ليست فقط الأسماك، التلوث البلاستيكي يؤذي البكتيريا

ليست فقط الأسماك، التلوث البلاستيكي يؤذي البكتيريا

30 يونيو , 2020

ترجم بواسطة:

رشا أحمد الغامدي

دقق بواسطة:

وليد أحمد

عشرة بالمئة من الأكسجين الذي نتنفسه يأتي من نوع واحد فقط من البكتيريا الموجودة في المحيط. أظهرت الاختبارات المعملية في الوقت الحالي أن هذه البكتيريا عُرضة للتلوث البلاستيكي، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Communications Biology.

تقول مؤلف الدراسة الرئيسي وباحث جامعة ماكواري، الدكتورة ساشا تيتو Sasha Tetu، “وجدنا أن التعرض للمواد الكيميائية المتسربة من التلوث البلاستيكي يتعارض مع النمو والتمثيل الضوئي وإنتاج الأكسجين في  بكتيريا البروكلوروكوكوس Prochlorococcus، وهي أكثر أنواع البكتيريا ضوئيًا في المحيط. نود الآن استكشاف ما إذا كان التلوث البلاستيكي له نفس التأثير على هذه الميكروبات في المحيط”.

تشير التقديرات إلى أن التلوث البلاستيكي يتسبب في أضرار اقتصادية تزيد على 13 مليار دولار أمريكي للنظم الإيكولوجية البحرية كل عام، وتزداد المشكلة سوءًا مع التلوث البيئي البحري الذي سيطغى على الأسماك بحلول عام 2050.

وتقول الدكتورة ليزا مور Dr Lisa Moore المؤلف المساعد، “قد يسرب  هذا التلوث مجموعة متنوعة من الإضافات الكيميائية في البيئات البحرية، لكن على عكس التهديدات التي تشكلها الحيوانات التي تبتلع أو تتورط في الحطام البلاستيكي، فإن التهديد الذي تشكله هذه المادة المرتشحة على الحياة البحرية قد حظيت باهتمام ضئيل نسبيًا”.

في الدراسة الأولى من نوعها، نظر الباحثون في الآثار التي تحدثها هذه المواد الكيميائية على أصغر البكتيريات في محيطاتنا، وهي البكتيريا البحرية الضوئية.

تقول ساشا: “لقد نظرنا إلى مجموعة من البكتيريا الخضراء صغيرة الحجم تسمى Prochlorococcus والتي تعد أكثر الكائنات الحية الضوئية وفرة في العالم، ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة أوكتيليون (حوالي 1027) فردًا”.

عندما يتعلق الأمر بإنتاج الكربوهيدرات والأكسجين في المحيط عن طريق التمثيل الضوئي، فإن هذه الميكروبات تعتبر ذات الفضل والجهد الأكبر.

وأضافت ليزا، موضحة الأهمية الأساسية لهذه الميكروبات في صحة المحيطات: “هذه الكائنات الدقيقة بالغة الأهمية لشبكة الغذاء البحرية، وتساهم في دورة الكربون ويعتقد أنها مسؤولة عن ما يصل إلى 10% من إجمالي الإنتاج العالمي للأكسجين”.

“لذلك واحد من كل عشرة أنفاس من الأكسجين الذي تتنفسه بفضل تلك الكائنات الصغيرة، ومع ذلك لا يوجد دليل واضح عن كيفية استجابة البكتيريا البحرية، مثل البروكلوروكوكوس للملوثات البشرية”.

في المختبر، كشف الفريق عن سلالتين من البروكلوروكوكوس (Prochlorococcus) عُثر عليهما في أعماق مختلفة من المحيطات بمواد كيميائية رُشت من منتجين بلاستيكيين شائعين – أكياس البقالة البلاستيكية الرمادية (المصنوعة من البولي إيثيلين عالِ الكثافة) وبلاستيك كلوريد متعدد الفينيل PVC.

ووجدوا أن التعرض لهذه المواد الكيميائية يضعف نمو ووظيفة هذه الميكروبات – بما في ذلك كمية الأكسجين التي تنتجها – وكذلك تغير الاستجابة في عدد كبير من جيناتهم.

وتقول ساشا: “تظهر بياناتنا أن تلوث البلاستيك قد يكون له تأثيرات على النظام البيئي على نطاق واسع تتجاوز التأثيرات المعروفة على الكائنات الحية، مثل الطيور البحرية والسلاحف”.

“إذا كنا نرغب حقًا في فهم التأثير الكامل للتلوث البلاستيكي في البيئة البحرية وإيجاد طرق لتخفيفه، سنحتاج إلى النظر في تأثيره على المجموعات الميكروبية الرئيسية، بما في ذلك الميكروبات الضوئية”.

المصدر: https://www.eurekalert.org

ترجمة: رشا أحمد الغامدي

مراجعة وتدقيق: وليد أحمد

شارك المقال

اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!