يشير بحث جديد أن تكنولوجيا المعلومات التنظيمية اليومية في مقدورها أن تشجع الموظفين على الإبداع حتى الغير المتخصصة منها، وذلك على سبيل ادخار المال – الذي أوحى به البحث – للمنظمات التي تتجه للاستثمار في تكنولوجيا المعلومات المتخصصة لدعم عملية استحداث الأفكار.  

وقد نُشرت مؤخراً النتائج التي توصلت إليها دوريت نيفو في مجلة المعلومات والمنظمات، وهي الأستاذ المشارك من كلية لالي للإدارة التابعة لمعهد رينسيلار للعلوم التطبيقية، حيث أظهرت هذه النتائج أنه يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات العادية للابتكار. بل ومن المحتمل إلى حد كبير أن يحدث ذلك عندما تكون التكنولوجيا في أيدي الموظفين الذين لديهم دافع لإتقانها وفهم لدورهم في المنظمة إضافة إلى تمتعهم بكفاءة عالية في بيئة تشجعهم على تطوير مهاراتهم.

تقول نيفو: ” تكشف هذه الدراسة أن الابتكار لا يقتصر وجوده على استخدام التكنولوجيا المصممة خصيصاً لدعم استحداث الأفكار، بل ينبع الإبداع من خلال الأداة المستخدمة والمستخدم لها أيضاً”.

تستخدم معظم الشركات والمنظمات أجهزة حاسوب ذات تكنولوجيا شائعة الاستخدام مثل برامج تحليل الأعمال، ونظم إدارة المعرفة، وأنظمة نقاط البيع وذلك لتمكين الموظفين من إتمام مهام عملهم الأساسية. وأرادت نيفو معرفة ما إذا كان في الإمكان أن يستخدم الموظفون تكنولوجيا المعلومات العادية لإيجاد أفكار جديدة في المرحلة الاستهلالية من عملية الابتكار، حيث يعمل الموظف على استحداث الأفكار وتطويرها ومن ثم يناضل من أجلها.

وفي دراسة تجريبية، قامت نيفو بتطوير نموذج نظري لدراسة الابتكار المعتمد على تكنولوجيا المعلومات، فاكتشفت أن الموظفين الذين لديهم دافع لإتقان تكنولوجيا المعلومات باستطاعتهم استخدام التكنولوجيا العادية كأداة للإبداع لزيادة العائد من الاستثمار في التكنولوجيا الموجودة في حوزة الشركات.

وتقول نيفو: ” تستطيع المنظمة أن تحصل على قيمة أكبر بكثير من خلال تكنولوجيا المعلومات وذلك في حال فسح المجال للأشخاص المناسبين لاستخدامها ومن ثم دعمهم”. كما تضيف: ” وفي المقابل ستوفر هذه القيمة المضافة أموال المنظمات لعدم حاجتهم للاستثمار في التكنولوجيا المتخصصة بشكل دائم وذلك لكي يتسنى لموظفيهم استحداث حلول للمسائل المتعلقة بالعمل أو أفكار لتحسين مكان العمل. وكل ما عليك فعله هو أن تثق بموظفيك ليتمكنوا من الابتكار من خلال التكنولوجيا التي بين يديك”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: سماح عيد 

مراجعة: عبدالرحمن نصرالدين