كيمياء البخور

كيمياء البخور

19 أبريل , 2014

البخور

يمكنك الاستماع لهذه المقالة عبر:

https://soundcloud.com/n-scientific/ci0i1uzrxwhl

 

عندما تعبق تلك الرائحة و تستنشقها توقن تماماً أن الأمر لا يخرج عن شيئين إما أن ثمَّة فرح محيط في المكان أو أن اليوم هو يوم جمعة! فقد اعتاد أهل الخليج بالتحديد، على حرق “البخور” لتلطيف الأجواء وتعطير الهواء، إلا أن الحقيقة و الواقع غير ذلك فتلك العادة مدعاة لتوليد ملوثات الهواء ليس إلا، خاصةً إذا تمت في الأماكن المغلقة .

الباحثون في كلية الصحة العامة the Gillings School” العالمية في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، قالوا “إن تلك الممارسة قد تسبب التهاب في خلايا الرئة البشرية ” و وفقاً لدراسة أُعدت في ذات الشأن أظهرت الارتباط الوثيق بين عدد من المشاكل الصحية و دخان البخور مثل أمراض “العين، الأنف والحنجرة، تهيج الجلد، مشاكل في التنفس ومنها الربو و الصداع وقد تصل إلى أمراض و مشاكل في القلب والأوعية الدموية، بل ربما قد يصل الأمر إلى تغيير في هيكل الخلية الرئوية”.

في هذه الدراسة تم تحديد وقياس الجسيمات و الغازات المنبعثة من نوعين من البخور والتي تستخدم عادةً في منازل دولة الإمارات العربية المتحدة، تم اختيارها لأكثر من ثلاث ساعات وهو الإطار الزمني النموذجي الذي يتم خلاله حرق البخور، ثم حلل الباحثون تركيز الجسيمات ومستويات الغازات مثل أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، و أكاسيد النيتروجين، و الفورمالدهيد على حد سواء، وتم تعريض خلايا رئة بشرية لدخان البخور ثم تم حجرها لمدة ٢٤ ساعة للسماح لها للرد على الغازات المطروحة، وكانت الاستجابة الالتهابية الناتجة ” إيجابية ” وهي السمة المميزة لمرض الربو والمشاكل التنفسية الأخرى  وتماثل بالضبط المشاكل  التي تتعرض لها خلايا الرئة بسبب دخان السجائر .

إضافة إلى ذلك، الفحم الحجري المستخدم في أغلب الأحيان لإشعال البخور  يزيد بشكل ملحوظ المستويات الضارة من غاز أول أكسيد الكربون والملوثات الأخرى.

والآن يبدو لي أني سأكف عن إحراق المزيد من البخور واكتفي بالمعطرات البديلة الأخرى ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأرجو ألّا يغضب أي بائع للبخور والعود على صائغة المقال فالصحة أولاً و لنتفقد تاج الصحة على رؤوسنا و حتى أكون منصفة و إن كنت من مدمني تلك الرائحة و لا تستطيع الاستغناء عن تلك العادة فتهوئة المكان و عدم المبالغة في بث البخور و الاكتفاء بالقليل فقط ربما هو الحل الأوسط. طبتم و طاب يومكم …

 

أمل التركي

 

المصدر :

 Science Daily

 

 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!