامه”.

يُظهر عمل مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات مدى أهمية المثابرة والصبر للباحثين. كانت ويرجز مدفوعة بإمكانية أن يكون لعملها فرصة حقيقية للتطبيق السريري. يضيف ريم أن مشاريع مثل هذه تسمح لك بالتعامل مع تقنية في البحث الأساسي ثم تطبيق كل شيء في البحث المترجم، وصولاً إلى فحص السموم للعمليات التنظيمية.

والجدير بالذكر، أنهم بالخطوة الأخيرة في مشروعهم البحثي الآن، حيث سيقدمون تصورهم إلى معهد بول أرليش، المختص بالموافقة على المواد البيولوجية في ألمانيا بنوفمبر المقبل.

بفضل النتائج التي توصلوا إليها من نماذج حيوانية والتجارب المختبرية باستخدام الخلايا البشرية، يعرف الفريق الآن أن تحرير مكابح جين مستضد السرطان المرتبط بالمستقبلات فعال للغاية ولا يسبب أي آثار جانبية أكثر من العلاج التقليدي بمستقبلات الخلايا التائية الخيمرية. يقول ريم: “نحن الآن بحاجة إلى أطباء شجعان وشريك لتمويل الدراسات السريرية”. إذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن أن يكون العلاج باستخدام خلايا مستقبلات المستضد الحيوية المثبطة بـاستخدام بروتين EBAG9 متاحًا للمرضى في أقل من عامين.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: شاهنده عبدالله صالح

تويتر: shahindaabdulla

مراجعة وتدقيق: د. هاجر عقدة


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!