إلى أي درجة يمكن أن يكون فيروس كورونا مميتا ؟

إلى أي درجة يمكن أن يكون فيروس كورونا مميتا ؟

21 أبريل , 2020

ترجم بواسطة:

مريم ذياب

دقق بواسطة:

ديمة حنون

كتبتها ستيفاني باباس – المشاركة في العلوم الحية

الأرقام في ازدياد، لكن يبدو أنه أسوأ بكثير من الانفلونزا الموسمية.

يختلف معدل الوفيات من فيروس كورونا المستجد التي تسبب مرض كوفيد-19  بحسب موقع الشخص المصاب وعمره و وجود مشاكل صحية أساسا لديه .  

في حين أن معظم الأشخاص الذين  يصابون بفيروس كورونا المستجد سارس -كوف-2 يتعافي في المنزل  ، إلا أن  البعض قد يحتاج  الى الأقامة في المسشفى لمكافحة الفيروس ،  لكن هذا الفيروس مميت لعدد من المرضى .

لم يستطع العلماء فصل القول في  معدل الوفيات من فيروس كورونا   ؛ وذلك لانهم لم يستطيعوا التأكد من عدد الأشخاص الذين أصيبوا  بهذا المرض. لكن لديهم بعض التقديرات، و هناك إجماع سائد  على أن كوفيد-19 يعتبر أشد خطورة على المرضى الكبار في  السن والذين لديهم مشاكل صحية سابقة.

وقال  تيدروس أدناهوم غيبريسوس _ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية_ في مؤتمر صحفي أجري في 5 مارس بأن قرابة 3.4% من المرضى الذين تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 في أنحاء العالم قد توفوا . و ذكر في تحليل صيني  لأكثر من 72,000 حالة مسجلة وفاة   2.3%   من الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس أو اشتبه في إصابتهم به  (بناءً على الأعراض والكشف) .

 وكان معدل الوفيات  لدى المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 80 سنة عاليا لدرجة مخيفة وصلت إلى  14.8 %. وكان معدل الوفيات بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاماً   8 % و 3.6 %   بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 و 69 عاما  . ( أما الفئات العمرية الأصغر فكانت معدلات الوفيات بينهم أقل : 1.3 % للفئات بين 50 و 59 ، 0.4 % للفئة بين 40 و 49 عاما ، و 0.2  % فقط للفئة بين 10 و 39 عاما ) . وفي إيطاليا التي لديها نسبة عالية من السكان أكبر من 65 عاما تصل معدلات الوفيات إلى حد لافت يصل إلى قرابة 10 % كما حدث في 25 من مارس .  

و قدرت دراسة حديثة لحالات إصابة بفيروس كوفيد 19 أجريت في الولايات المتحدة معدل وفيات يتراوح ما بين 10 %  إلى 27 % بين الاشخاص الذين يبلغ عمرهم  85 عاما  فأكثر ، و 3 %  إلى 11 % للفئة العمرية بين 65 إلى 84 ،  و 1% إلى  3% للفئة بين 55 إلى 64 عاما ، و أقل من 1 % للفئة بين 20 إلى 54  عاما .

 إلا أن هذه الأرقام يجب ألا تؤخذ على أنها خسارة حتمية للأرواح بسبب الفيروس.  فمعدل إماتة الحالات  يحسب  بقسمة عدد الوفيات على العدد الإجمالي للحالات. يعتقد علماء الأوبئة أن تقديرات إجمالي الإصابات بعدوى سارس-كوف -2  أقل من الواقع لأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض قليلة أو خفيفة قد لا يحتاجون الطبيب أبدًا. وعندما  يتوسع  في إجراء الاختبار ويبدأ العلماء باستخدام طرق الأثر الرجعي لدراسة من لديهم  أجساما مضادة لسارس-كوف-2  في مجرى الدم، فإن إجمالي الحالات المؤكدة سوف يرتفع ونسبة الوفيات  إلى الإصابات ستنخفض على الأرجح .

 على سبيل المثال في جنوب كوريا، التي أجرت أكثر من 140،000 اختبارا لكوفيد-19 قدر المسؤولون معدل الوفيات ب 0.6٪  .   و مما يزيد  الأمر تعقيدا  أن أعداد الوفيات تتخلف عن أعداد الإصابات وذلك لأن الأمر  يستغرق ما بين  أيام و أسابيع حتى يموت الأشخاص شديدي الإصابة  بكوفيد -19. ولهذا  ينبغي قسمة معدلات الوفيات الحالية بشكل صحيح على عدد الإصابات المعروفة من أسبوع  أو أسبوعين  ماضيين ، وهذا بحسب  ما كتبه الباحثون في المجلة السويسرية الطبية الأسبوعية في فبراير .

و عدل  تقرير في 13 مارس في مجلة الأمراض المعدية الناشئة هذا  التأخير في الوقت بين التنويم في المستشفى وبين الموت. وقدر  المؤلفون  اعتباراً من 11 فبراير  أن نسبة الوفيات بكوفيد -19  وصلت إلى 12٪ في ووهان  و  4٪ في مقاطعة هوبي و0.9٪ في بقية الصين.

ومن العوامل المؤثرة على مدى إماتة  فيروس كورونا المستجد هو جودة  الرعاية الطبية. بالفعل هناك دليل  على أن النظام الطبي المثقل  في ووهان، حيث بدأ تفشي المرض،  أدى إلى المزيد من الوفيات.

ووجد تقرير المهمة المشتركة لمنظمة الصحة العالمية في 28 فبراير أن من بين 56,000 حالة من حالات فيروس كورونا المؤكدة مخبرياً، بلغت نسبة معدلات الإماتة  3.8%. ومع ذلك، كانت نسبة الوفيات في ووهان 5.8٪، في حين أن باقي أنحاء البلاد – التي نجى فيها عدد كبير من المرضى – شهدت معدل 0.7٪. مما يعني أن من المحتمل موت  عدد أقل من الأشخاص لو كان النظام الطبي مستعداً لمواجهة التدفق في أعداد  مرضى فيروس كورونا.

ذكر المؤلفون في تقرير الأمراض المعدية الناشئة أن ارتفاع تقديرات معدل الوفيات  في ووهان قد يكون مرتبطا  بخلل  في  النظام الصحي ” الذي كان غارقا بحالات  إصابة . وتشير النتائج إلى أنه ينبغي تنفيذ تدخلات  الصحة العامة المعززة، بما في ذلك الابتعاد الاجتماعي وتقييد التنقل  للسيطرة على وباء كوفيد-19.

ومع انتشار الفيروس في أنحاء مختلفة من العالم، ظهرت بيانات جديدة  ، فقد قدمت السفينة السياحية “دايموند برينسيس” نظرة على مجموعة معزولة ومراقبة جيدا تتعرض لفيروس كورونا المستجد . وفي تلك الرحلة البحرية، أصيب 707 شخصا بالفيروس وتوفي ستة أشخاص،وكانت نسبة  الإماتة  0.8.   كما قد يستغرق الامر 6 أسابيع لمعرفة فيما  إذا كان  الشخص المصاب بفيروس كوفيد -19 سيتعافى أو يموت ، وبالتالي فإن عدد الوفيات الناجمة عن انتشارالفيروس في  السفينة السياحية يمكن أن يرتفع.

 وتفوق  النسبة الحالية  نسبة إماتة الإنفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة  ب 0.1 % ، لكنها تتضاءل أمام معدل الإماتة من سارس التي بلغ  10%  ،  وهو نوع آخر من  فيروس كورونا  ظهر في الصين في عام 2002.

إلا أن  أرقام  السفينة دايموند برينسيس قد لا تمثل ما يحدث في بقية أنحاء العالم ؛ فركاب السفينة السياحية يميلون إلى أن يكونوا أكبر سنا من عامة الناس ، مما يجعلهم أكثر استعدادا لحدوث مضاعفات صحية أكثر تعقيدا . ومن ناحية أخرى، أتيح للمرضى إمكانية الحصول على الرعاية الطبية السريعة  لأن تفشي المرض في السفينة كان مراقبا عن كثب .

ترجمة: مريم ذياب

تويتر: @Meme_y77

المصدر:https://www.livescience.com

المراجع :  ديمة حنون

تويتر : dhanoon3  


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!