هل المهارات الاجتماعية لدى الشباب في تدهور؟

هل المهارات الاجتماعية لدى الشباب في تدهور؟

7 مايو , 2020

ترجم بواسطة:

ميهاف الزهراني

دقق بواسطة:

زينب محمد

لعقود من الزمن، اتفق البالغون بأن التكنولوجيا لها تأثير ضار على مهارات الشباب الاجتماعية. ولكن هناك بحث جديد قد يوضح هذا الجدل.

اشتهرت العديد من النظريات التي تنص على كيفية فقدان الافراد في سن الطفولة والشباب قدراتهم بالتواصل بشكل فعال بسبب التكنولوجيا ونُشرت في وسائل الاعلام بواسطة أشخاص ليس لديهم ما يدعم نظرياتهم. وقد دعم البحث هذه النظريات. هناك دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا ل ٥١ طالب في الصف السادس لمدة خمسة أيام، ولكن قد لا تكون العينة كافيه مما قد يؤدي إلى  عدم الوصول للنتائج الصحيحة.

حقيقة واحدة يتفق عليها معظم الناس هي أهمية المهارات الاجتماعية لنجاح حياة الشباب. ماذا لو كانت المهارات الاجتماعية في انخفاض بالفعل، حينها يجب على الباحثين أن يدقوا ناقوس الخطر. لكن هل هي كذلك؟

في آخر إصدار من المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع، قارن الباحثون تصورات الآباء والمعلمين للمهارات الاجتماعية للأطفال من البيانات التي تم جمعها في ثلاث دراسات طولية. (Downey & Gibbs, 2020)

في إطار الإجابة على ما إذا كانت بالفعل قد تراجعت المهارات الاجتماعية لدى الشباب، أدت هذه الدراسة الحديثة بقيادة دوغلاس داوني من جامعة ولاية اوهايو من خلال عينة تمثل الشباب الأمريكي خلال سنوات. إلى أن  استخدام الأطفال للإنترنت بالمنزل ازداد بدرجة كبيرة. حيث استخدم الباحثون الاحصائيات التي جمعتها الدراسة المطولة لكل من الطفولة المبكرة لعامي ١٩٩٨ و٢٠١٠ ودراسة التعليم الوطني لعام ١٩٨٨. واجمالاً، بلغ عدد الأطفال أكثر من ٦٠،٠٠٠ ولكن ٨ الآف فقط الذين استجابوا.

في كل من هذه الدراسات تم طرح أسئلة على الآباء والمعلمين حول المهارات الاجتماعية لدى الأطفال والتي تتضمن قدرتهم على تكوين صداقات والحفاظ عليها، والتعبير عن مشاعرهم بشكل ايجابي، والتواصل مع شخصيات مختلفة عنهم. طُرحت الأسئلة نفسها على المعلمين وأولياء الأمور على مدى ١٢ عامًا.

من العام ١٩٩٨ والى العام ٢٠١٠، كانت تصورات المعلمين حول مهارات الأطفال الاجتماعية لم تتغير، وكذلك تقييمهم لضبط النفس لدى الأطفال.

 وقد تكرر النمط ذاته مع تقدم الأطفال حتى الصف الاول والثالث والخامس. في الواقع، قَيّم المعلمون المهارات الاجتماعية للأطفال و الذي  كان مرتفعاً قليلاً في ٢٠١٠ مقارنة بالعام ١٩٩٨.

في حالات أخرى، قام الآباء بتقييم المهارات الاجتماعية لأطفالهم مثلما فعل المعلمون، مع تقييمات أعلى قليلاً في نهاية فترة ١٢ عاماً مقارنة بما كانت عليه في بداية البحث.

المهارات الاجتماعية هي أحد جوانب الازدهار

بينما تكشف هذه الدراسة صورة مطمئنة بأن المهارات الاجتماعية لدى الأطفال لم تتأثر بالتكنولوجيا. من المهم ملاحظة أن المهارات الاجتماعية هي جانب واحد فقط من جوانب الازدهار والجوانب الأخرى من القدرات كالمرونة والوعي الذاتي والدهاء تلعب دورًا أساسيًا في نمو الأطفال والمراهقين.

يدرس عدد كبير من العلماء هذه الخصائص التنموية وغيرها من الازدهار، بما في ذلك الآثار الإيجابية المحتملة لاستخدام الإنترنت على الأطفال. بما في ذلك الآثار الإيجابية المحتملة لاستخدام الإنترنت على الأطفال.

على سبيل المثال، لاحظ الباحثون كيف يساعد البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الطلاب على بناء شبكات التواصل الاجتماعي والحفاظ عليها.

يمكن لوسائل الإعلام الجديدة تعزيز الصداقات والعلاقات بين الآباء والأطفال، وربط الأطفال بالمجموعات التي تدفعها الفائدة والاهتمامات عبر الإنترنت والتي تعزز إبداعهم.

تشير الأبحاث الحديثة حول الرسوم المتحركة الرسومية (GIF) إلى أن هذه الصور يمكن أن تنقل طبقات معانٍ دقيقة ومعقدة غير ممكنة في التواصل بالرسائل أو في التواصل وجهاً لوجه.

ومن ثم، بدأت الدراسات تظهر أن الناس قد يبالغون في تقدير النتائج السلبية للتكنولوجيا، ليس فقط على صعيد المهارات الاجتماعية ولكن في مجالات أخرى أيضًا. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن التقنيات الجديدة قد تتيح اتصالات أكثر فعالية وجهاً لوجه.

لماذا لا تتراجع المهارات الاجتماعية؟

 تحدث داوني وزملاؤه عن نتائج دراستهم، متسائلين: “لماذا لم تنخفض المهارات الاجتماعية التي يواجهها الأطفال بالطريقة التي كان يتوقعها معظمهم؟

 إنهم يؤمنون أن “الذعر الأخلاقي” بشأن العواقب المتوقعة للتكنولوجيا الجديدة دفعت البالغين إلى الاعتقاد بأن المهارات الاجتماعية للأطفال في حالة سقوط حر.

يشير هذا الاعتقاد إلى افتراض أن التطور الاجتماعي يتطور بطريقة خطية. على سبيل المثال، إذا اعتقد المرء أن المزيد من الوقت على الإنترنت يؤدي إلى تقليل التواصل وجهًا لوجه، فقد يعتقد المرء أيضًاً أن انخفاض المهارات الاجتماعية سيتبع ذلك. يطور الأطفال المهارات الاجتماعية بطرق أكثر تعقيدًا وغير خطية. قد يقلل الإنترنت من المهارات الاجتماعية في بعض النواحي ويعززها بطرق أخرى. إنها ليست تجربة محصلتها صفر.

أظهرت دراسة أجريت عام ١٩٩٨ في البداية علاقة سلبية بين الوقت  الذي يمضيه الأطفال امام الشاشة والمهارات الاجتماعية، بما في ذلك زيادة الاكتئاب والوحدة. دراسة متابعة قام بها نفس الباحثين في عام ٢٠٠٢ لم تعد تجد تلك الارتباطات السلبية. ما السبب؟

قد يشير التغيير في البيانات إلى أنه عندما أصبح الأطفال أكثر مهارة في استخدام التكنولوجيا، فقد تقلصت العواقب السلبية. وبدلاً من إضعاف العلاقات الاجتماعية، يقترح الباحثون أن “التقنيات القائمة على الشاشة قد تُفهم بشكل أفضل على أنها توفر منصة جديدة يسعى الأطفال من خلالها إلى الاستقلالية عن الوالدين، ويطورون قواعد جماعية ويعاقبون الأقران، ويبنون الهويات ويحافظون عليها، ويطورون بطريقةِ ما مهاراتهم الاجتماعية.

بناءً على هذه الدراسة، هل يجب أن يكون وقت شاشة الأطفال محدودًا؟

إذا كان الآباء مهتمين بانخفاض المهارات الاجتماعية للأطفال، فإن هذه الدراسة لا تظهر أي دليل على أن تحديد وقت الشاشة سيكون له فائدة ذات مغزى. ومع ذلك، قد تكون هناك أسباب جيدة أخرى للحد من وقت الشاشة. هناك العديد من الآراء والبحوث المختلفة، بما في ذلك آراء مفاجئة من المراهقين حول عيوب الشبكات الاجتماعية واستخدام الإنترنت.

المرجع: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ميهاف الزهراني

@Mehafsaadi

مراجعة: زينب محمد

 تويتر:@zainaabhesien


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!