تأثير سلوك الأطفال على السلوكيات الصحية في منتصف العمر

تأثير سلوك الأطفال على السلوكيات الصحية في منتصف العمر

20 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

قبس الخزام

دقق بواسطة:

سراء المصري

كشفت دراسةٌ حديثة أجراها باحثون في كلٍّ من كليةِ الرياضة والعلوم الصحية بجامعة يوفاسكولا ومركز أبحاث علم الشيخوخة في فنلندا حول تأثير مسارات السلوك الاجتماعي العاطفي خلال الطفولة على السلوك الصحي في منتصف العمر أي بعد عدة عقود؛ حيث يُمكن التنبؤ بالسلوك الصحي للطفل البالغ سنّ الثامنة من خلال سلوكه الاجتماعي العاطفي على نحوٍ مباشر وغير مباشر أثناء مراحل التعليم.

هناك مجموعة متنوعة من العوامل الكامنة وراء اتبّاع بعض العادات الصحيّة وأحد هذه العوامل هي طِباع الشخصية؛ حيثُ إنّ تباين السلوكيات وردود الأفعال بين الأفراد يبدأ بالوضوح فعليًّا من مرحلة الطفولة المبكّرة. وقد بحثت دراسةٌ حديثة تأثير السلوك الاجتماعي والعاطفي خلال مرحلة الطفولة على النشاط البدني والتدخين واستهلاك الكحول ومؤشر كتلة الجسم لاحقًا لدى الأشخاص المشاركين في الدراسة حتى عمر ٤٢ عامًا.

ويُتَوقع أنّ يؤدي تحكم الفتاة بسلوكها، والذي يعني الميل للتصرف بطريقةٍ لطيفة وإيجابية في المواقفِ الصعبة إلى زيادة ممارسة النشاط البدنيّ في منتصف العمر. كما يُتَوقع أن يؤدي النشاط الاجتماعي -على سبيل المثال- والذي يعني الرغبة بالتحدث واللعب مع الأطفال الآخرين زيادة استهلاك الكحول عند الفتيات والتدخين عند الأولاد.

تقول باحثة ما بعد الدكتوراه تيا كيكالاينن: “قد يُؤدي التحكّم بالسلوكيات أثناء الطفولة إلى ضبط النفس جيدًا والقدرة على الالتزام بخطة التمارين الرياضية في مرحلةِ البلوغ”، وأضافت: “من ناحيةٍ أخرى قد يؤدي النشاط الاجتماعي لدى الطفل إلى بعض المشاكل الاجتماعية فيما بعد مثل التدخين واستهلاك الكحول”.

تأثير المسار التعليمي

تتأثر بعض السلوكيات الاجتماعيّة والعاطفية التي نقوم بها أثناء الطفولة والسلوكيات الصحية في منتصف العمر بمسارِ التعليم. ويُتَوقع أن يؤدي النشاط الاجتماعي لدى الفتيات والتحكم بالسلوك لدى كلٍّ من الفتيات والفتية إلى التفوق الدراسيّ في مرحلة المراهقة والنجاح في التعليم العالي في سنّ الرشد. كما قد ارتبط التحصيل التعليمي العالي بتقليل التدخين وشرب الكحول.

وتذكر كيكالاينن ما يلي: “تتماشى النتائج التي توصلنا إليها مع النتائج السابقة المبنية على نفس البيانات الطولية ودراسات أخرى”. وتضيف: “لقد وجدنا أنّ التحكم بالسلوك على وجه الخصوص يؤثر إيجابيًّا على مسألة النجاح الدراسي والتعليم مما يساعد على اتخاذ الخيارات الصحية لاحقًا. وتشير نتائج هذا البحث إلى أنّ تباين سلوك الأفراد التي تبدأ بالوضوح فعليًّا في مرحلة الطفولة تظهر في مرحلة البلوغ سواءً مباشرة أو من خلال طرق مختلفة غير مباشرة”.

كانت الدراسة التي نُشرت في مجلة Psychology & Health جزءًا من الدراسة الطولية التي أُجرِيت في جامعة يوفاسكولا حول الشخصية والتنمية الاجتماعية والتي دُرِسَت فيها حالة نفس الأفراد منذ عام ١٩٦٨م عندما كانوا في الثامنة من العمر. واستخدمت هذه الدراسة بيانات حول السلوك الاجتماعي العاطفي والحالة الاجتماعية والاقتصادية للوالدين في سن الثامنة والنجاح الدراسي في سن الرابعة عشر، والمؤهلات التعليمية في سنّ السابعة والعشرين، وسمات الشخصية بعمر الثالثة والثلاثين، والسلوكيات الصحية بعمر ستة وثلاثين واثنين وأربعين وخمسين.

ملحوظة: البيانات الطولية، هي البيانات المستخدمة في مجال علم الاجتماع لدراسة تأثير الأحداث على الأجيال.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: قبس الخزام

تويتر: @Qabas_3

مراجعة وتدقيق: سراء المصري

تويتر: @Sarraa_mm


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!