الأرق عدو النوم

الأرق عدو النوم

1 سبتمبر , 2015

أرق

يمكنك الاستماع لهذه المقالة عبر:

https://soundcloud.com/n-scientific/pqq8xqk1iqb8

 

الأرق هو خلل أو اضطراب في النوم ويُعرف بصعوبات النوم أو بصعوبات الاستمرار في النوم، وعلى الرغم من ذلك فإن الذين يعانون من الأرق بإمكانهم الحصول على ساعات النوم الكافية.

الإصابة بالأرق من الممكن أن تكون قصيرة المدى وهي التي تبقى لأيام أو أسابيع، أو أن تكون الإصابة بالأرق طويلة المدى (مزمنة) وهي التي تبقى لشهر أو أكثر.

كما يقول الدكتور أوليسيس ماقالانق – مدير برنامج اضطرابات النوم في المركز الطبي لجامعة ولاية أوهايو – فإن الأرق قصير المدى غالباً ما يكون سببه الأحداث المجهدة مثل حالة الوفاة في العائلة، أما الأرق المزمن فغالباً ما يكون له سبب ثانوي كالمشاكل الطبية أو النفسية.

وفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للصحة فإن الأشخاص المصابين بالأرق من الممكن أن يشعروا بالنعاس أو القلق والاكتئاب خلال اليوم، وقد يعانون كذلك من صعوبة في التركيز والتعلم. وكذلك تقول دراسة تمت في جامعة روتشستر الأمريكية في عام 2010 بأن أصحاب اضطرابات النوم المستمرة يتعرضون لخطر زيادة الحوادث المرورية وتزيد لديهم معدلات التغيب عن العمل ولا يشعرون بالرضى عن وظائفهم.

حسب مجلة طب النوم في عام 2007 فإن الأرق هو حالة مرضية شائعة فحوالي ٣٠٪ من البالغين شعروا بِعرَض واحد أو أكثر من أعراض الأرق، وحوالي ١٠٪  من الناس عانوا من ضعف أو ضيق نتيجة الأرق، وحوالي ٦٪ واجهوا أعراض الأرق بما لا يقل عن شهر واحد فقط وليس لديهم أي اضطراب آخر يسبب لهم صعوبات في النوم.

 

الأسباب :

الأرق من الممكن أن يكون عرضاً من أعراض مشكلة أخرى وهو ما يُعرف بالأرق الثانوي، وحسب المعهد الوطني الأمريكي للصحة فإن أسباب الأرق الثانوي قد تشمل على: الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الصداع واضطرابات النوم مثل متلازمة الساق المتململة أو متلازمة تململ الساقين (Restless Leg Syndrome – RLS) وهي متلازمة تتسم بالشعور بعدم الراحة في الساقين مصحوبة بأحاسيس أخرى مثل: آلام شديدة قريبة من الحرقة، خـدر، حكة، لسعات صغيرة في الأطراف وخصوصا الساقين، وتظهر في بعض الحالات -وخصوصاً الساكنة منها- مثلاً عند مشاهدة التلفاز أو الاستلقاء على السرير في ساعات الظهر أو في الليل وقد تصل إلى حد عدم القدرة على الاستلقاء في الوضعية نفسها لأكثر من ثوان معدودة مع الحاجة إلى القيام والسير والحركة من أجل التخلص من هذه الظاهرة. لهذا السبب، نجد أن عملية النوم (الفسيولوجية) تتضرر بسبب صعوبة الإغفاء. كذلك تحصل في 80% من الحالات اضطرابات جسدية حركية في الساقين خلال النوم، منها حركات دورية ومتكررة في الساقين. في مثل هذه الحالة لا تقل ساعات النوم فحسب بل تتدنى جودة النوم الفعلي أيضاً، وهو الأمر الذي ينتج عنه التعب الشديد خلال ساعات النهار وصعوبة في التركيز وحتى الشعور بآلام في الأطراف خلال ساعات الصباح الأولى في بعض الأحيان.

ومن أسباب الأرق الثانوي أيضاً أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة -وهي شعور مفاجئ بالدفء- والتي عادة ما تكون أكثر كثافة على الوجه والعنق والصدر وتسبب احمرار البشرة ويمكن أيضاً أن تسبب الهبات الساخنة التعرق الغزير الذي قد يُشعر بالبرد. الهبات الساخنة تحدث عدة مرات في الأسبوع أو عدة مرات في اليوم وخاصة التي تحدث في الليل تقطع النوم وتكون سبباً في الإصابة بالأرق.

بعض الأدوية مثل أدوية الربو أو نزلات البرد من الممكن أن تسبب الأرق، وأيضاً من مسببات الأرق الاستخدام المتكرر والمعتاد لبعض المواد مثل الكافيين والتبغ والكحول.

يقول الدكتور أوليسيس ماقالانق: تشير الأبحاث إلى أنّ التعرض للضوء ليلاً -مثل أضواء شاشات الكمبيوتر أو الهاتف المحمول– من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأرق.

في بعض الحالات لا يكون الأرق من الآثار الجانبية لمشكلة أخرى ففي هذه الحالة يُعرف الاضطراب على أنّه أرق أساسي ورئيسي وأسبابه ليست مفهومة جيداً. يقول المعهد الوطني الأمريكي للصحة أنّ التغيرات الكبيرة والرئيسية في الحياة والإجهاد المستمر والمتواصل والسفر من الممكن أن يؤدوا إلى الأرق الرئيسي.

 

الأعراض :

حسب المعهد الوطني الأمريكي للصحة فإن المصابين بالأرق عادةً ما يجدون صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، ومن الممكن أن يبقوا مستيقظين على السرير لفترة طويلة قبل النوم، وتكون فترات نومهم قصيرة ويستيقظون في وقت مبكّر جداً أو يشعرون بأنهم لم يناموا أثناء الليل.

يقول الدكتور أوليسيس ماقالانق: من الشائع أن يحدث لأي إنسان اضطراب في نومه وتكون ليلته سيئة بسبب عدم النوم خصوصاً إذا كان مرهقاً من شيء ما، ولكن يجب على من يعاني من صعوبة في النوم أو الشعور بعدم الانتعاش بعد الاستيقاظ أن يتحدث مع الطبيب إذا استمر الأمر لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر. وحسب مايو كلينيك فإنه يجب على الجميع أن يتحدثوا مع أطبائهم إذا شعروا بأن مشاكل نومهم تؤثر على قدراتهم في العمل خلال اليوم.

 

عوامل الخطر :

كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالأرق مقارنة بمن هم أصغر سناً “الشباب”. والنساء أيضاً أكثر عرضة من الرجال بسبب التغييرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية وخلال انقطاع الطمث وهذا قد يؤثر على النوم.

وهناك عوامل أخرى مثل:

  • البقاء تحت الكثير من الضغط.
  • وجود اضطراب عقلي.
  • العمل ليلاً أو التغييرات في ساعات العمل.
  • السفر لمسافات طويلة.

 

التشخيص :

لتشخيص الأرق فإن الأطباء يسألون المرضى عدداً من الأسئلة حول عادات نومهم، مثلاً: كم عدد المرات التي حصلت فيها مشكلة أثناء النوم، كم من الوقت يستغرقون حتّى يغلبهم النعاس وينامون، وكم مرّة تقريباً يستيقظون في الليل، وكيف يكون روتين ما قبل وقت النوم. المرضى قد يأخذون بعين الاعتبار أن عليهم الحفاظ على مذكرات النوم وكتابة أوقات الغفوة والاستيقاظ والنوم فيها لمدة أسبوع أو اثنين لمساعدتهم في الإجابة على هذه الأسئلة.

يقول الدكتور أوليسيس: معرفة توقيت أرق الشخص يساعد الطبيب على تحديد سبب الأرق، فعلى سبيل المثال إذا كان المريض يجد صعوبة في بداية النوم ليلاً فقد تكون المشكلة متعلقة بساعته البيولوجية أو في إيقاع الساعة البيولوجية، أما الذين يستيقظون صباحاً في وقت مبكر جداً فغالباً ما تكون المشكلة مرتبطة بالمشاكل النفسية.

عند التشخيص سيقوم الأطباء أيضاً بأخذ التاريخ الطبي للمريض والذي يتضمن أسئلة حول المشاكل الصحية التي يعاني منها والأدوية التي يستخدمها وحالته العقلية الصحية وعادات العمل وأوقات الفراغ، وكذلك ما إذا كان المريض قد واجه في الآونة الأخيرة أحداثاً مجهدة. وسيقومون كذلك بإجراء الفحوصات السريرية والتي قد تشمل اختبارات الدم للتأكد من حالة الغدة الدرقية التي تسبب اضطرابات في النوم. قد تكون هناك حاجة لاختبار النوم إذا اعتقد الأطباء أن أرق المريض قد يكون ناجماً عن اضطراب نوم آخر.

 

العلاج :

وفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للصحة فإن تغيير نمط الحياة في كثير من الأحيان يُساعد على تحسين نوم الأشخاص الذين يعانون من الأرق قصير المدى. ويشمل ذلك التغيير على تجنّب الكافيين والمنبهات الأخرى، الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تقريباً كل يوم، تجنب الوجبات الثقيلة وممارسة الرياضة والأضواء الساطعة قبل النوم. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق المُزمن فإن هنالك نوع من العلاج يسمى العلاج المعرفي السلوكي وهو أحد طرق العلاج النفسي الذي قد يساعد في تقليل القلق المرتبط بالأرق مثل القلق حول فقدان النوم، ويقول الدكتور أوليسيس: قد أظهرت الدراسات أن آثار العلاج السلوكي المعرفي تفيد المريض على المدى البعيد أكثر من استخدام الأدوية.

وحسب مؤسسة مايو كلينيك الأمريكية فإن الأطباء قد يوصون ببعض الأدوية للمريض حين لا يستفيد من الأساليب والطرق الأخرى لتخفيف الأرق، هذه الأدوية مثل: (Ambien, Lunesta, Sonata, Rozerem) وتؤخذ عادة لبضعة أسابيع فقط.

أدوية النوم يمكن أن تكون لها آثار جانبية فالمرضى من الممكن أن يشعروا بالدوار في اليوم التالي أو قد يحدث نادراً أن يسيروا أو يقودوا السيارة أثناء النوم!

يقول الدكتور أوليسيس كذلك: يجب على المرضى أن يستشيروا الطبيب قبل أن يستخدموا الأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين والتي تُصرف بدون الحاجة إلى وصفة طبية، فهذه الأدوية لم تثبت فعاليتها في علاج الأرق ومع ذلك فهي لها تأثير طويل المدى على الجسم فالمرضى الذين يستخدمونها قد يشعرون في اليوم التالي بالنعاس. دواء الميلاتونين كذلك لم تثبت فعاليته في علاج الأرق المزمن، ولكنه قد يُفيد في بعض حالات اضطراب النوم مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الناتج عن اختلاف التوقيت.

 

المصدر: http://www.livescience.com/34756-sleep-disorder-insomnia.html

التعليقات (2) أضف تعليقاً

مجموعة نون العلمية‎ – اللأرق “Insomnia “,هروب النوم منذ 8 سنوات

[…] المصدر: n-scientific.org/?p=3839 […]

مجموعة نون العلمية‎ - الأرق: أنواعه وأسبابه منذ 3 سنوات

[…] تلخيص: لولوة الصغيرتويتر: llalolo@تصميم: نور الجشيTwitter: @noorthedesignerالمقال: http://n-scientific.org/3839 […]


اترك تعليقاً انقر هنا لإلغاء الرد

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!