بعض الناس يبقون واعين تحت التخدير وهذا أكثر شيوعًا مما كنا نعتقد

بعض الناس يبقون واعين تحت التخدير وهذا أكثر شيوعًا مما كنا نعتقد

16 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

محمد هيثم التلا

دقق بواسطة:

زينب محمد

التخدير العام شيء رائع، فهو يفقدنا الوعي ويمنع إحساسنا بالألم في غضون ثوانٍ قبل الجراحة، لكن في حالات نادرة، يستجيب بعض الأشخاص لما حولهم تحت تأثير التخدير العام، لكنهم لا يستطيعون تذكر ما حدث عقب ذلك.

وهذا ما يدعى: “الوعي المتصل”، والآن تشير أكبر دراسة من نوعها حتى الآن حول هذه الظاهرة إلى أنها أكثر شيوعًا مما كان يعتقد في البداية، حيث تؤثر على 1 من كل 10 من الشباب، والنساء أكثر من الرجال.

يقول الباحثون إن الموجودات ونتائج البحث تسلط الضوء على الحاجة إلى فهمٍ أفضل لكيفية استجابة الأشخاص المختلفين لعقاقير التخدير.

 حتى بعد 170 عامًا من الاستخدام، ما زلنا لا نملك فهمًا قويًا لكيفية عمل التخدير العام – والآن يبدو أن العمر والجنس يمثلان عاملاً آخر في هذا المزيج (الخاص بفهم كيفية عمل التخدير العام أي العوامل المؤثرة على عمله).

يقول مؤلف الدراسة روبرت ساندرز، طبيب التخدير وعالم الأعصاب بجامعة سيدني في أستراليا: “هناك حاجة مُلّحة لمزيدٍ من البحث حول الاختلافات البيولوجية، وخاصةً الجنس، التي قد تؤثر على الحساسية تجاه أدوية التخدير”.

إذا كان من الممكن تكرار نتائج الدراسة الجديدة، فقد يقربنا خطوة واحدة من فهم من هو أكثر عُرضة لتجربة “الوعي المتصل” وكيف يمكن لأطباء التخدير تقليل احتمالات حدوثه.

أشارت التقديرات السابقة إلى أن حوالي 5% من الأشخاص الذين يخضعون للتخدير العام يعانون من “وعي متصل”. لكن فريق ساندرز شكك، بناءً على أبحاث أخرى، في أنه ربما كان أكثر شيوعًا لدى الشباب.

تشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن عددًا أكبر من المتوقع من الشباب ما زالوا يستجيبون للتخدير العام قبل بدء الجراحة.

استجاب واحد تقريبًا من كل 10 من 338 شابًا في الدراسة، تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، للأوامر التي تطلب منهم الضغط على يد الباحثين مرة واحدة إذا فهموا، ومرتين إذا كانوا يعانون من الألم أثناء التخدير العام.

بعد ساعة من الاستيقاظ، طُلب من المشاركين تذكر/استدعاء 16 كلمة سمعوها تحت تأثير التخدير، لمعرفة ما يتذكرونه من التجربة.

ووجدت الدراسة أن النساء كُنّ أكثر عُرضة بمرتين إلى ثلاث مرات من الرجال لتجربة “الوعي المتصل”.

كانت احتمالات “الوعي المتصل” أقل أيضًا إذا تم الحفاظ على مستوى مستمر من التخدير في الدقائق التي تلي مباشرةً التخدير وقبل التنبيب، وهي النقطة التي يتم فيها إدخال أنبوب بلاستيكي في القصبة الهوائية للشخص للحفاظ على تدفق الهواء وإيصال أدوية التخدير أثناء الجراحة.

من المهم أن نلاحظ أن “الوعي المتصل” يختلف عن الإدراك غير المقصود الذي يعاني منه جزء أصغر من الناس – 0.1% فقط – أثناء التخدير، والذي بعدها يمكنهم تذكر تفاصيل محددة حول الإجراء.

يشير مصطلح “متصل” في هذه الحالة إلى أجزاء من الدماغ لا تزال قادرة على معالجة الأحاسيس من بيئتها (بيئة أجزاء الدماغ)، نصف منتبهة ولكن غير مدركة تمامًا.

يقول ساندرز: “يتوقع المرضى أن يكونوا فاقدي الوعي أثناء التخدير، وألا يشعروا بالألم، وهذا يوضح سبب أهمية البحث في التخدير”.

استجابت حوالي 13% من النساء في الدراسة للأوامر أثناء التخدير، مقارنة بنسبة 6% فقط من الرجال، على الرغم من أنهم تلقوا نفس الكميات المعادلة للوزن (تحسب كمية المخدرات بحسب الوزن ) من البروبوفول، وهو عقار/مخدر/دواء يستخدم لبدء التخدير العام والمحافظةعلى استمراريته.

كتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “الاختلافات في الجرعات، إن وجدت، كانت صغيرة ولا تفسر سبب تجربة الإناث للوعي المتصل أكثر من الذكور”.

أشار حوالي نصف الأشخاص، البالغ عددهم 37، الذين استجابوا للأوامر إلى أنهم كانوا يعانون من الألم، والذي كان من الممكن تصحيحه بسرعة عن طريق تعديل جرعة أدوية التخدير. كما أشار شخص واحد إلى تجربة الجراحة بعد انتهاء الإجراء بوضوح.

كتب ساندرز وزملاؤه في الورقة البحثية: “في رأينا، هذا مستوى وعي أعلى مما يتوقعه المرضى (أو أطباء التخدير) أثناء التخدير العام”.

في حين قد يبدو الأمر وكأن التخدير يفقدنا الوعي بجرعة من العقاقير التي يدور مفعولها قبل أن تتمكن من العد إلى عشرة، كذلك فإن التخدير يتطلب فقط فصل الشخص عن بيئته، وليس بالضرورة أن يتضمن الفقدان الكامل للوعي.

ومع ذلك، من الواضح أن هذا يمثل خطًا دقيقًا جدًا بالنسبة لأطباء التخدير، ويبدو أنه يختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر.

على الأقل الآن، قد يكون لدى أطباء التخدير فهم أفضل لكيفية الحفاظ على التخدير المستمر في الدقائق القليلة الأولى (وهو بالفعل ممارسة قياسية في العديد من البلدان) قد يساعد في تقليل حدوث/معدل الإصابة  “بالوعي المتصل”.

يقول ساندرز: “من المهم جدًا ملاحظة أن المرضى لم يتذكروا الاستجابة للأوامر”، مشيرًا إلى ذلك بشكل عام إلى أن التخدير العام آمن للغاية.

وأضاف: “كان من المطمئن أيضًا أن نرى أنه إذا أُعطيت أدوية التخدير بشكل مستمر في الفترة الزمنية بين مباشرة التخدير والتنبيب، فقد ينخفض خطر الوعي المتصل بشكل كبير”.

ونشرت الدراسة في المجلة البريطانية للتخدير.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: محمد هيثم التلا

لينكد إن: mohammad-al-talla

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!