ثلاثة طرق للتغلب على معتقداتك السلبية عن نفسك

ثلاثة طرق للتغلب على معتقداتك السلبية عن نفسك

10 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

شهد التويجري

دقق بواسطة:

زينب محمد

أوقف الحلقة المفرغة من الأفكار المؤذية.

النقاط الرئيسية

– المعتقدات الجوهرية هي آراء راسخة لدى الناس عن أنفسهم، الآخرين والعالم حولهم. وتتطور هذه الأفكار والمعتقدات بشكل عام في مرحلة الطفولة.

– المعتقدات السلبية تظهر في الظروف والمواقف الصعبة ويمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية.

– يمكن للناس مواجهة هذه المعتقدات عن طريق مواجهتها أو الاعتراف بها للمضي لفعل شيء مختلف.

في الأسبوع الماضي، العديد من المراجعين قالوا لي “أشعر أن بي خطباً ما”. قالها أحد الأشخاص لاعتقاده أنه السبب في كونه أعزباً. وقال شخص آخر لاعتقاده أن هذا هو السبب لقلة أصدقائه. وآخر أيضاً قالها كتفسير لتوقف حياته المهنية عن التقدم.

معظم الناس لديهم أفكار مشابهة، يعتقدون أنهم غير محبوبين، عاجزين أو لا قيمة لهم. بالنسبة للبعض، تحدث هذه الأفكار بشكل متكرر، وربما لعدة مرات في اليوم. وللبعض الآخر، تظهر هذه الأفكار فقط في الظروف أو المواقف الصعبة، مثلاً بعد الفشل أو الرفض. يطلق أخصائيو الصحة العقلية على هذا النوع من الأفكار المعتقدات الجوهرية السلبية.

ماهي المعتقدات الجوهرية؟

أول من عرف المعتقدات الجوهرية هو المعالج المعرفي آرون تي بيك. عرفها بإنها وجهات نظر راسخة لدى الناس عن أنفسهم، والآخرين، والعالم حولهم.

يميل الناس عادةً إلى امتلاك معتقدات جوهرية إيجابية وسلبية. بالنسبة للمعتقدات الجوهرية الإيجابية فهي تظهر كأفكار مثل “أنا شخص محبوب” أو ” الناس عادةً يكونون أهلاً بالثقة”. ولكن عند الاضطرابات العاطفية، تظهر المعتقدات الجوهرية السلبية وتجعل الناس يشعرون بسوء أكثر. عندما تبدأ هذه الأفكار بالظهور غالباً ما يميل الناس إلى تصديقها بقوه، وحتى تصل بالبعض أن يشعر بإنها حقائق.

بعض الأمثلة على المعتقدات الجوهرية السلبية:

– أنا فاشل.

– أنا غير محبوب.

– أنا ضعيف.

– أنا لست مؤهلاً.

– أنا غير كفؤ.

– أنا مرتبط بالرفض والنبذ.

– أنا لست جيداً بما فيه الكفاية.

– أنا عديم القيمة.

لماذا نمتلك معتقدات جوهرية سلبية؟

ونحن صغار نبدأ في تطوير وجهات النظر حول أنفسنا والعالم حولنا. معتقداتنا عادةً ما تتأثر بشكل كبير بآراء الناس من حولنا وبتجاربنا الشخصية. على سبيل المثال، الأشخاص الذين نشأوا مع والدين منتقدين جداً أو شقيق لئيم قد يبدؤون في تصديق الأشياء السلبية التي قيلت لهم. أو قد يتشرب الأشخاص ذوي البشرة السمراء الأفكار أو التجارب العنصرية التي واجهوها.

الأطفال غالباً ما يتقبلون هذه الأفكار كحقائق. كما أنهم يميلون إلى ابتكار تفسيراتهم الخاصة حول تجاربهم الشخصية التي تساعدهم على فهم العالم من حولهم. “أنا غبي لأني لم أبل بلاءاً حسناً في الاختبار”، أو “أنا لست محبوباً لأن صداقتي انتهت مع صديقي.” أو “أنا شخصٌ سيء لأنني تعرضت لسوء المعاملة”.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تأثيرات وراثية وبيولوجية على أنماط تفكيرنا. الأشخاص ذوي الاكتئاب أو القلق الوراثي معرضين لهذه الأفكار السلبية أكثر من غيرهم. قد يعلقون في حلقة مفرغة من المزاج السيء أو القلق الشديد، مما يؤدي إلى ظهور المعتقدات الجوهرية السلبية، والتي تعزز مزاجهم السيء وقلقهم أكثر، وهكذا دواليك.

الخطوات اللازمة لمعالجة المعتقدات الجوهرية السلبية

1- استوعب أنك لست وحيداً: غالباً ما يعتقد الناس أنهم الوحيدون الذين يشعرون بأن بهم خطباً ما.

لو كان بإمكان الجميع رؤية المعتقدات الجوهرية السلبية وما تسببه من شخص لآخر، سيدركون أنه شيء شائع.

الأشخاص الذين تحترمهم والأشخاص الذين يبدون لك بأفضل حال وكل شيء يسير بصالحهم لديهم أيضاً معتقدات سلبية عن أنفسهم. هذا النوع من الأفكار يعتبر جزء من حال الإنسان، فأنت لست لوحدك!

2- تحدى معتقداتك: تميل المعتقدات الجوهرية السلبية إلى أن تكون شاملة، كل شيء أو لا شيء. وتعتبر هذه إشكالية لأن الشمولية تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة فتجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك. عندما تواجه هذه المعتقدات، لا يجب أن تفكر بالأفكار الإيجابية وفقط لأن هذا لن ينجح. بدلاً من ذلك، الأفضل أن تطور فكراً أكثر واقعية عن نفسك لتصدقه.

على سبيل المثال، لنفترض أنه قد تم تجاهلك من قبل شخصٌ ما من الجنس الآخر. قد يخطر لك أفكار مثل “أنا غير محبوب”. عندها جرب أن تسأل نفسك أسئلة مثل “لمجرد أن شخصاً رفضني، فهل يعني أن الجميع سيرفضني بالمستقبل؟” أو، ” هل هذا الشخص لمجرد رفضه لي سيجعلني أشعر بأني غير محبوب؟” أو، “حتى إذا أصبحت أعزباً، هل هناك أشخاص في حياتي يحبونني ويهتمون بي؟”.

3- الوعي، التقبل والمضي قدماً: هناك نهج إضافي لمكافحة هذه الأفكار: الوعي بالفكرة، تقبل النفس والمضي قدماً لفعل شيء آخر. يمكنك إلهاء نفسك أو إعادة تركيز اهتمامك على شيء مهم بالنسبة لك أو شيء تقدره.

بعد أن رفضت ترقيتك بالعمل، قد تقول لنفسك “أنا فاشل، ولن أصبح أبداً غير ذلك”. بدلاً من أن تكون عالقاً في حلقة مفرغة من التفكير بإنك فاشل، يمكنك أن تقول لنفسك، “من الطبيعي أن تخطر ببالي هذه الأفكار لأني منزعج من عدم حصولي على الترقية، لكن التفكير بأنني فاشل سيجعلني أشعر بالسوء فقط لا أكثر”.

خيبة الأمل هذه قد تكون فرصة للحديث مع مشرفك حول سبب عدم حصولك على الترقية، وماذا يمكنك فعله بالمستقبل. أو قد يكون الوقت قد حان للتفكير بتغيير وظيفتك. وإذا لم تكن تريد ذلك، خذ بعين الاعتبار البحث عن وظيفة أخرى.

الخلاصة

معظمنا لديه معتقدات جوهرية سلبية غير صحيحة تبدأ في الطفولة وتستمر طوال الحياة. المشكلة هي في تصديقها، خاصة بلحظات ضعفنا. مجرد تذكير نفسك أن معظم الناس لديهم مثل هذه الأفكار يمكن أن يساعدك على تخفيف شعورك بالوحدة. مواجهة هذه الأفكار السلبية بمحاولة التفكير وفعل شيء أكثر واقعية يمكن أن يساعدك بالحد من تأثيرها عليك.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: شهد عبد الله التويجري

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!