يعزز العلاج المناعي بالخلايا التائية خيميرية المستضد، مقاومة سرطان الدم

يعزز العلاج المناعي بالخلايا التائية خيميرية المستضد، مقاومة سرطان الدم

3 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

مارينا منير

أحدثت التطورات في العلاج المناعي الخلوي الذي يحفز الخلايا التائية المعدلة وراثيًا لمهاجمة الخلايا السرطانية ثورة في علاج بعض أنواع سرطانات الدم. تمت الموافقة على ستة علاجات من نوع الخلايا التائية خيمرية المستضد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج أنواع معينة من سرطان الدم والورم الليمفاوي والورم النخاعي المتعدد. إلا أنه لا تستجيب بعض أورام المرضى بشكل جيد لهذه العلاجات والعديد من المرضى الذين تعافوا بشكل جيد في البداية وجدوا أن سرطاناتهم تعود.

حيث أظهرت دراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس أن العلاج الإضافي ببروتين معزز للمناعة يسمى إنترلوكين-7 (7-IL) بعد تسريب الخلايا التائية المعدلة وراثيًا يتسبب في نمو الخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية المقاومة للسرطان في العدد ويصبح أكثر فاعلية في قتل الخلايا السرطانية.

تشير دراسة الفئران التي نُشرت في مجلة Nature Communication إلى نتائج واعدة في المرحلة الأولى من التجارب السريرية في مركز Siteman للسرطان وكلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس. حيث تقوم التجربة السريرية بدراسة نوع طويل المفعول معدل وراثيًا من انترلوكين-7 (IL-7) بالاشتراك مع الخلايا التائية خيمرية المستضد التي تستهدف CD19 وهو مستضد من الخلايا المناعية البائية في المرضى الذين يعانون من سرطان الغدد الليمفاوية للخلايا البائية الكبيرة المنتكس أو المقاوم للعلاج (DLBCL). سايتمان، هو مركز التنسيق وواحد من أربعة مواقع في جميع أنحاء البلاد تشارك في التجربة.

قال كبير مؤلفي الدراسة جون فوستر ديبيرسيو الحاصل على دكتوراه في الطب، وفيرجينيا كيمونس، وصامويل جولمان أستاذ الطب ومدير قسم الأورام: “يُجرب العديد من الباحثين استراتيجيات مختلفة لتعزيز وظيفة الخلايا التائية خيمرية المستضد في علاج سرطانات الدم، نحن مهتمون بانترلوكين -7 (IL-7 ) لأننا نعلم أنه محرك رئيسي لانتشار الخلايا التائية. يصنع الجسم انترلوكين-7 بشكل طبيعي لزيادة عدد الخلايا التائية عندما يمرض الشخص. على سبيل المثال: عندما نعطي نوعًا ممتد المفعول من انترلوكين -7 للفئران التي تعاني من نقص المناعة الحاملة للورم بعد فترة وجيزة من العلاج بالخلايا التائية خيمرية المستضد وجدنا انتشارًا كبيرًا في الخلايا التائية لمستقبلات المستضدات الخيمرية أكبر بعشرة آلاف ضعف مقارنةً بالفئران التي لم تتلقى انترلوكين-7 كما تدوم الخلايا التائية خيمرية المستضد لفترة أطول وتظهر زيادة كبيرة في النشاط المضاد للأورام.

تُصنع الخلايا التائية خيمرية المستضد باستخدام الخلايا التائية الطبيعية في الجسم سواء من المريض أو المتبرع. حيث تُعدل الخلايا التائية خيمرية المستضد وراثيًا لاستهداف بروتين على سطح الخلايا السرطانية على وجه التحديد. ويساعد استهداف الخلايا التائية خيمرية المستضد في العثور على الخلايا السرطانية التي تعتبر الأساس في تجنب الهجوم المناعي. ويمكن أن يكون العلاج فعالاً للغاية، ولكن في بعض الأحيان لا تكون الخلايا التائية خيمرية المستضد قادرة على التوسع بما يكفي لقتل كل الخلايا السرطانية أو تصبح مفرطة التحفير فتستنفذ قدرتها على العمل مما يؤدي إلى فقدان فعاليتها المضادة للورم.

مع وضع هذه المشكلات في الاعتبار، كان الباحثون -بما في ذلك المؤلف الأول ميريام كيم الحاصلة على دكتوراه في الطب، وكبير المؤلفين المشاركين ماثيو كوبر الحاصل على درجة الدكتوراه – مهتمين بما إذا كان بإمكانهم تسخير طريقة الجسم الطبيعية لزيادة عدد الخلايا التائية لتعزيز العلاج. لكن عادةً ما يختفي الإنترلوكين-7 الطبيعي من الجسم بسرعة. لذلك، اختبر ديبيرسيو وفريقه شكلاً معدلاً من إنترلوكين-7 يبقى في الجسم لأسابيع، مما يجعله أكثر فاعلية في دعم تمدد الخلايا التائية خيميرية المستضد.

من خلال فحص نموذجين مختلفين من سرطان الغدد الليمفاوية للخلايا البائية في الفئران، أوضح الباحثون أن الفئران تلقت الخلايا التائية خيمرية المستضد وإنترلوكين-7 ممتد المفعول عاش نحو ستة أضعاف الفئران التي تلقت الخلايا التائية خيمرية المستضد وحدها لمدة شهر بعد العلاج. جميع الفئران التي تلقت إنترلوكين-7 ممتد المفعول بعد فترة وجيزة من العلاج بالخلايا التائية خيمرية المستضد كانت لا تزال تعيش في نهاية إطار التجربة الزمني التي مدتها 175 يومًا. علاوةً على ذلك، قُلصت أحجام الورم في الفئران التي تلقت الخلايا التائية خيمرية المستضد وإنترلوكين-7 بشكل كبير، لدرجة أنه لايمكن اكتشافها في غالبية الفئران بحلول اليوم 35.

وقال ديبرسيو: “إن الفئران التي تلقت الخلايا التائية خيمرية المستضد وحدها، تمت فيها السيطرة على المرض لفترة وجيزة”.  ولكن بحلول الأسبوع الثالث، يبدأ الورم في العودة. وبحلول الأسبوع الرابع، يبدأون في الظهور مثل الفئران المرجعية التي لم تتلقى أي علاج فعال. ولكن بإضافة إنتروكين-7 ممتد المفعول، فإن أعداد الخلايا التائية خيمرية المستضد تنفجر في الحال، كما عاشت تلك الفئران بعد الإطار الزمني المحدد لتجربتنا.

 تشير دراستنا أيضًا إلى أنه قد يكون من الممكن ضبط انتشار الخلايا التائية خيمرية المستضد بدقة من خلال التحكم في عدد جرعات إنترلوكين-7 التي نعطيها.

وضعت أبحاث جامعة واشنطن الأساس لاستخدام إنترلوكين-7 لتعزيز جهاز المناعة لعلاج الأمراض، متضمنًا استخدام الخلايا التائية خيمرية المستضد. بالإضافة إلى ذلك، درس ريتشارد هوتشكيسس أستاذ التخدير والطب والجراحة وفريقه إنترلوكين-7 لاستخدامه في تحفيز الخلايا التائية لمحاربة الإنتان، وهى عبارة عن رد فعل تهدد الحياة بالعدوى.

كما أظهرت الأبحاث التي أجراها مركز أورام الدماغ في سايتمان أيضًا وعدًا باستخدام إنترلوكين-7 ممتد المفعول لتعزيز الخلايا التائية في علاج الورم الأورمي الدبقي، وهو سرطان دماغي عنيف.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مارينا منير رشدي

مراجعة وتدقيق: د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!