قد يكون علاج كوفيد-19 موجوداً بالفعل!

قد يكون علاج كوفيد-19 موجوداً بالفعل!

31 مارس , 2020

ترجم بواسطة:

راما سعود

دقق بواسطة:

ديمة حنون

الكاتب:  نيفان كروغان – بروفيسور ومدير معهد العلوم الحيوية الكمية في جامعة كاليفورنيا ، سان فرانسيسكو

سنرى هنا كيف يمكن  أن يجد الباحثون  عقارا لفيروس كورونا.

لماذا لا نملك عقارا لكوفيد-19 ، وكم من الوقت سوف يستغرق لتطويره؟

سارس-كوف-2  ، وهو فيروس كورونا المسبب لكوفيد-19 ، هو فيروس  جديد كلياً ويهاجم الخلايا بطريقة مختلفة  ، فكل فيروس  مختلف و تختلف تبعا له الأدوية المستخدمة في علاجه . لهذا السبب لم يكن هناك عقار جاهز لعلاج فيروس كورونا المستجد الذي ظهر قبل بضعة اشهر فقط.

بصفتي عالم أحياء مختصا بدراسة كيفية تأثر الخلايا بالفيروسات خلال العدوى، أنا مهتم بشكل خاص بالسؤال الثاني ، فالعثور على نقاط الضعف  لمرض ما و من ثم تطويرعقار لعلاجه عادة مايستغرق سنوات. ولكن فيروس كورونا المستجد لا يمهل العالم هذا الوقت. وها قد أصبح معظم سكان العالم تحت الإقامة الجبرية  و مع الخطرالمحدق لملايين الوفيات  ، اصبح من المحتم على الباحثين إيجاد علاج ناجع بسرعة أكبر . هذا الوضع كان أكبر تحد في حياتنا  لي أنا  وزملائي وفرصة العمر :وهي  المساعدة في حل هذه الكارثة الصحية والاقتصادية الذي شكلها وباء  سارس-كوف-2 العالمي .

ولمواجهة هذه الأزمة، جمعنا  فريقا في معهد العلوم الحيوية الكمية في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، لاكتشاف كيف يهاجم الفيروس الخلايا. ولكن بدلاً من محاولة تطوير عقار جديد بالاعتماد على هذه المعلومات، فإننا أولا  ننظر لنجد  فيما اذا كان هنالك أي عقار متاح اليوم يمكنه أن يعطل هذه الهجمات ويكافح فيروس كورونا.

فريقنا الذي يتكون  من 22 مختبر وأسميناه  QCRG، يعمل بسرعة عالية جداً على مدار الساعة سبعة أيام في الأسبوع. أنا اتصور أن هذا هونفس  الشعورالذي مر به فريق آلة فك الشفرة  في الحرب العالمية الثانية ، وفريقنا يأمل أن يبطل سلاح عدونا عبر فهم طريقة عمله الداخلية.

العدو المتخفي

الفيروسات مقارنةً بخلايا الإنسان صغيرة ولا تستطيع التكاثر لوحدها، و فيروس كورونا لديه حوالي 30 بروتين بينما  تمتلك خلايا الإنسان  أكثر من 20,000 بروتين.

حتى يتمكن الفيروس من العمل في هذا العدد المحدود من الأدوات فإنه يستخدم الجسد البشري بذكاء ويجعله يعمل ضد نفسه. طرق الدخول إلى الخلية البشرية عادة ما تكون مقفلة أمام أي هجوم خارجي ، ولكن فيروس كورونا يستخدم بروتيناته الخاصة  كمفاتيح لفتح  هذه الأقفال والدخول إلى خلايا الشخص.

عند دخول الفيروس  إلى الخلية فإنه يرتبط مع  بروتينات الخلية التي تستخدمها عادة لأداء وظائفها الحيوية  ، ويحولها بشكل أساسي إلى مصنع خاص  لفيروس كورونا. وعندما يستغل مصادر الخلية المصابة وآلياتها  لصنع  الآلاف من الفيروسات  فإن الخلايا تبدا بالموت .

خلايا الرئة معرضة بشكل كبير لذلك لأنها تحتوي على كميات كبيرة  من بروتين “القفل” الذي يستخدمه سارس-كوف-2 للدخول إليها. وموت عدد  كبير من الخلايا الرئوية للشخص  يسبب  ظهور الأعراض التنفسية المرتبطة بـكوفيد-19 .

هناك طريقتان للدفاع :  الأولى ، بأن يستطيع العقار  مهاجمة بروتينات الفيروس نفسه وبذلك سيمنعه من القيام بوظيفته، كالدخول إلى الخلية أو  استنساخ المادة الوراثية بمجرد دخولها. وهذه طريقة عمل remdesivir – وهو عقار يخضع الأن للتجارب السريرية لـكوفيد-9  .

ولكن هناك مشكلة في الطريقة الأولى وهي أن الفيروسات تتغير وتحدث لها طفرات  مع مرور الوقت ،وبذلك فإن فيروس كورونا في المستقبل قد يتطور ليجعل عقارا مثل remdesivir عديم الفائدة. وسباق التسليح هذا بين العقار والفيروسات هو سبب لجعلنا نأخذ لقاحا  ضد الإنفلونزا كل عام.

الطريقة الثانية من الدفاع ستكون عن طريق وقف تفاعل بروتين الفيروس مع بروتين الإنسان الذي يحتاجه. وهذه الطريقة التي أساسها حماية آلية المضيف لها فائدة كبيرة في تعطيل الفيروس نفسه لأن الخلية البشرية لا تتغير بنفس السرعة . و بمجرد عثورك على عقار جيد لابد له أن ينجح ،وهذه هي الطريقة التي يتخذها فريقنا ، كما قد يعمل أيضاً ضد الفيروسات المستجدة الأخرى.

معرفة خطط العدو   

أول شيء كان علينا فعله  هو تحديد كل جزء من المصنع الخلوي الذي يعتمد عليها  فيروس كورونا ليتكاثر ، كان علينا معرفة  البروتينات التي يسيطر عليها الفيروس.

لمعرفة ذلك قام فريقي  برحلة  في رحلة صيد لجزيئات داخل الخلايا البشرية، ولكن بدلا من استخدام دودة في الخطاف ، استخدموا بروتينات فيروسية تحتوي على علامات كيميائية ملتصقة بها سميت بالـ” طعم”. وضعنا الطعم في مختبر لنمو الخلايا البشرية  ثم سحبناها  لنرى ماذا التقطنا، أي شيء يعلق بالطعم سيكون بروتينا بشريا يستخدمه الفيروس أثناء العدوى.

في 2 مارس، كان لدينا قائمة جزئية عن البروتينات البشرية التي يحتاجها فيروس كورنا لينمو، وهذه القائمة هي أول دليل لنا يمكننا استخدامه. أرسل لنا احد أعضاء الفريق رسالة يقول فيها : ” أول تكرار، 3 طعوم فقط … وبعدها  5 طعوم تالية.” المعركة كانت على أشدها .

بمجرد حصولنا على هذه القائمة للجزيئات التي ينمو عليها ، تسابق أعضاء الفريق إلى تحديد المركبات المعروفة التي يمكن أن ترتبط بهذه الجزيئات المستهدفة وتمنع الفيروس من استخدامها للتكاثر. إذا كان هناك مركب يمكنه منع الفيروس من استنساخ نفسه في جسم الشخص ستتوقف العدوى، ولكن لا يمكنك بهذه البساطة أن تتدخل في العمليات الخلوية بدون أن تتسبب بالضرر للجسم. كان على فريقنا التأكد من أن المركبات التي حددها ستكون أمنة تماماً وغير سامة للبشر.

الطريقة التقليدية لفعل ذلك تتضمن سنين من الدراسات ما قبل السريرية و التجارب السريرية تكلف الملايين من الدولارات، ولكن توجد طريقة سريعة و مجانية بشكل أساسي للتحايل على المشكلة  : وهي البحث بين 20,000  عقار اعتمدته إدارة الغذاء والعقاقير وأجريت عليه اختبارات السلامة مسبقا ؛ فلربما يكون هناك لقاح  في هذه القائمة الكبيرة يمكنه محاربة فيروسات كورونا.

استخدم الكيميائيون قاعدة بيانات هائلة لمطابقة العقاقيرالمعتمدة  والبروتينات  التي  تتفاعل معها بالبروتينات الموجودة في قائمتنا. وقد وجدوا في الأسبوع الماضي عشرة عقاقير مرشحة ، فمثلاً إحدى النتائج كانت عقارا للسرطان يسمى JQ1. وحيث إننا لا نستطيع التنبؤ كيف  يمكن ان يؤثر اللقاح على الفيروس، إلا أن لديه فرصة جيدة لفعل شيء ما، وسيمكننا من خلال اختباره معرفة إذا كان بإمكانه مساعدة المرضى بشيء .

ولمواجهةً الخطر العالمي في إغلاق الحدود ، شحنا على الفور  صناديقا بعشرة من هذه العقاقير إلى اثنين من المختبرات القليلة  الموجودة في العالم التي تعمل  مع عينات فيروس كورونا حية ، في معهد باستور في باريس ، و ماونت سيناي في نيويورك. وبحلول 13 مارس كانت هذه العقاقير تختبر  على الخلايا لمعرفة فيما  إذا كانت تعمل على منع  تكاثر الفيروس  .

أنباء  من ساحة المعركة

سيعلم فريقنا قريباً من متعاونينا في  معهد ماونت سيناي و معهد باستور فيما إذا كان  أي من هذه العقاقير العشرة  الأولى ستعمل ضد عدوى سارس-كوف-2. وفي غضون ذلك  يكمل الفريق الاصطياد باستخدام الطعوم الفيروسية، وقد وجدوا المئات من البروتينات البشرية الإضافية التي يعمل معها فيروس كورونا. وسوف ننشر النتائج قريباً عبر الانترنت في BioRxiv .

الخبر السار أن فريقنا وجد حتى الآن  50 عقارا موجوداً  يربط بروتينات الانسان التي ذكرناها سابقا ، وهذا العدد الكبير يجعلني أتفاءل بأننا سنستطيع إيجاد عقار لعلاج كوفيد-19 . إذا وجدنا لقاحا معتمدا يستطيع على الأقل إبطاء تقدم الفيروس ، فإن  الأطباء سيتمكنون من  البدء في إيصالها إلى المرضى  بسرعة وإنقاذ حياتهم .

عليك معرفة وفهم وباء فيروس كورونا ويمكننا مساعدتك ، قم بقراءة نشرتنا الأخبارية.

نشرت هذه المقالة أصلا علىThe Conversation  ، وساهم في نشر المقالة لدى Live Science’s Expert Voices: Op-Ed & Insights.

ترجمة : راما سعود

تويتر :@_RamaSaud

رابط المقال الأصلي : https://www.livescience.com

المراجع :   ديمة حنون

تويتر : Dhanoon3


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!